Archive for the ‘علم الأحياء’ Category
إستطاع العلماء المسلمين أن يَتَعَرَّفُوا على حقائق وراثية جديدة لأول مَرَّة ، من خلال نصوص القرآن الكريم والسُّنة النبوية و منها
تأكيد أن أساس خَلْق الجنين هو (النطفة الأمشاج)، وهو العامل الوراثي الأساسي في عملية التكاثر البشري
حيث قال الله تعالى: {إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} [الإنسان: 2]
والنطفة الأمشاج تَتَأَلَّف من اندماج بويضة الأنثى وخلية الرجل (حيوان منوي)، ويكون مقرُّها في رحم الأنثى
عزو الذكورة و الأنوثة في الجنين إلى الرجل دون المرأة
العظام هي التي تخلق أولاً ثم تُكسى باللحم.مصداقًا لقول الله تعالى: (ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) [المؤمنون: 14]
تحديد أقل مدة للحمل بستة شهور حيث كل أجهزة وأعضاء جسم الجنين يكون خلقها قد اكتمل مع نهاية الأسبوع الثامن من لحظة الإخصاب ـ أي بعد 56 يوماًً لِقَوْلِهِ تَعَالَى: وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ {الأحقاف:15}. ثُمَّ قَالَ: وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ {لقمان:14}. فَبَقِيَ لِلْحَمْلِ سِتَّةُ أَشْهُرٍ

يعتقد الكثير أن نظافة البيئة والحرص على منظرها الجميل والحضاري هو إرث خاص بالدول الأوروبية المتحضرة فقط، وربما يكون ذلك نابعًا عن عدم الإطلاع المتعمق على كتب ووثائق ومصادر التاريخ التي تبين عكس ذلك تمامًا.
تذكر الوثائق التاريخية العثمانية أن السلطان العثماني سليمان القانوني قام عام 1539 بإصدار وثيقة باسم “حماية البيئة” وقام بتعميمها على جميع الولايات والمحافظات العثمانية لتنفيذها بشكل رسمي ومنتظم وأرفقها بوثيقة عقوبات خاصة بمن يخالف ما تحتويه الوثيقة
وإن لم تكن هذه الوثيقة مماثلة للوثائق حديثة الإصدار إلا أنها بالنسبة لتاريخها وزمانها تُعد من أكثر الوثائق تطورًا ووعيًا في ذلك العهد الذي كانت أوروبا تُعاني من مشاكل ضخمة متعلقة بالبيئة ونظافتها
ويبين موقع “صفحة التاريخ العثماني” بأنه “لا يوجد في أرشيف أيٍ من الأمم السابقة القديمة والعريقة ما هو متعلق أو مختص بالبيئة ونظافتها في ذلك التاريخ التي صدرت به الوثيقة العثمانية التي تحث على حماية البيئة ونظافتها”، ويؤكد الموقع أن الدولة العثمانية هي الدولة القديمة الوحيدة التي تنفرد بهذه الميزة
وتحث الوثيقة، التي يبلغ عمرها أكثر من 470 عام والخاصة بقرارات المحافظة على البيئة وحمايتها على تطبيق التالي
ـ عدم إلقاء القمامة مهما كان نوعها بشكل تلقائي ووجوب تخصيص أوعية قمامة خاصة لتجميع القمامة وجمعها من قبل المختصين
ـ إيقاع العقوبة الشديدة بحق من يلقي القمامة بشكل عشوائي وتُترك هوية العقوبة ونوعيتها إلى والي المدينة
ـ مُتابعة الوالي لمحافظة خدم القصر على نظافة البيئة المحيطة بهم وحرصهم على عدم تصريف مياه الصرف الصحي والقمامة الخاصة بهم في مياه الأنهار والبحيرات أو البحار بل تصريفها في مناطق فارغة يتم تنظيفها بشكل دوري
ـ وكما يجب على الوالي التدقيق على مرور مياه الصرف الصحي الناتجة عن البيوت والحمامات من طرق خاصة وبعيدة عن المواطنين والأنهر للمحافظة على صحة المواطنين والبيئة
ـ عدم إنشاء طريق على الخطوط التي تمر منها مياه الصرف الصحي ويجب على الوالي أن يحرص على أن تكون هذه الطرق مفتوحة
ـ يجب على الوالي عدم السماح بسكب الأدوات الطبية المستخدمة في علاج المرضى في خطوط الصرف الصحي بل يجب تجميعها ودفنها في مناطق فارغة بعيدة لحماية المواطنين والبيئة من أخطارها
ـ تنظيم الرعي وتخصيص مناطق معينة للرعي وإبعاد الرعاة عن المناطق الخضراء القريبة لسكان المدينة للحفاظ على البيئة المحيطة بالسكان
ـ إحكام غطاء القبور المفتوحة وجمع الكلاب والقطط الميتة ودفنها في مناطق فارغة حتى يتم المحافظة على نظافة البيئة وإبعاد الروائح الكريهة عن المناطق السكنية
ـ تخصيص أماكن منعزلة للحيوانات الخاصة بالبيوت والإيعاز لأصحابها بضرورة عدم وضعها في أماكن تزعج الجيران
ـ تنظيم الشوارع بشكل دوري والحرص على نظافتها حتى لا تؤثر سلبًا على نظافة البيئة والمنظر اللائق بها، ومعاقبة من يقوم بتوسيخ الشوارع بشكل متعمد من خلال إشهار اسمه بين العامة
وفي نهاية الوثيقة يقوم السلطان سليمان بتوصية أولياء المحافظات العثمانية بضرورة أخذ أقصى دراجات العقوبة تجاه من يجرؤ على مخالفة هذه القرارات والقوانين التي تسعى لإيجاد بيئة نظيفة ومناسبة للحياة البشرية الصحية
كما يتضح في نهاية الوثيقة بأنه تم إعدادها وإصدارها في صفر عام 946 هجري وفي شهر تموز/ يوليو عام 1539 ميلادي
وكما قال الكثير من علماء التاريخ والفلسفة؛ أمة الإسلام أمة حضارية منذ اللحظات الاولى لوجودها على سطح الأرض، وكتبنا الدينية والتاريخية مليئة بالأمثلة التي تبين بأن الحضارة الإسلامية كانت في يوم من الأيام أكثر الحضارات عراقة ً وأصالة ً وماأصابها اليوم من انحطاط وتخلف هو ناتج عن البعد عن المبادئ الإنسانية والحضارية التي حثنا الدين الإسلامي على تطبيقها ولكن، بكل أسف، غفلنا
عن ذلك
مايدرس تاريخ الحفاظ على البيئة بدأ بمشروع البيئة في تنزانيا أثناء الاستعمار الألماني لشرق إفريقيا بين عامي (1884-1919) ـــــ إذ سُنّت قوانين الحفاظ على الاستعمار لحماية الغابات، وفُرضت القيود على الأنشطة التقليدية للسكان الأصليين مثل الصيد وجمع الحطب
المصدر: موقع ترك برس

آق شمس الدين
الشيخ محمد شمس الدين بن حمزة، والمعروف باسم آق شمس الدين، المتوفي سنة 864هـ 1460م هو أحد علماء النباتات والطب والصيدلة، وهو أحد الشيوخ الذين تتلمذ على يدهم القائد العثماني الشهير محمد الفاتح، ويعد القائد المعنوي لفتح القسطنطينية
:يرى عدد من الباحثين أن الشيخ شمس الدين هو أول من وضع تعريفًا للميكروب، إذ ذكر في كتابه ـ مادة الحياة
“إنها صغيرة ودقيقة إلى درجة عدم القدرة على رؤيتها بالعين المجردة”
وقال أيضًا
ومن الخطأ أن نفترض أن الأمراض تظهر واحدة تلو الأخرى في البشر، فالمرض يصيب الإنسان من خلال انتشاره من شخص إلى آخر، ويحدث هذا المرض عن طريق البذور التي تتميز بأنها صغيرة بحيث لا يمكن رؤيتها، ولكها مع هذا كائنات حية
ويأتي هذا الذكر والاكتشاف قبل حوالي قرنين من الاكتشاف العملي والتجريبي للميكروبات، بواسطة العالم الهولندي أنطوني فان ليفينهوك، الذي اخترع أكثر من500 من العدسات البصرية، وما لا يقل عن25 من الميكروسكوبات أحادية العدسة، والتي تمكن من خلالها من رؤية الميكروبات والبكتيريا لأول مرة بصورة عملية، مما جعله المكتشف العملي للميكروبات
من أشهر مؤلفاته كتابين في الطب هما “مادة الحياة” و”كتاب الطب” وهما باللغة العثمانية، وسبع كتب باللغة العربية من أهمها “حل المشكلات” و “الرسالة النورية” و “رسالة في ذكر الله
مصدر
Osman Şevki Uludağ: Histoire de cinq ans et demi d’histoire turque . Istanbul, 1969, p. 35-36
كتاب عضماء مسلمين

أبو حنيفة أحمد بن داود الدِينَوَرِي عالم مسلم من أصل كردي ولد سنة 828 م -213هـ
هو أول مسلم ألَّف كتابًا علميًّا متخصصًا عن النبات ، وفيه جمع ما يربو على 1120 نباتًا في كتابه النبات ، الذي يتألف من ستة مجلدات وقد نجا المجلدات الثالثة والخامسة فقط، على الرغم من أن المجلد السادس أعيد كتابته على أساس الاستشهادات من الأعمال اللاحقة في الأجزاء الباقية ، وكان منهجه في تأليف كتابه يعتمد على وصف بضع مئات من النباتات التى رآها بنفسه، أو سمع عنها من الأعراب الثقات، وأضاف الدينورى إلى ما نقل عن “زياسقوريذوس” العالم الإغريقى الذى اشتهر بمعرفته بالنباتات
الطبية إضافات أساسية،وأصبح بذلك عمدة الأطباء والعشابين، ونقلت عنه أكبر كتب الصيدلة كمفردات الأدوية لابن البيطار
وقد قام المستشرق السويدى “لوين” بجامعة اوبسالا بتحقيق مخطوطة من هذا الكتاب تقع في (333) صفحة من الجزء الخامس
من مؤلفاته
كتاب النبات ،الأخبار الطوال ،كتاب البلدان ،كتاب الجبر والمقابلة
مصادر
أبو حنيفة الدينوري – ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

الجاحظ الكناني هو أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب بن فزارة الليثي الكناني البصري، ولد في البصرة عام 776م (159 هـ) هوأديب عربي ،صاحب كتاب الحيوان ، أحد أوائل الكتب الموسوعية المتخصصة في الحيوانات ،كان يتابع الحيوان في بيئته فيصف سلوكه ويتحدث عن بيولوجيته
وهو يُعد أول من تحدث عن المكافحــة الحيوية
(Biological control)
حين ذكر في كتابه ( الحيوان ) : [ فعلمت أن الصواب في جمع الذباب مع البعوض ، فإن الذباب يفنيه ] . هذا الكلام له مفهوم بيئي مهم في السيطرة على الكائنات الحية الضارة بدلاً من استعمال المبيدات والمواد الكيميائية التي تلوث البيئة
وكان الجاحظ بالإضافة إلى ذلك يلاحق الحيوان في ولادته فيتحدث عن نشأته وموطنه وكيفية تربيته لصغاره وإطعامهم ، ثم أنه حاول أن يستوضح تأثير الحر والبرد والشمس والظل على الحيوانات المختلفة وعن علاقة ذلك أيضاً بالحيوان ، وهذا ما يقوم به الآن علماء البيئة
المصدر
دور علماء المسلمين – شبكة العلوم العربية
ابن سينا

ابن سينا هو أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا ولد سنة 980م (370 هـ)، عالم وطبيب مسلم من بخارى، اشتهر بالطب والفلسفة واشتغل بهما
يرجع إليه الفضل في اكتشاف العديد من الأمراض التي ما زالت منتشرة حتى الآن ؛ إذ إنه أول من كشف عن طفيلة (الإنكلستوما)، وسماها في كتابه (القانون في الطب) في الفصل الخامس الخاص بالديدان المعوية : الدودة المستديرة، ووصفها بالتفصيل لأول مرة، وتحدَّث عن أعراض المرض الذي تُسببه .
وعن هذا الفتح الكبير كتب الأستاذ الدكتور محمد خليل عبد الخالق مقالاً في مجلة الرسالة، جاء فيه: “… قد كان لي الشرف في عام (1921 م) أن قمت بفحص ما جاء في كتاب القانون في الطب، وتبيَّن لي أن الدودة المستديرة التي ذكرها ابن سينا هي ما نسميه الآن بالإنكلستوما، وقد أعاد (دوبيني) اكتشافها بإيطاليا عام (1838 م)، أي بعد اكتشاف ابن سينا لها بتسعمائة سنة تقريبًا، ولقد أخذ جميع المؤلفين في علم الطفيليات بهذا الرأي في المؤلفات الحديثة، كما أخذت به مؤسسة (روكلفر) الأمريكية التي تعني بجمع كل ما كُتِب عن هذا المرض… ولذلك كتبتُ هذا ليطلع عليه الناس، ويُضيفوا إلى اكتشافات ابن سينا العديدة هذا الاكتشاف العظيم لمرض هو أكثر الأمراض انتشارًا في العالم الآن
وأشهر أعماله كتاب القانون في الطب الذي ظل لسبعة قرون متوالية المرجع الرئيسي في علم الطب
المصدر:ابن سينا – ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
أحمد فؤاد باشا: التراث العلمي للحضارة الإسلامية ومكانته في تاريخ العلم والحضارة ص180-181

يحيى بن ماسويه
أبو زكريا يحيى أو يوحنا بن ماسويه الخوزي ولد في جند يسابور ( سنة 161 هـ / 777 م ) .هو أول رئيس لبيت الحكمة ودائرة الترجمة فيها . وعرف مترجماً وطبيباً وأستاذاً في الطب
تعتبر مقالة يحيى بن ماسويه في الجنين وكونه في الرحم أول مؤلف مستقل في علم الأجنة باللغة العربية ،على الرغم من أن هذه المقالة مقتبسة في مجموعها عن كتاب الأجنة لأبقراط وآراء جالينوس وبولس الأجيني وغيرهم من الأطباء اليونانيين إلاّ أن لها أهمية بالنسبة لتاريخ الطب حيث حفظت لنا بعض الخطوط للمعتقدات في علم الأجنة العائدة لأواخر العصور اليونانية القديمة والتي لم توثق في المصادر الطبية الإغريقية المتوفرة الآن
وقد تناول ابن ماسويه في مقالته الأمور المتعلقة بالجنين ، تكونه ، تطوره ، وتمام خلقته ، وولادته وأهم الأمور في ذلك
كون الجنين يخلق من اجتماع نطفة الرجل والمرأة في الرحم .
تكون أعضاء وجنس الجنين وحركته .
التعداد الحسابي لعلم الأجنة .
ومن كتب ابن ماسويه المعروفة: النوادر الطبية، كتاب الأزمنة، وكتاب الحميَّات وكتاب عن دغل العين وكتاب بعنوان معرفة محنة الكحالين وكتاب الجنين، كتاب المعدة، كتاب الجذام، كتاب السموم وعلاجها، كتاب الماليخوليا، كتاب التشريح، كتاب الأزمنة
المصدر
كتاب ثلاث رسائل في الطب العربي الإسلامي لدكتور محمود الحاج قاسم محمد -بيت الحكمة / بغداد سنة 2001

أبو الخير الإشبيلي
أبو الخير الإشبيلي، المعروف (بالشجّار)، عالم بالزراعة، من أبناء إشبيلية، عاش في القرن السادس الهجري نعته مواطنه ابن العوام بالشيخ الحكيم، في كتابه الشهير حول الفلاحة
يعتبر كتاب عمدة الطبيب في معرفة النبات لكل لبيب أكبر معجم موسوعي في القرون الوسطى
وهويضم 1739 مادة نباتية ودوائية مرتبة على حروف المعجم وهو عدد ضخم يجعل من هذا الكتاب موسوعة حقيقية في علم النبات
يقول الأستاذ محمد العربي الخطابي، محقق كتاب “عمدة الطبيب” رتب المؤلف كتابه على حروف المعجم بالترتيب السائد في بلاد الغرب الإسلامي.. والمؤلف لا يراعي في ترتيب المواد إلا أوائل الحروف فقط، يذكر أسماء أعيان النبات والألفاظ اللغوية التي لها صلة بأحوال العشب والبقل والشجر ثم يعمد إلى تفسير كل مادة تفسيرا يطول أو يقصر حسب مقتضى الحال، يحقق اسم النبات، عربيا كان أو أجنبيا، ثم يبين ماهيته وأجزاءه من ورق وساق وزهر وثمر وبذر وجذر ويذكر ألوان الزهور والأوراق والأصول وشكل البذور وطول الساق بالشبر والذراع والقامة ويذكر بيئة النبات الطبيعية وأماكن وجوده، ويعدد في كثير من الأحيان أجناسه وأصنافه المتقاربة على أساس “المشاكلة” التي بنى عليها نظامه التصنيفي، وكثيرا ما يذكر أسماء النبات بمختلف اللغات، ومنها اليونانية واللاتينية والفارسية والنبطية والأمازيغية وعجمية الأندلس (الرومانصية أو اللاتينية العامية)، وكثيرا ما يذكر الاسم العربي الدارج في الأندلس وفي البلاد الأخرى
ويمتاز كتاب أبي الخير الاشبيلي بكون جل النباتات الموصوفة في كتابه هي نتيجة لمعاينة شخصية للنبات في موطنه الأصلي أو مكان
ويبقى أهم إبداع نسجله للعالم أبي الخير الاشبيلي-حسب الدكتور جمال بلخضر- هو اكتشافه لتصنيف علمي للنباتات ينم عن منهج تفكير علمي لا غبار عليه. إن طريقته في التصنيف تقترح نسقا ثلاثي العناصر -حجم وبيولوجيا النبات؛-والشكل المورفولوجي: كالشكل العام والمظهر الخارجي وشكل تكتل الزهرات ، وشكل الأوراق-
يؤدي إلى تشكيل عناصر تصنيفية تندرج تحتها عناصر تصنيفية أخرى تتلوها أخرى بما يشكل “عولبة” متتالية لمجموعة عناصر تصنيفية داخل أخرى، مما ينتج عنه تعدد في مستويات التمييز بين مجموعات الخصائص

المصدر
محمد العربي الخطابي، مقدمة تحقيق كتاب “عمدة الطبيب في معرفة النبات” 1990. الرباط-المغرب، ص 29
Jamal Bellakhdar, 1997. La pharmacopée marocaine traditionnelle. IBIS PRESS. France
مغرس : الطب النباتي .. تاريخ مهنة برع فيها المغاربة وألفوا فيها الكتب

نصیر الدین الطوسی
قدم الطوسي (المتوفي 1274م) نظرية أساسية للتطور الأنواع قبل ما يقرب من 600 عاما عن تشارلز داروين،ويفرق نهج الطوسي عن “أصل الأنواع” لداروين فروقاً أساسيّة.ففي حين استخدم داروين المنطق الاستنتاجي، للإنتقال لتحويل الحقائق -التي حصّلها عبر جمع العيّنات من النباتات والحيوانات- إلى نظريّات، استخدم الطوسي منهجاً نظريّاً. استند علماء المسلمين أمثال الطوسي على الاستدلال الاستقرائي بالإنتقال من النظريّة إلى الحقائق وليس العكس. يبتدئ بتطوير نظريّة ومن ثمّ استخدامها في شرح الحقائق. عندما كتب الطوسي عن نظريّة التطوّر أطلق عليه اسم الكمال أو الاكتمال
حيث يقول في نظريته عن تطورالكون أنه كان يحتوي على عناصر متماثلة ومتشابهة. ووفقا لطوسي بدأت التناقضات الداخلية في الظهور، وتبعا لذلك، بدأ بعض المواد تتطور أسرع وبطريقة مختلفة عن غيرها من المواد. ثم يفسر كيف تطورت العناصر إلى المعادن، ثم الى النباتات، ثم الى الحيوانات، ثم الى البشر. ثم يمضي الطوسي في شرح كيف كان التباين الوراثي عاملا مهما في التطور البيولوجي للكائنات الحية
آمن الطوسي أنّ الرب خلق العالم وبعد الخلق تطوّر العالم بمفرده تحت إشراف وتوجيه الإله.عكس تشارلز داروين الذي فقد إيمانه بعد سن الأربعين
المصدر
أريج بطّة – الطوسي: داروين من القرن الثالث عشر – الحوار المتمدن
وجهات النظرالطوسي حول تطور – فريد الأكبروف (صيف عام 2001) مجلة أذربيجان الدولية

ابن العوام الإشبيلي هو أبو ذكريا يحيى بن محمد بن بن أحمد بن العوام الإشبيلي الأندلسي. عالم أندلسي بالنبات والفلاحة ومهندس ري ولد بمدينة أشبيلية ببلاد الأندلس في القرن السادس الهجري
بعد إطلاع ابن العوام على جميع مؤلفات الفلاحة العربية وغير العربية في مجال الفلاحة والعلوم الأخرى، حتى بلغ مجموع ما ذكرهم ما يزيد على المائة. ومن العلماء العرب نذكر: أبو الخير الإشبيلي، وابن بصال، وابن حجاج الإشبيلي، والحاج الغرناطي، والطغنري، وابن وحشية، وأبو حنيفة الدينوري، والأصمعي، وعريب بن سعيد، والجاحظ، وثابت بن قرة. ومن العلماء غير العرب نذكر: قسطوس، وكسينوس ، ومهرآريس، ومرسيال الطبيبي، ويونيوس، وأرسطاليس، وديسقوريدس، وجالينوس، وسوريوس، وأبوقراط.
كتب ابن العوام كتابه “الفلاحة الأندلسية” في سفرين (جزئين)، وقد تعرض فيهما لمختلف علوم الفلاحة وبصيغة شمولية وعلمية. فقال ابن العوام عنهما: ضمنت الأول منهما معرفة اختيار الأرضين والذبول والمياه وصفة العمل في الغراسة والتركيب .. وضمنت السفر الثاني الزراعة وما إليها وفلاحة الحيوان
وقدم ابن العوام لكتابه بمقدمة طويلة مهمة ضمنها بعض الأحاديث النبوية الشريفة فيما يخص الزراعة والزرع، كما ذكر بعض الأقوال المأثورة والحكم التي تتعلق بالفلاحة
كما أفرد للجزء الأول( السفر الأول) من كتابه (16) باباً اختصت في علم التربة و التسميد و الري و علم البستنة و التقويم الزراعي وتأثير العوامل البيئية في الزراعة وفي تربية النبات،
أما الجزء الثاني( السفر الثاني) فيضم (19) باباً اختصت في أهمية الطاقة الشمسية لأصلاح الأرض والزرع وعلم المحاصيل الحقلية والخضر ونباتات الحدائق والزينة ووقاية المزروعات ومكافحة الآفات وعلوم الإنتاج الحيواني والصحة الحيوانية
وقد نشر المستشرق بانكويري الكتاب بالعربية مع ترجمة إسبانية له في عام 1803، واعتبر المستشرق ألدوميللي في كتابه «العلم عند العرب وأثره في تطور العلم العالمي» ابن العوام واحداً من أطباء الأندلس بسبب حديثه عن الأعشاب الطبية وعن علاج الحيوان، وقال المستشرق الألماني ماكس ماير هوف عن كتاب الفلاحة: هو أحسن الكتب العربية في العلوم الطبيعية وعلى الأخص في علم النبات
وفي العالم العربي اهتم الكثير من الباحثين بابن العوام، منهم: أحمد عيسى في كتاب «تاريخ النبات عند العرب»، وعبد الحليم منتصر في كتاب تاريخ العلم ودور العلماء العرب في تقدمه
المصدر
ابن العوام الاشبيلي قاموس الفلاحة – التاريخ الاسلامي ، قصص وعبر
ابن العوام الإشبيلي – المعرفة

ابن خلدون
عبد الرحمن بن محمد، ابن خلدون أبو زيد، ولي الدين الحضرمي الإشبيلي ولد عام (732هـ ) 1332م والمتوفي 808 هـ 1406م هو مؤرخ من شمال أفريقيا، تونسي المولد أندلسي الأصل،
يقر ابن خلدون في المقدمة بأن البيئة بمعناها الشمولي هي السبب المباشر في اختلاف البشر جسمياً وعقلياً ونفسيا وخلقياً، وأنها هي التي تميز مجتمعاً ما عن غيره في تقاليده وعاداته ومنازعاته واقتصادياته وشؤونه المختلفة، غير أن هذه الحتمية التي درج عليها ابن خلدون لم تكن مطلقة، لأنه يرى أن التفاعل بين البيئة الطبيعية والإنسان لا يحدث من جانب واحد؛ إذ إن الإنسان يؤثر بدوره في البيئة نفسها كما تفعل فعلها فيه.
ويرى ابن خلدون أنّ هناك سبعة اقاليم، وتتميز الاقاليم من الثالث والرابع والخامس بالإعتدال الذي يميّز طبائع سكاّنها أيضاً وألوانهم .. أمّا الأقاليم غير المعتدلة تلك التي تقع في الاول والثاني والسادس والسابع فسكانها متوحّشون غير مُسْتَأْ نسين
وبذلك عُد ابن خلدون من اوائل من اكد على الحتم البيئي
من مؤلفاته
شفاء السائل لتهذيب المسائل
مقدمة ابن خلدون
المصدر: محمد صفوح الأخرس- ابن خلدون | الموسوعة العربية
جابر بن حيان
ولد على أشهر الروايات في سنة 101 هـ/721 م جابر بن حيان بن عبد الله الأزدي عالم مسلم عربي
برع في علوم الكيمياء والفلك والهندسة وعلم المعادن والفلسفة والطب والصيدلة، ويعد جابر بن حيان من أوائل من صنف السموم ففي كتابه السموم ودفع مضارها الذي قسمه الى خمسة فصول بحث فيه أسماء السموم وأنواعها و تأثيراتها المختلفة على الإنسان والحيوان ، وعلامات التسمم و المبادرة إلى علاجها والاحتراس من السموم، وقد قسم السموم فيه إلى حيوانية كسموم الأفاعي والعقارب وغيرها ، ونباتية كالأفيون والحنظل، وحجرية كالزئبق والزرنيخ و الزاج
:المصدر
الموسوعة العالمية المجانية جابر بن حيان
جابر بن حيان | موقع قصة الإسلام

كمال الدين الدميرى
ألف كمال الدين الدميرى العديد من الكتب في الفقه والحديث إلا أن من أهم وأشهر مؤلفاته كتاب حياة الحيوان الكبرى
و ذلك عام 1372 للميلاد, و بحث في كتابه في مواضيع الحيوانات الخيالية و الحقيقية, و في الكتاب ما ينوف عن تسعمائة نوعٍ من الحيوانات بيَّن الكاتب أسماءها و فصائلها و طبائعها مع وصفٍ عامٍ لها و ما يُروى عن خصائصها . و يُعتبر الكتاب موسوعةً في عالم الحيوان، تناول فيه مؤلفه الكلام عن الحيوانات على أنواعها ٍ: البرية التي تعيش على اليابسة سواءً كانت من ذوات القوائم أم من الزواحف، ومن الفقاريات أم من الحشرات و الرخويات , و بعض الأحياء المائية و بعض البرمائيات التي تعيش على اليابسة و في الماء معاً ، ثم الطيور على أنواعها .و قد رتب أسماء الحيوانات على اختلاف أنواعها و التي تناولها بالوصف والإيضاح على حروف المعجم، و بلغ عدد الحيوانات التي تناولها 1098 نوعاً مختلفاً.و الكتاب فضلاً عن كونه موسوعةً في عالم الحيوان، فهو يشتمل على معارف كثيرةٍ في اللغة، و الأدب و الفقه و الحديث و التاريخ و الحِكَم التي تُروى على ألسنة الحيوانات، و الأمثال التي يتناقلها العرب منذ القدم، و المستوحاة من طبائع الحيوان و سلوكه و عاداته و غير ذلك. و يُعدُّ الكتاب مرجعاً لغوياً لأسماء الحيوانات و الطيور و الأسماك، فعندما يتناول المؤلف الكلامَ عن الحيوان يذكر اسمه أولاً و اشتقاق اسمه، و ما يُعرف به أيضاً من أسماء أخرى و مرادفاتٍ لاسمه، والمفرد و الجمع، و المذكر و المؤنث منه، و اسم أو أسماء صغاره.
إتخذ الدميري في مشاهداته لصفات الحيوانات الأسلوب العلمى الحديث القائم على الرصد والمشاهدة، وتوجد لهذا الكتاب بعض المخطوطات في مكتبة برلين ومكتبة باريس
المصدر
موقع منتدى المعرفة البيطرية
الجاحظ
يعد كتاب الحيوان لجاحظ المتوفى 255هـ 868 م أحد أوائل الكتب الموسوعية المتخصصة في الحيوانات، تناول ومزج فيه بين الأدب واللغة وحياة الحيوان.حيث تحدث فيه عن أكثر من 350 نوع.
كما تكهن بالتطورو التأثيرات البيئية على فرص الحيوان للبقاء.
ومع أن كتاب (الحيوان) للجاحظ قد غلب عليه الطابع الأدبي إلا أنه يحوي من الحقائق العلمية عن الحيوانات ما يستحق وضعه في أبواب العلم.
ومن ذلك ما فصَّله عن خصاء الحيوانات ومنافعه ومضاره؛ فقد أوضح أن خصاء الحيوان يكون في سبيل تسمينه أو توفير قوته للحمل، أو الجر، أو الجري في السباق، أو لإخفاء صوته كما تُخصى خيل الغزو كيلا تصهل فتنبِّه العدو لمكانها.
المصدر : الموسوعة العربية العالمية 2004 سامي خاطر تاريخ الموسوعات العربية
كتاب الحيوان – ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
Kitāb al-hayawān — Wikipédia

أ
كان العرب يحرصون على انساب الخيول العربية بحصر التزاوج فيما بينهما وبين أفراس أصيلة ذات صفات وراثية محددة, وتابعوا اصطفاء الصفات على الانسال القادمة, ومنعوا أي تزاوجات عشوائية مع أفراد مغمورة أو وضيعة النسب
ويعتبر كتاب الكلبى المتوفي 204 هـ(820م) “أنساب الخيل” أساسًا لجميع المراجع التي تعالج موضوع أنساب الخيل العربية، حيث طارت شهرته في الشرق والغرب كضابط لأنساب الخيل العربية منذ أن اشتهر أول فرس عربي كفحل للسفاد
وكأنهم بهذا التحديد يحصرون حدود الصفات الوراثية الممتازة كالرشاقة والجمال وضمور البطن والعدو السريع والحس المرهف, والذكاء المفرط والعرف الغزير المتدلي وصغر الآذان, وغيرها من الصفات المرغوبة في مجموعة معينة من الأفراس ما لبثت ان كبرت وزادت أعدادها مع مرور الزمن, بحيث شكلت نواة ممتازة لنشوء سلالة الخيول العربية التي عمت شهرتها العالم كله
وكان لهذا التكوين الوراثي أكبر الأثر في لفت الانظار بعد ذلك إلى استيراد الخيول العربية ودخولها في التهجين مع سلالات أخرى لرفد مورثاتها بخصائصها الفذةكضابط لأنساب الخيل العربية منذ أن اشتهر أول فرس عربي كفحل للسفاد
فمن المعروف أن السلالة العربية وحدها هي التي تستوفي بدون أدنى شك، مفهوم “الدم النقي”، وبسبب ذلك، فهي قادرة، وبصورة لا تقبل المقارنة مع جميع السلالات الأخرى، على توليد خصائصها ومميزاتها، ومن ثم تحسين كافة السلالات الأخرى
ويعتبرذلك أحد انماط التهجين المختلفة
(المصدر: موقع الخيل العربي المصري (مكتبة الاسكندرية
كتاب (قصة العلوم الطبية في الحضارة الإسلامية) للدكتور راغب السرجاني
على الرغم من أن العديد من المختصين في مجالات المراعي قد اختلفوا في تعاريف لأراضي المراعي إختلافاً بسيطاً إلا أنهم اتفقوا على إعتبار المراعي أراضي غير مزروعة وقادرة على توفير مواطن بيئية للحيوانات البرية والمستأنسة
وفي هذا العلم خصص دِينَوَرِي صاحب كتاب النبات باباً بعنوان «الرعي والمراعي» يقول في آخره, ملخصاً لما ورد فيه
قد أتيت بما حضرني ذكره في وصف الرعي والمراعي وما يعرض لها من الآفات وحال السائمة فيها وما يعتريها من الأمراض على ما استحسنت وضعه في هذا الكتاب
وقد أوضح الدينوري بعض المصطلحات الرعوية البيئية الهامة مثل: الأرض الحمضية, أي كثيرة الحمض, و«الخلة» أي الأرض التي ليس فيها حمض وان لم يكن بها من شئ, و «السهب» أى الأرض الواسعة البعيدة التي لا نبات فيها, و«الصمان» أى الصحراء الحجرية الكلسية ذات القبعان, و «الحزن», وهي الأرض البعيدة عن المياه ولا ترعاها الشاة ولا الحمر, فليس فيها دمن ولا أرواث
وصنف الدينوري نباتات المراعي ، كذلك أوضح الدينوري معرفة العرب لانواع المراعي المختلفة وتحديد درجة جودتها, وتأثير ذلك على الحيوانات الرعوية, فذكر «المرعى المرئي الناجع» أى الجيد, و«المرعى الخصبة», أى متوسط الجودة, ليس بالخصب ولا بالجدب, و «المرعى الوبيل الموخم » أي المتدهور الخرب الذي تعرض عنه السائمة
مايدرس لنا
علم المراعي من العلوم الحديثة, ويعود المؤرخون بنشأته الأولى إلى أوائل القرن العشرين, حيث انشئت أول محطة لأبحاث المراعي في سانتاريتا بالولايات المتحدة الأمريكية نحو عام1903 م في ولاية أريزونا.
وينسبون الفضل في تأسيس هذا العلم إلى الأمريكى آرثر سامبسون
A.W.Sampson
من مؤلفاته
كتاب النبات ،الأخبار الطوال ،كتاب البلدان ،كتاب الجبر والمقابلة
:مصدر
أبو حنيفة الدينوري – ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
86 علوم أخرى منسية في تراث المسلمين بقلم د. أحمد فؤاد باشا مجلة المسلم المعاصر منشور في العدد
:

علم التشريح هو عِلمُ يُعنى بدراسة بنية الكائنات الحيّة وأجزائها. وخلافا ما ما يدرس لنا أن الطبيب والجراح بلجيكي أندرياس فيزاليوس هو أبا التشريح الحديث، و مؤسس علم التشريح البشري الحديث ،وأول من كتب في التشريح بنية الجسم البشري سنة 1543م
فالطبيب المسلم منصور بن الياس المتوفي سنة 1422م كان قد سبقه بما يقارب قرن و نصف بكتابه في تشريح جسم الانسان بشكل كامل وعنوانه «تشريح بدن إنسان» ويسمى أيضاً «تشريح منصوري». ،وتعود كتاباته إلى فترة 782-793 هـ الموافق 1380م-1390م تقريباً، وكان من اكثر الكتب الطبية باللغة الفارسية انتشارا
يحتوي على رسومات ملونة تحتل كامل الصفحة، تظهر على التوالي الهيكل العظمي والأعصاب والعضلات والأوردة والشرايين. كما خصص الفصل الأخير للأعضاء المعقدة ولتكوين الجنين
استفاد علماء أوربا من رسوماته لجسم الإنسان، فأصبح علم التشريح جزءا من التعليم الطبي المعترف به ، ومن المعلوم أن معرفة تركيب الجسم البشري جوهرية لفهم وظيفته أثناء الصحة والمرض
المصدر: منصور بن إلياس – ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

اتهم الغرب الشريعة الإسلامية بتجميد علم التشريح ، ونفوا على أثر ذلك أي إبداع للمسلمين في هذا العلم ، ليخلصوا إنه علمٌ يونانيٌ صرفٌ، لم يضيفوا المسلمين إليه المزيد
و الحقيقة أن الإسلام يبيح لنا التشريح عند الحاجة ،و قد أمر الخليفة المعتصم في سنة 836 م ببناء مشرحة كبيرة على شاطيء نهر دجلة في بغداد وان تزود هذه المشرحة بأنواع من القرود الشبيهة في تركيبها بجسم الإنسان وذلك لكى يتدرب طلبة الطب على تشريحها
وتؤكِّد المصادرأن الخليفة المعتصم كان يساعد الطبيب العالم يوحنا بن ماسويه المتوفي عام 857 م (243 هـ) في الحصول على تلك القردة من بلاد النوبة
و بذلك يعتبر أول من استخدم القردة الحية لأجراء تجاربه
ولم يخل كتاب من مؤلفات المسلمين في الطب من باب مستقل عن التشريح توصف فيه الأعضاء المختلفة بالتفصيل وكل عضلة وعرق وعصب باسمه وكان الرازي يقول في كتابه
(يمتحن المتقدم للإجازة الطبية في التشريح أولا، فإذا لم يعرفه فلا حاجة بك أن تمتحنه على المرضى)
وبتشريح الجثث البشرية تمكن المسلمين من معرفة وظائف بعض الأعضاء من بينها القلب، والعينَين، والكبد درسًا دقيقًا
من كتب ابن ماسويه المعروفة: النوادر الطبية، كتاب الأزمنة، وكتاب الحميَّات وقد ترجمت هذه الكتب وطبعت عدّة مرات
المصدر:يوحنا بن ماسويه.. الطبيب النابغة – قصة الإسلام
يعتبر الجاحظ المتوفي سنة 255هـ/ 868م أول أحيائي وفيلسوف مسلم يتكهن بالتطور تفصيليا في القرن التاسع للميلاد. في كتابه الحيوان، أخذ بعين الاعتبار التأثيرات البيئية على فرص الحيوان للبقاء، ووصف الصراع من أجل البقاء، وكتب الجاحظ أيضا عن سلاسل الغذاء
ويصف الجاحظ دوام الوجود على أنه صراع ولكنه صراعٌ بين نوعٌ ونوع، لامن ضمن النوع الواحد نفسه، فالأقوى أو الأكثر تسليحاً يفترس الأضعف ليتحقق التوازن الشامل، فيقول واصِفاً الصراع من أجل البقاء
يخرج الجرذ من مخبأه باحثاً عن طعامٍ له، وهو حاذقٌ في الحصول عليه، فهو يفترس جميع الحيوانات الأضعف منه، والأصغر، وكذلك الطيور الصغيرة والبيوض، والمولودة حديثاً، والهوام التي لا تعيش في جحور، والطير التي أعشاشها منتشرة على الأرض، وبدوره يتفادى الجُرذ الثعابين هارباً منها حين تطارده لتفترسه، وكذلك يهرب من الطيور الجارحة […] أما البعوض فله غريزة تُعلمه أن بقاءه يعتمد على امتصاص الدماء، فحينما يرى البعوض فيلاً أو خرتيتاً أو أي حيوان آخر فإنه يُدرك أن جلودها مُصممة لتخدمه في الحصول على غذاءه، فيهبط عليها ثاقِباً إياها بخراطيمه، ويحرص على الثقب عميقاً كي يمتص اكبر كمية من الدم تروي عطشه […] وبإختصار فإن جميع الحيوانات لا تستطيع العيش بلا غِذاء، فالحيوانات المُفَترسَة ليس لها المقدرة أن تتفادى إفتراسها، فالحيوان الضعيف يفترس الحيوان الأكثر منه ضُعفاً، وكذلك الحيوانات القوية ليست ذات مناعة من لأن تُفتَرَس مِن قِبل حيوانات أقوى منها، وعلى هذا القياس فالبشر لايفرُقون كثيراً عن الحيوانات، فبعضهم يحترم غيره، فهم ليسوا جميعاً على نفس الصعيد، فقد وضع الله بعض البشر ليكون سبباً في
حياة غيره من البشر، وعلى العكس فقد وُضِع الأوطأ ليكون سبباً في موت غيره
كتاب الحيوان ج٦
حاول كذلك الجاحظ أن يبرهن بأن للبيئة القدرة على تحديد الصفات والمميزات الجسمانية لقاطني المحيطات البيئية المختلفة، كما قال بأن لون البشرة المتباين بين البشر هو أحد نتائج تأثير البيئة
وكان لفكر الجاحظ تأثير على الكثير من العلماء المسلمين الذين جاءوا بعده، حيث قرأ علماء ومفكرون مثل الفارابي والبيروني وابن خلدون أعماله
و يعرب محمد إقبال، “الأب الروحي” لباكستان، عن أهمية الجاحظ وتأثيره عليه في سلسلة من المحاضرات التي نشرت عام 1930، وكتب قائلا: “الجاحظ هو من أوضح التغيير الذي يحدث لحياة الحيوان بسبب الهجرة وتغيير البيئة
:المصدر
Conway Zirkle (1941). Natural Selection before the
Origin of Species”, Proceedings of the American Philosophical Society 84″
Frank N. Egerton
A History of the Ecological Sciences, Part 6: Arabic Language Science – Origins and Zoological”,
Bulletin of the Ecological Society of America, April 2002: 142–146