التجويد هو علم يبحث في قواعد تصحيح التلاوة، وهو من أشرف العلوم إن لم يكن أشرفها، لتعلُّقه بأشرف كلام أنزل على أشرف الرسل، وثمرة التعرُّف على علم التجويد تكمن في صون الكلمات القرآنية عن التحريف والتصحيف والزيادة والنقص.
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلام يقرأ القرآن مجودًا سجيَّةً من غير أن يحتاج إلى القواعد؛ لأنه كان عربيًّا قحًّا، وكذلك أصحابه، فلما بدأ الأعاجم يدخلون إلى الإسلام بدأ يظهر الخطأ في اللغة العربية، وبالتالي في تلاوة القرآن،فتفطن الصحابة لذلك، وخافوا ضياع تلاوة القرآن، فأمر سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه أبا الأسود الدؤلي، وهو أحد كبار التابعين، بوضع قواعد لهذا العلم، وشارك في هذا المنحى جمع من كبار علماء التابعين وأتباعهم؛ كالخليل بن أحمد الفراهيدي، وأبي عبيد القاسم بن سلام المتوفي 224 هـ/838 م، الذي يقال عنه أنه أوّل من جمع هذا العلم في كتاب ألّفه وسمّاه “كتاب القراءات”، وذلك باستخلاص قواعد هذا العلم من خلال تتبع قراءات المشاهير من القراء المتقنين. ثم توالى البحث في مجال استخلاص القواعد الأخرى للتجويد وتوالت الكتب في هذا العلم توضح أصول القراءة وكيفيّة الطريقة الصحيحة لتجويد القرآن.
وعلم التجويد وعلم الاصوات ،يلتقيان في اهتمام كلا العِلمين بمخارج الحروف، ونطقها النطق السليم
ويختلفان في اقتصار علم التجويد على كتاب الله عز وجل، وعمومية علم الأصوات.
وقد تاثر عديد من الناس عند سماعهم القرآن الكريم، برغم عدم معرفتهم للغة العربية ومنهم من أسلم،
وحدثنا القرآن الكريم عن الاثر الذي تتركه آيات القرآن في نفوس مستمعيه ، وحفظت لنا السيرة نماذج كثيرة لأثر القرآن الكريم النفسي هذا ، ونقلت لنا الاحداث التاريخية اخباراً غير يسيرة ونماذج غير قليلة لأناس تأثروا بالقرآن حين سماعه ، فمن حديث القرآن عن دور السماع لألفاظ القرآن النفسي ، قوله تعالى في وصف المؤمنين:
(اولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من) ،
وقوله عز وجل:
«الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله».
وحدثنا عن اولئك النفر الذين تفيض أعينهم من الدمع:
«واذا سمعوا ما أُنزل الى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق»
وقد كان الكفار على علم بخاصية القرآن هذه ، ولهذا كانوا يتواصون بعدم السماع اليه
«وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون»
اترك تعليقًا