تقوم العسكرية الإسلامية على عنصرين هامين لا يستغنى عن أحدهما على حساب الآخر
العقيدة والعلم ، فلا ريب أن للعقيدة الإسلامية الفضل الأول في التفوق العسكري لدى المسلمين الأولين. فأهم سلاح للجندي المقاتل هو معنوياته، وكثيرا ما يرى الإنسان رجلا صغير الجسم ضعيف البنية. ولكنه قوي العزم والإرادة، فيهزم رجلا أعظم منه بدنا وأكثر وزنا ، وقوة ولكنه فاقد العزم والإرادة، وقد لعبت العقيدة الإسلامية دوراً كبيراً في الفتوحات الإسلامية الكبرى لم تلعبه أي عقيدة قبلها أو بعدها، وذلك لأنها العقيدة الوحيدة التي تربط بين الدين والدنيا، وتجعل للمجاهد في سبيل الله إحدى الحسنيين.. إما النصر والعزة في الدنيا، وإما الشهادة والجنة في الآخرة، وقد حرص الإسلام على تربية أبنائه على روح الثقة بالنفس، والثقة بالنصر، فكان يقول لهم “وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ” وحذر جنود المسلمين من روح الهزيمة والتقهقر، إلا أن يكون منحازا إلى فئة، و متحفزا لقتال ،وهو يجعل الموت أمرا هينا ما دام في سبيل الله وفي طاعة أوامره، فإن من ورائه حياة أخرى أعظم وأفضل من حياة الدنيا.
وللأسف لا تزال لعقيدة العسكرية الإسلامية غائبة غيابا كاملا من ساحة الصراع،مجهولة جهلا مطبقا في القوات المسلحة العربية الإسلامية و المعاهد و المؤسسات و الكليات العسكرية على الرغم من بعض مظاهر الانتصار العاطفي لها في حدود الإبتزاز السياسي، ءلأمر الذي لا يسمن ولايغني من جوع.
ذلك أن بعض القادة في عالم المسلمين لا يزالون يعتقدون أنهلا صلة للعقيدة بالنصر،ولذلك لم يكونو مستشعرين بشعار الإيمان،وربما كان منهم من يجاهر بالفسوق و العصيان،يحسبون أن النصر للآلة الفاتكة،ويهملون شأن الذي يحرك الآلة،وينسون أو يتناسون أن الطائرات و الدبابات و الأسلحة لاتخرج من كونهء كتلا من الحديد صنعها البشر لاستخدامها في الحروب،و لا يزال الإنسان هو المسيطر عليها،وبدونه لا قيمة لكل سلاح وعتاد،وبدون عقيدة تحقق عنده إرادة القتال،وتوحد الصف،وتحقق الإنسجام،وتفتح أمام عينه البعد الغيبي للحياة…لايكون إنتصار
المصدر
العسكرية العربية الإسلامية عقيدة وتاريخاً وقادة وتراثاً ولغة وسلاحاً، المؤلف محمود شيت خطاب
المخطوطات العسكرية الإسلامية ” موقع إسلام ست
اترك تعليقًا