بلغ طب العيون ذروته بجهود العديد من الأطباء المسلمين وظلت أبحاثهم فيه الحجر الاساس له خلال عصور طويلة ، و كان من بينهم هؤلاء الأطباء علي بن عيسى الكحال المتوفي 430هـ/1039م الذي اشتهر إلى جانب حذقه مهنة الكحالة بكتابه المعروف تذكرة الكحالين،الذي يعتبره المستشرقون أكبر طبيب للعيون أنجبته العصور الوسطى، وترجموا كتابه إلى اللاتينية مرتين وإلى العبرية.وإعتبركذلك أول من أسس طب العيون كمنهج جديد بالبحث العلمي
وكتاب علي بن عيسى يحتوي على ثلاث مقالات
الأولى في حد العين وتشريحها، وطبقاتها، ورطوباتها، وأعصابها، وعضلاتها، ومن أين نبات كل طبقة منها، ومن أين يأتي غذاؤها، وإلى أين انتهاؤها، وأين موضعها ومنفعتها
أما المقالة الثانية ففي أمراض العين الظاهرة للحس، وأسبابها وعلاماتها وعلاجاتها
والمقالة الثالثة في أمراضها الخفية عن الحس وعلاماتها وعلاجاتها ونسخ أدويتها
أما مجموع ما ألفه من كتب في طب العيون فيبلغ 32 كتابًا. وبلغ مجموع ما وصفه من أمراض العيون في (تذكرة الكحالين) وحده 130 مرضًا
وهو أول من وصف التهاب الشريان الصدغي و القحفي والعلاقة بين هذين الالتهابين و اضطراب الرؤية في مرض الشقيقة و لقد سبق الكحال (جونثان هجتنسن1980م) بما يزيد على ثمانية قرون، كما ذكر (د. هاملتون و زملاؤه)، و بين في تذكرته المشهورة هذه العلاقة في بحثه عن سلّ الشرايين و كيّها و الذي قال ((أنها يمكن أن تعالج أوجاع الشقيقة و الصداع و الذي تعرض لهم نزلات مزمنة في الأعين أو نزلات الأصداغ، حتى ربما خيف على البصر من التلف)). و وصف كما يؤكد د. هاملتون وزملاؤه في بحث عن التهاب الشريان في الخلايا العملاقة مع التهاب الشريان الصدغي و الذي نشره في مجلة الطب الأمريكية العدد الأول سنة 1971 مراحل عملية سل الشريان بطريقة تفصيلية و دقيقة جداً و هي تماماً كما يتبع اليوم
المصدر: كتاب (قصة العلوم الطبية في الحضارة الإسلامية) للدكتور راغب السرجاني
اترك تعليقًا