صناعة النواعير   Leave a comment

OLYMPUS DIGITAL CAMERA

الناعورة كما تسمى (في سوريا والعراق)، أو الساقية كما تسمى (في مصر) هي أداة لنقل ماء النهر إلى اليابسة على ضفاف النهر
تعتبر سوريا موطن أوائل النواعير وأقدم صورة للناعورة نجدها في لوحة من الفسيفساء يعود تاريخها للقرن الرابع قبل الميلاد وقد تم العثور عليها في مدينة أفاميا الأثرية بالقرب من حماة وهي موجودة اليوم في حديقة المتحف الوطني في دمشق.

وأدخلت تحسينات كثيرة على النواعير من قبل المهندسين المسلمين الذين استخدموها لتصريف المياه في القنوات التي تنقل المياه إلى البلدات والحقول
واشهر نواعير في العالم هي نواعير حماة وهي آلات مائية خشبية تدور بالقوة المائية وتتواجد على شواطئ نهر العاصي في مدينة حماة. وتنقل الماء منه بواسطة صناديق إلى حوض علوي ومنه يجري في قنوات محمولة على قناطر ليسقي المدينة وبساتينها. أطلق عليها لقب “أروع نواعير بنيت على الإطلاق” ، وأُدخلت في القائمة الإرشادية المؤقتة لمواقع التراث العالمي لليونسكو عام 1999.
يبلغ قطر نواعير حماة 20 مترًا (66 قدمًا) ولا تزال تستخدم في العصر الحديث (على الرغم من أنها تستخدم حاليًا لأغراض تجميلية فقط). تحتوي العجلة الأكبر حجمًا على 120 مقصورة لتجميع المياه ويمكنها رفع أكثر من 95 لترًا من الماء في الدقيقة.
أنشأت العديد من النواعير في القرون الوسطى ففي القرن العاشرميلادي ، وصف محمد بن زكريا الرازي ناعورة في العراق يمكن أن ترفع حتى 153 ألف لتر في الساعة ، أو 2550 لترًا في الدقيقة. وهذا مشابه لإنتاج نواعير المياه الحديثة في شرق آسيا ، والتي يمكن أن ترفع ما يصل إلى 288000 لترًا في الساعة ، أو 4800 لترًا في الدقيقة.

وفي نهاية القرن الثالث عشرميلادي ، بنى السلطان المريني أبو يعقوب يوسف ناعورة ضخمة ، من أجل توفير المياه لحديقة مسارة الشاسعة التي أنشأها في فاس بالمغرب.
بدأ بنائه في عام 1286 ميلادية 686 هجرية وانتهى في العام التالي. الناعورة التي صممها مهندس أندلسي يدعى ابن الحاج ، يبلغ قطرها 26 مترًا وعرضها 2 مترًا.متميزة مدهشة، لا مثيل لها في البلاد، فجاءت هذه الناعورة الفاسية مهيبة بضخامة حجمها، وفريدة بتلبيسها بالنحاس، ومذهلة بنظام عملها. فقد صممها المهندس لأجل ألا تدور أكثر من أربع وعشرين دورة في اليوم، مهما كانت قوة التيار ووفرة الماء، فهي لا تزيد في دوراتها عن ذلك ولا تنقص، فتوفر تدفقاً دائماً قاراً لا يتغير، ولا يهدد البساتين بالفيضان عند زيادة منسوب النهر وقوة التيار.

كما تم بناء العديد من النواعير في الأندلس ، خلال الفترة الإسلامية لشبه الجزيرة الأيبيرية (القرنان الثامن والخامس عشر)

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

%d مدونون معجبون بهذه: