أُنتج السكر لأول مرة من نباتات قصب السكر في شمال الهند وفي الأصل، كان الناس يمضغون قصب السكر نيئًا لاستخراج حلاوته. إلى أن اكتشف الهنود هيكل بلورة السكر خلال عهد أسرة جوبتا نحو عام 350 بعد الميلاد. وقد وصف بليني الأكبر، وهو روماني من القرن الأول الميلادي، السكر بأنه طبي: «يصنع السكر في الجزيرة العربية أيضًا، لكن السكر الهندي أفضل. إنه نوع من العسل يوجد في قصب السكر، أبيض كالعلكة، يُطحن بين الأسنان. يأتي في كتل بحجم حبة البندق. ويستخدم فقط للأغراض الطبية»
وخلال العصور الوسطى،إنتشرت زراعة السكر ومعامل تكريره في سورية ومصر وفلسطين وقبرص وبحر قزوين وصقلية وإسبانيا، وكانت مصر الأسبق في تحسين هذه الصناعة، وصنعوا من السكر نوعا من الحلوى سميت “قنده” حرفت باللغات الأوروبية إلى
“Candy”
وظلت هذه المناطق العربية والإسلامية المصدر الأساس للسكر في العالم الإسلامي وأوروبا -حتى القرن السادس عشر الميلادي.
وكانت الأندلس (إسبانيا) وصقلية من أهم المعابر التي عبرت منها صناعة السكر الى أوروبا!
أما السكرالعثماني فكان يتم تصنيعه من “قصب السكر” في مصانع تسمى “سكر خانه” وكان يصنع على شكل مكعبات أو قطع أو في شكله المألوف حالياً (سنترفيش)
وكان هناك العديد من مصانع السكر في الدولة العثمانية. وكان السكر سلعة غالية الثمن ولكنه كان متوافراً بالأسواق.
كان السكر القادم من قبرص مخصصاً فقط للقصر العثماني والسكر القادم من بقية الأماكن يوزع في البلاد. ويقول الرحالة أوليا جلبي إنه كان هناك 200 مصنع للسكر في مصر تعود ملكيتها لحوالي 40 دولة. وأصبحت الدولة العثمانية من أهم المراكز لتجارة السكر المربحة. وكانت تصدر السكر إلى روسيا عبر شبه جزيرة القرم.
كان السوق المصري في إسطنبول مثل بورصة السكر. وكان هناك في إسطنبول وحدها 70 دكاناً لبيع السكر. وكان السكر يباع أيضاً لدى العطارين وفي الصيدليات نظراً إلى أنه كان يعد علاجاً أيضاً. وكان هناك “أمين السكر” وهو موظف يتم تعيينه لضمان تلبية احتياجات المواطنين من السكر بعدالة ولمكافحة الاستغلال. ونظراً إلى أن السكر أصبح من الاحتياجات الأساسية قامت الدولة بتحديد تسعيرة ثابتة لبيعه. وظهر أيضاً مهربو السكر وكانت الدولة تكافحهم
أما في المغرب فتشير المصادر التاريخية إلى أن المغرب عرف زراعة قصب السكر في نهاية القرن التاسع للميلاد. غير أن ازدهار إنتاج السكر بهذا القطر العربي حدث بين القرنين 16 و17 في عهد السلطان المنصور الذهبي السعدي ،(1578-1603م) حتى أصبح المغرب في ذلك الزمن مَركزا مهما لإنتاج مادة السكر وتصديرها على الصعيد العالمي، إذ كان السعديون يصدرونه إلى الإنجليز والفرنسيين مقابل الأسلحة. لكن هذا الازدهار تراجع كثيرا فيما بعد لأسباب كثيرة ومعقدة.
. لكن التقاليد المرتبطة باستهلاك هذه المادة، وبخاصة نوع القالب، ظلت متأصلة في العادات الاجتماعية للمغاربة حتى يوم الناس هذا.
فقالب السكر مرسخ في التقاليد المغربية العريقة وكذلك في العادات الاستهلاكية للمغاربة. فعلاوة على كونه منتوجا غذائيا، فإنه يمثل رمزا للثقافة المغربية.

نظرا لارتباطه بأقوى اللحظات في حياة المواطن المغربي، يقدم قالب السكر في حفلات الشاي التقليدية ويمنح أيضا كهدية في العديد من المناسبات من قبيل الحج وكذلك حفلات الزفاف والولادات.
المصدر
صناعة السكر في الحضارة الإسلامية – – حضارتنا – الفنون| قصة إسلام
الذهب الأبيض.. حكاية السكر أكرم بوغرا اكينجي
سكــر القـالــب فـي المـغـــرب – مجلة ناشيونال جيوغرافيك العربية
اترك تعليقًا