رواد علم الصوت عند المسلمين

إهتم علماء بغداد بدراسة الصوت ومنشئه وقوته ، وألموا ببعض معارفه الاساسية، وبلغت معلوماتهم في هذا الباب من الدقة و الصحة مبلغا لا يستهان به. ومن ذلك ما ورد في رسائل اخوان الصفا أن منشأ الاصوات يرجع الى حركة الاجسام المصوتة، وأن هذه الحركة تؤثر في الهواء الذي لشدة لطافته و خفة جوهره وسرعة حركة أجزائه يتخلل الاجسام كلها، فاذا صدم جسم جسما آخر انسل ذلك في الهواء من بينهما و تدافع و تموج الى جميع الجهات،وحدث من حركته شكل كروي،واتسع كما تتسع القارورة من نفخ الزجاج فيها، وكلما اتسع ذلك الشكل ضعفت حركته و تموجه الى ان يسكن و يضمحل
وقد قسم إخوان الصفا الأصوات إلى أنواع ،منها الجهير والخفيف، ومنها الحاد والغليظ، وعزوا ذلك الى طبيعة الاجسام المصوتة، و الى قوة تموج الهواء بسببها. وهذا التقسيم يتفق و تقسيم الاصوات في علم الحديث الى أصوات متباينة الشدة، وأصوات مختلفة الدرجة. فالاصوات الكبيرة الشدة سميت جهيرة، و الاصوات العالية سمية حادة
وتتفق تقسيماتهم مع العلم الحديث (الجهر والهمس والشدة والرخاوة). وعزوا ذلك إلى طبيعة الأجسام التي تصدر عنها هذه الأصوات، وإلى قوة تموج الأصوات بسببها. وفي اهتزاز الأوتار الصوتية ربطوا بين طول الوتر وغلظه وقوة شده أو توتره
المصدر
الحضارة الإسلامية – دراسة في تاريخ العلوم الإسلامية 1-2 ج1
لدكتورطه عبد المقصود عبد الحميد أبو عبية
اترك تعليقًا