المخابرات في العالم الإسلامي

لعب جهاز المخابرات في الجيش الإسلامي دور مهم في معظم الانتصارات العسكرية
أهمها نجاح الرسول في بث الخلاف بين اليهود والأحزاب يوم الخندق فبعد إسلام نعيم بن مسعود ولم يعلم قومه بذلك ، كلفه الرسول بإفساد مؤامرتهم بالحيلة
فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
“إنما أنت فينا رجل واحد، فخذّلْ عنا إن استطعت، فإن الحرب خدعة”
فنجح في تخاذل الفريقان
والإهتمام بمعرفة أخبار العدو، تمتد إلى ما قبل الهجرة حيث كان للنبي –صلى الله عليه وسلم- من يستطلع له أخبار مكة، وهم جماعة بقيادة عمه العباس بن عبد المطلب – رضي الله عنه- الذي كان ـ فيما يبدو ـ يخفي إسلامه، وبشير بن سفيان العَتَكِيُّ، وكانت هذه الجماعة وكأنها تعمل في سرِّية تامة، كانت مثالاً عفاً كريماً لما تذهب إليه، وكانت أعمالها محصورة فيما ينبغي معرفته عن العدو بطرق شريفة لا تتنافى مع الخلق والشرع، ومن ذلك: الإشراف على المؤمنين سراً في مكة، وبث الدعوة سراً، والقيام بمهمة المراسلة، والتبليغ بين المهاجرين في المدينة وذويهم في مكة، وبين النبي – صلى الله عليه وسلم- وبين المؤمنين الأخفياء في مكة، وجمع الأخبار الصادقة وتبليغها للنبي- صلى الله عليه وسلم- بدقة ونظام
وهكذا كانت عادته عليه الصلاة والسلام في كل غزواته، أن يكثر من العيون التي تأتي له بالأخبار، حتى إنه أمر زيد بن ثابت ت-رضي الله عنه- أن يتعلَّم لغة يهود وكتابتهم، وقال له: “إني لا آمن يهوداً على كتابي“، فلم يمرَّ نصف شهر حتى تعلم لغتهم وكتابتهم، كما في الحديث الذي رواه الترمذي، وأبو داود فكان يكتب إلى يهود، وإذا كتبوا إلى النبي –صلى الله عليه وسلم- قرأ كتابهم، وفي هذا معرفة للعدو وتعرُّف على لغته ليمكن أيضاً الاطلاع على ما يكتبونه وما ينشرونه
وقد أصبح في وقت لاحق المخابرات جزءا أساسيا من الجيش، وأصبحت له إدارة مستقلة. الذي أبقى المخابرات على علم بتحركات العدو وأنشطته، هم وحدة تتألف من السكان المحليين من الأراضي التي فتحت، وكان التنظيم جيد جدا، وكانوا في الغالب يعملون مع المسلمين دون مقابل وذلك كرها بالإمبراطوريتين اللتان حكمتهما وخصوصا في بلاد الشام وجنوب العراق والأحواز إذ كانت تكثر بها قبائل العرب. وقد أرفقت الوحدات العسكرية بنوع من الصحفيين، أبقوا الخليفة على علم تام بكل ما يتعلق بالجيش
وقد نصَّ الفقهاء على أنه إذا عاقد الإمام واحداً من الكفار على أن يدلَّه على شيء من أسرار الكفار، أو أن يأتيه بخبر عنهم على أن يعطيه جعلاً على ذلك، فإنه يستحق هذه الجعالة. وهذا كله يدل على أصل عمل الاستخبارات في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومجال ذلك العمل ونطاقه. و لا يتنافى ذلك مع قوله تعالى: “ولا تجسسوا” [الحجرات:12]؛ لأن النهي هنا عن البحث عن عيوب الناس من المسلمين، وعن المستور من أمورهم، وتتبع عوراتهم حتى لا يظهر على ما ستره الله منها، والأحاديث الشريفة توضح ذلك وتبينه
توسعت مهمات «العيون» في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، لتشمل متابعة أداء الولاة وضبط الأمن داخل المجتمع المسلم الآخذ بالتوسع
وكان العباسيون أول من كلفوا «صاحب البريد» الذي كان يعمل تحت إمرته عدد كبير من العيون المبثوثين في مختلف أرجاء الدولة، والذين كانوا يقدمون له التقارير المفصلة عن أوضاع المناطق المكلفين بها، بإدارة جهاز المُخابرات (وفق التعبير الحديث)، وكان صاحب البريد بدوره يقدّم خلاصة هذه التقارير إلى الخليفة ليرى رأيه فيها
المصدر
هل كان في عهد الرسول الله صلى الله عليه وسلم جواسيس؟د. عثمان بن جمعة عثمان ضميرية
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى موقع الإسلام اليوم
جيش الخلفاء الراشدين – ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
«المخابرات».. قصة الأجهزة التي تحكم العالم الإسلامي من الهندي إلى الأطلنطي موقع ساسة بوست
اترك تعليقًا