قبل أن يعرف العلم العوامل المسببة أو المساعدة في حدوث السرطان بأكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان ، و لحماية المجتمع من ويلات هذا المرض الخبيث نهى الإسلام عن بعض السلوكيات والتصرفات الشاذة
فقد حرم الاسلام الخمر السبب الرئيسي لسرطان المرئ وسرطان المعدة وسرطان الشفة والحنجرة و سرطان الكبد
وجاء التحريم النهائي والكامل في قوله سبحانه وتعالى
يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ، إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون
كما حرم أكل لحم الخنزيرالذي أثبتت الأبحاث الحديثة بأن الإفراط في تناول الدهون الحيوانية ( وأهم مصادرها لحم الخنزير) يؤدي إلى الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان كسرطان الأمعاء الغليظة والمستقيم وسرطان البروستات وسرطان الثدي وسرطان الرحم
يذكر الدكتور ريفكج أن لحم الخنزير يحتوي على مواد مسرطنة مثل
بكميات كبيرة … ولا يعلم بعد كيفية عمل هذه المواد على وجه الدقة Enderlen , Nieper
وإن كانت الأبحاث في هذا الميدان مستمرة
الآية تحريم
حُرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أُهِلّ لغير الله به والمخنقة والموقوذة والمتردية وما أكل السبع إلاّ ما ذكيتم
و شرع الإسلام عَدداً من الخِصال التي فيها طهارة ونقاء للمُسلم في بدنه ومَظهره العام ممّا يعود عليه بالصحّة، وكان من بين تلك الخصال الختان الذي يمنع سرطان العضو الذكري و ثآليل التناسل إلاّ بنسبة ضئيلة
و حرم لإسلام الزنا : وذلك في قوله تعالى
ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا
والدراسات العلمية أثبتت أنه في البلاد التي جعلت من الحرية الجنسية سلوكاً شائعاً بحجة التخلص من الكبت وانغمست في الدرك الأسفل من الانحلال والتسيب قد حدث فيها إزدياد شنيع في انتشار الأمراض الجنسية المعروفة ، إضافة لأمراض جنسية ظهرت إلى السطح لم تكن معهودة من قبل
مصداق لقول صلى الله عليه وسلم أيضاً
لم تظهر الفاحشة في قوم حتى يعلنوا بها إلاّ فشى بينهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا
وحرم الشذوذ الجنسي العلاقة الجنسية المثلية المسؤولة في انتشار الأمراض الجنسية مثل الإيدز ، هربس التناسل وغيرها أما أهم الأورام الخبيثة المرتبطة بالشذوذ الجنسي فهي
ـ ورم كابوسي ساركوماـ التهاب الكبد الفيروسي- ورم بركت – ثآليل التناسل ـ سرطان الفم واللسان
ومن حكمة الله عزَّ وجلَّ أن فَرَض الوضوء لكل صلاة؛ طهارةً لأبدان وحفظاً لصحّة فقد أثبت العلم الحديث أن الوضوء يقلل من حدوث الأورام السرطانية التي تسببها المواد الكيميائية لأن الوضوء خمس مرات في اليوم يكفل إزالة تلك المواد من فوق سطح الجلد ويمنع من تراكمها مما يقلل من تأثير هذه المواد على خلايا الجلد الذي يؤدي على المدى الطويل إلى حدوث تغيرات سرطانية .
كما ثبت أن تأثير أشعة الشمس ،ولاسيما الأشعة فوق البنفسجية ، في إحداث سرطان الجلد ،لا يصيب إلا الأماكن الظاهرة المعرضة لهذه الأشعة …. ومن هنا كانت فائدة الوضوء وتكراره الذي يكفل ترطيب سطح الجلد بالماء ، وخاصة الجزء المعرض للأشعة ، مما يتيح لخلايا الطبقة الداخلية للجلد أن تحتمي من الآثار الضارة للتعرض لأشعة الشمس
هذا وتدل الإحصائيات على أن سرطان الجلد هو أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين الرجال في المجتمع الغربي والولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا ، في حين لا يشيع ذلك في البلاد الإسلامية التي تدين بالإسلام ، برغم قوة الأشعة الشمسية فيها
عدم السماح بلبس الثياب المتبرجة فقد ثبت علمياً من خلال إحصائيات تشير إلى زيادة حدوث مرض السرطان الخبيث نثل الميلانوما الخبيثة في الأجزاء العارية من أجساد النساء
كما نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن طول المكث في الشمس
وروى أبو داود في سننه من حديث أبي هريرة قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا كان أحدكم في الشمس فقلص عنه الظل ، فصار بعضه في الشمس وبعضه في الظل فليقم
وأخرج ابن السني وأبو نعيم في الطب النبوي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال
لا تطيلوا الجلوس في الشمس فإنها تغير اللون وتقيض الجلد وتبلي الثوب وتبحث الداء الدفين
يقول الدكتور محمد علي البار : (( وقد أوضح الطب أن طول المكث في الشمس وخاصة لمن كان عاري الجسد كما يفعلون في البلاجات في أوربا وأمريكا وغيرها من البلدان بما في ذلك كثير من البلاد الإسلامية ( عرباً وعجماً ) يؤدي إلى السرطان . وقد كان اللفظ عجيباً دقيقاً يثير الداء الدفين
والداء الدفين هو السرطان ، لأن التحول إلى خلايا سرطانية أمر كامن في جسم الإنسان وفي الجلد بصورة خاصة ، فإذا تعرض الإنسان للمكوث في الشمس وأشعتها فوق البنفسجية أدى ذلك إلى حدوث السرطان . كما أن كثيراً من أمراض الجلد لا تحدث إلاّ بسبب
التعرض للشمس ومنها القرحة القارضة .. وكذلك مرض الذئبة الحمراء القرصية المزمنة … وكذلك مرض الحزاز المسطح الاستوائي ، وقد كثرت المقالات الطبية حول مخاطر التعرض للشمس ومن أجمعها تقرير الكليات الملكية للأطباء بالمملكة المتحدة وقد نشر عام 1987))
أما في ما يخص السرطانات المتسببة عن التدخين
فمن المعروف أن التدخين لم يذكر في أي دين من الأديان ،ولا نجد له ذكراً في القرآن الكريم وأحاديث الرسول ، حيث لم يكن معروفاً في ذلك الزمان . لذلك لم يأت تحريمه في الكتاب والسنة ،
و بعد أن أثبت العلماء االمختصين بالطب أنَّ التدخين هو السبب الأول لحالات سرطان الرئة حيث يشكل حوالي 85%، كما أنّ التدخين سببٌ للإصابة بأمراض القلب، وانسداد الشرايين، والجلطات الدماغيّة، والتهاب القصبات الهوائيّة وغير ذلك من الأمراض الخطيرة، بل إنّ بعض العلماء قد وصفوا مادّة التبغ الموجودة في الدّخان ومُشتقّاته بالمُخدّارت.
فلا يجوز للمسلم أن يُلحق الضرر بنفسه، حيث قال الرسول عليه الصّلاة والسّلام-: (لا ضَررَ ولا ضِرارَ) ،فأجمع العلماء المعاصرون بعد ذالك على حرمانية السجائر والتدخين،و المُخدّارت
المصدر
الأورام والســرطان وعلاجه فــي الطـب العـربـي الإســلامي الـدكتور محـمـود الحاج قـاسـم محمـد
اترك تعليقًا