Archive for the ‘عبد اللطيف البغدادي’ Tag

أوائل العرب الذين تحدثوا عن الأهرامات   Leave a comment

2018-09-16 14_06_28-Microsoft Word - Document1

قبل إهتمام الأوروبيين بآثار الفراعنة كان العرب أوائل الذين عرفوا وتحدثوا عن الأهرامات في نصوص واضحة، حيث يقول عبد اللطيف بن يوسف البغدادي المتوفي 1231 م موافق629 هجرية في كتاب الإفادة والاعتبار في الأمور المشاهدة والحوادث المعاينة بأرض

ومن الآثار القديمة الأهرام، وقد أكثر الناس من ذكرها ووصفها و(الحديث عن) مساحتها، وهي كثيرة العدد جداً، وكلها ببر الجيزة، وعلى سمة مصر القديمة وتمتد في نحو مسافة يومين، وفي بوصير منها شيء كثير، وبعضها كبار وبعضها صغار… وبعضها مدرّج وأكثرها مخروط أعلى. وأما الأهرام المتحدَّث عنها المشار إليها الموصوفة بالعظم فثلاثة أهرام موضوعة على خط مستقيم بالجيزة قبالة الفسطاط، وبينها مسافات يسيرة زواياها متقابلة نحو المشرق، واثنان منها عظيمان جداً وفي قدر واحد، وبهما أولع الشعراء، وشبهوهما بنهدين قد نهدا في صدر الديار المصرية (…). وقد سُلك في بناية الأهرام طريق عجيب من الشكل والإتقان، لذلك صبرت على ممر الزمان، بل على ممرها صبر الزمان، فإنك إذا تبصرتها وجدت الأذهان الشريفة قد استهلكت فيها، والعقول الصافية قد أفرغت عليها مجهودها، والأنفس النيّرة قد أفاضت عليها ما عندها لها، والملكات الهندسية قد أخرجتها إلى الفعل مثلاً هو غاية إمكانها، حتى أنها تكاد تحدث عن قومها وتخبر بحالهم، وتنطق عن علومهم وأذهانهم، وتترجم عن سيرهم وأخبارهم

وبعد أن يتابع البغدادي هذا الوصف مفصّلاً شكل المباني وداخلها، يصل إلى أبي الهول فيقول

 وعند هذه الأهرام بأكثر من غلوة (مقدار رمي السهم) صورة رأس وعنق بارزة من الأرض في غاية العظم يسميه الناس أبا الهول… وفي وجهه حمرة ودهان أحمر يلمع عليه رونق الطلاوة، وهو حسن الصورة مقبولها، عليه مسحة بهاء وجمال، كأنه يضحك مبتسماً. وسألني بعض الفضلاء ما أعجب ما رأيت؟ فقلت تناسب وجه أبي الهول. فإن أعضاء وجهه كالأنف والعين والأذن متناسبة، كما تصنع الطبيعة الصور متناسبة. والعجيب من مصور كيف قدر أن يحفظ نظام التناسب في الأعضاء مع عظمها، وأنه ليس في أعمال الطبيعة ما يحاكيه وينقله

صورة لوجه تمثال أبو الهول مؤخودة سنة 1870م

وكان البغدادي يبدي اهتمامه الشديد لمعرفة طريقة نقل حجارة الأهرام وتركيبها، والمواد التي استخدمت في بنائها واللغة المجهولة  المكتوبة على الأهرام حيث قال

2018-09-16 15_02_26-Microsoft Word - Document1.png

أما موقف حكام العرب والمسلمين من الآثار السابقة فيصفهم الرحالة الشهير عبد اللطيف البغدادي

وما زالت الملوك تراعي بقايا هذه الآثار وتمنع من العبث بها وإن كانوا أعداء لأربابها، وكانوا يفعلون ذلك لمصالح منها لتبقى تاريخاً يُنتبه به على الأحقاب، ومنها أنها تدل على شيء من أحوال من سَلف وسيرتهم، وتعداد علومهم، وصفاء فكرهم

مصدر
البغدادي في مصر: وصف أوّل للأهرامات وكلام عن أكل لحم الموتى – جريدة الحياة

أوائل من بحثوا عن الآلية المرضية المسببة لمرض السكري   Leave a comment

كتاب الإفادة والاعتبار

يعتبرمرض السكري من أهم المشكلات الصحية في عالمنا المعاصر، وقد تفاقمت هذه المشكلة مع تغير نمط الحياة ، وما شهده العالم النامي من دخول نمط الحياة الاستهلاكي الذي غير كثيراً من عادات الناس في الحركة و المأكل والنشاط الجسدي
وكان مرض السكري من أول الأمراض التي تم وصفها ففي مخطوطة مصرية تعود ل1500 ق. م. ذكرمرض “كثرة التبول “.وفي الوقت نفسه ، حدد الأطباء الهنود المرض وأسموه “بول العسل”” ، مع الإشارة إلى أن البول قد يجذب النمل
وقد عبر العلماء العرب و المسلمين عن الداء السكري في التراث الطبي العربي الإسلامي بكلمة ديابيطس أو ديابيطا التي كانت تشير في أدبياتهم الطبية إلى مايعرف حالياً بالداء السكري
وبعد قيام الطبيب العربي المشهور الرازي بترجمة العديد من المعلومات حول الداء السكري ، تطور مفهوم الداء السكري في الطب الإسلامي، حيث انتقل إلى مرحلة أخر تضمنت البحث في العلاجات الناجعة للداء السكري والبحث عن الآلية المرضية المسببة لهذا المرض ،حيث ذكر عبد اللطيف البغدادي (المتوفي في 629 هـ – 1231 م) في كتابه (الافادة والاعتبار في الأمور المشاهدة والحوادث المعاينة بأرض) أن ضياع رطوبة الجسم يعد سببا من أسباب المرض. وذكر أيضا أن هناك موادا تفرز من الكبد تؤثر على الكلى فلا تتحملها، وبذلك يحدث إدرار البول وهذا مقارب لما وصفه العلماء في العصر الحديث من اختلال في وظيفة البنكرياس، من ارتفاع نسبة السكر في الدم جراء تكوين الجلوكوز في الكبد من البروتينات وخلافه، فإذا زاد الجلوكوز عن 180 مجم % لا تحتمله الكلى وينزل مع البول
وقال: من أعراضه استرسال البول (كثرة البول)، العطش الشديد (نتيجة لكثرة البول)، ويعرض للبدن هزال وجفوف.
وتكلم البغدادي عن معالجة السكر والأدوية المختلفة التي تنفع فيه، وعن التغذية والحمية، وينصح بوجوب الخلود إلى الراحة النفسية بقدر الإمكان

المصدر
“الداء السكري في الطب الإسلامي”، إعداد الدكتور عبد الناصر كعدان، والدكتور محمد الحاج علي

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ