
رحلة سليم القبطان الى منابع النيل
بعد ان حدد الإدريسي أحد كبار الجغرافيين في التاريخ والمتوفي عام 560هـ / 1160م ،مصدر نهر النيل في خريطته المشهورة ،حيث في موقع معين وضع نقطة تقاطع نهر النيل تحت خط الإستواء، وهذا هو موقعه الصحيح. قبل دخول مصر تلتقي روافد نهر النيل في الخرطوم عاصمة السودان، يتشكَّل نهر النيل من نهرين هما النيل الأبيض والنيل الأزرق، يجري هذان النهران عبر أراضي السودان ويلتقيان في الخرطوم التي تقع تحت خط الإستواء

خريطة الادريسي
أوفد محمد علي باشا البكباشي (حاكم مصر ما بين عامي 1805م إلى 1848م) «سليم القبطان» لكشف منابع النيل ما بين عاميّ 1839 و1842 قبل بعثات الأوروبيين ،فقام بثلاث رحلات متتابعة.وانطلقت الرحلة الأولى من الخرطوم 16 نوفمبر سنة 1839، واستغرقت 135 يوماً، وتألفت من 400 شخص بقيادته، وقد توغل في نهر السوباط بالسودان وجمع البيانات عن النيل الأبيض الذي كان لا يزال غير مكتشف.
وفي رحلته الثانية في عام 1840 وصل إلى غندكرو، ولم ينجح في متابعة رحلته لانخفاض مياه النيل. أما الرحلة الثالثة فقد كان الغرض منها متابعة الجهود السابقة، ووصل حتى خط عرض 4° شمال خط الاستواء، ولعل أهم النتائج الجغرافية التي أسفرت عنها هذه البعثتان هي دراسة جغرافية النيل الأبيض، ورسم خريطة توضح مجراه والمناطق المحيطة به
أما أهمية رحلاته فقد أثبتت أن النيل الأبيض هو النيل الأساسي، وأن هناك مجرى طويل آتٍ من الجنوب، مختلف عن النيل الأزرق الذي يلتقي بالنيل الأبيض بعد خروجه من بحيرة تانا بأثيوبيا.
هذه الرحلات جائت 16 سنة فقط قبل ان يكتشف البريطاني جون هاننج سبيك بحيرة فكتوريا نيانزا و أثبت أنها منبع نيل فيكتوريا. وقد انطلق رفقت المستكشف ريتشارد بيرتون من زنجبار في تنزانيا الحالية

رحلة جون هاننج سبيك بحيرة فكتوريا
من مؤلفاته كتاب «الرحلة الأولى للبحث عن ينابيع البحر الأبيض» الذي سرد فيه أول رحلاته الثلاث الشهيرة، بتحقيق من نوري الجراح، ونشرته دار المؤسسة العربية للدراسات والنشر. وكذلك تنشره مكتبة مدبولي في القاهرة
المصدر
محمد سليم القبطان – ويكيبيديا