المسلمون أسهموا بشكل كبير في تطور العلوم الاجتماعية عبر العصور الإسلامية الذهبية وما بعدها، وقد انعكست هذه الإسهامات في مجالات متنوعة، منها علم الاجتماع، الفلسفة، التربية، والسياسة. فيما يلي أبرز إسهامات المسلمين في العلوم الاجتماعية:
1 علم الاجتماع
ابن خلدون (1332-1406 م): يُعتبر مؤسس علم الاجتماع ومؤلف كتاب “المقدمة”، الذي وضع فيه أسس دراسة المجتمع والعمران البشري. قدّم تحليلات عميقة حول تطور الدول وسقوطها، العلاقات بين البدو والحضر، وتأثير الاقتصاد والسياسة في المجتمعات.
البيروني صاحب أول الدراسات التي ساهمت في تأسيس علم الانثروبولوجيا، وبناء علم دراسة المجتمعات البشرية،
الحسن بن محمد الوزان واضع البدايات الأولى لعلم الأعراق، مؤلف كتاب”وصف أفريقيا” ، الذي ترجمه إلى اللغة الإيطالية وإعتمد عند الغربيين كمصدر أساسي عن إفريقيا طوال العصر الحديث
2 الفلسفة الاجتماعية والسياسية
الفلاسفة المسلمون مثل الفارابي وابن رشد ناقشوا قضايا العدالة، الدولة المثالية، وأهمية الأخلاق في تنظيم المجتمعات.
الفارابي: في كتابه “آراء أهل المدينة الفاضلة”، قدّم رؤية فلسفية عن المجتمع المثالي.
4 علم الاقتصاد
طرح المسلمون أفكارًا اقتصادية مبكرة تدرس التوزيع العادل للثروة، التجارة، الضرائب، ومبادئ السوق.
ابن خلدون: تناول نظرية القيمة والعمل، ودور الضرائب في الاقتصاد.
المقريزي: كتب عن الأزمات الاقتصادية وأسبابها.
5 التربية والتعليم
ركّز المسلمون على أهمية التعليم في بناء المجتمع.
ابن سحنون: وضع قواعد التربية في كتابه “آداب المعلمين”.
الغزالي: تناول الأخلاق والتربية في “إحياء علوم الدين”.
علم النفس
قدّم علماء مثل ابن سينا والغزالي إسهامات في دراسة النفس البشرية، الصحة النفسية، وأثر العوامل الاجتماعية في السلوك.
ابن سينا العالم المسلم الاكثر تأثير على علماء الغرب في علم النفس
الغزالي ربط بين الروحانية والصحة النفسية في “إحياء علوم الدين”.
القانون والسياسة
طوّر المسلمون قواعد الحكم العادل والإدارة، كما اهتموا بالقضاء والعلاقات الدولية، مستندين إلى الشريعة ومفاهيم العدالة الاجتماعية. فأول من رسم خطوط القانون الدولي هو العالم محمد بن الحسن الشيباني أما الماوردي فهو يعد أبرز أعلام الفكر السياسي الإسلامي
أثر إسهامات المسلمين
تأثير المسلمين في العلوم الاجتماعية امتدّ إلى أوروبا، حيث استفاد علماء النهضة الأوروبية من مؤلفاتهم وأفكارهم. إسهاماتهم لم تكن مجرد إضافات بل شكلت أسساً لدراسة المجتمعات والإنسان في سياقاتها المختلفة.
ما يدرس لنا ان نشأت فكرة الضمان الاجتماعي في نهاية الحرب العالمية الثانية، وروعي في تقريرها أن السلام الاجتماعي لا يمكن أن يتحقق في حياة الشعوب إذا ترك الفرد يواجه محنه وشدائده وحاجته، دون أن يشعر بأن المجتمع من حوله على استعداد لمد يد المعونة إليه وقت ضعفه ومحنته
لكن في الحقيقة. فإن التكافل الاجتماعي من المعالم الحضارية في الإسلام ، ولا يمثل الضمان الاجتماعي الا بعض صور التّكافل الاجتماعي، فلا يقتصرالتكافل الاجتماعي على النفع المادي، بل يتجاوزه إلى حاجات المجتمع المعنوية، ولذلك فهو يتضمن جميع الحقوق الأساسية للأفراد والجماعات داخل المجتمع على اختلاف دياناتهم ومعتقداتهم
وقد إهتم الإسلام بالتكافل ليكون نظاما لتزكية ضمير الفرد وسلوكه الاجتماعي، ولربطه بجماعته وقيمه، ولتحديد نمط المعاملات المالية والاقتصادية في المجتمع المسلم. ووضع الإسلام الأسس النفسية والوسائل المادية اللازمة لإقامة التكافل بين أفراد المجتمع. ومن أهم الأسس النفسية إقامة العلاقات المادية والمعنوية على أساس الأخوة، لقوله تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ورتب على الإيمان حقوقا للآخرين، فلا يؤمن الفرد ما لم يحب لأخيه ما يحب لنفسه،ويعيش معه كالبنيان يشد بعضه بعضا، وجعل العدل وحفظ الحقوق من قيم الدين الأساسية، بل نُدب إلى عدم الاقتصار على العدل، وإنما إلى الارتقاء إلى الإحسان والإيثار من أجل إشاعة جو العفو والرحمة والمودة بين الناس
وتشتمل الوسائل المادية التي وضعها الإسلام للتكافل الاقتصادي والاجتماعي على ماهو منوطٌ بالأفراد، وماهو منوط بالدولة على النحو التالي الوسائل الفردية لتحقيق التكافل
أ- الوسائل الفردية الإلزامية تشتمل هذه على الزكاة، ونفقات الأقارب، والكفارات، والديات على النحو التالي
الزكاة: وتشتمل على زكاة المال وزكاة الفطر، وتمثل الأولى حقوقا معلومة لفئات محددة شرعا، في مقدمتها الفقراء والمساكين، وهي كفيلة -لونظمت- بأن تحل كثيرا من المشكلات الاجتماعية الناتجة عن الفقر، بينما تجب الثانية على الرجل والمرأة، والصغير والكبير.
نفقة الأقارب: من زوجة، وأبناء، وآباء وإخوة وبقية الأرحام المحتاجين منهم للنفقة
الكفَّارات: ككفارة اليمين، وكفارة الفطر عمدا بدون عذر مقبول شرعا في نهار رمضان وغيرها. وهذه الكفارات في بعض مصارفها إطعام لعدد من المساكين الديات: حيث يشترك أقارب القاتل خطأً في دفع الدية إلى ورثة المقتول، وتمثل الدية ضمانًا من المجتمع لورثة المقتول، فلا يضيع دم إنسان هدرا في المجتمع.
ب- الوسائل الفردية التطوعية
وتشتمل، إضافة إلى الوقف، على الوصية والعارية والهدية والهبة على النحو التالي
الوصية: وهي أن يوصي الشخص عند موته بنسبة من ماله لا تزيد على الثلث لشخص معين، أو جهة معينة، أو جماعة من الناس بأعيانهم أوبأوصافهم، أو أي جهة من جهات الخير.
العارية: وهي تمكين الشخص غيره من استخدام وسائله مجانًا، شريطةَ أن يردها له. وقد حثت الشريعة الإسلامية على هذا الأسلوب من التعاون التكافل لما له من آثار إيجابية، وأنكرت على من يمنع هذا الحق ما دام لايلحق به ضرر، وقرنته بالتقصير في الصلاة، أحد أهم أركان الإسلام
الهدية والهبة: وقد حثت الشريعة عليها لدورها المهم في تقوية النسيج الاجتماعي، وإشاعة روح الألفة والمودة بين أفراد المجتمع
الوسائل المنوطة بالدولة لتحقيق التكافل
تأمين موارد المال العام: وذلك باستثمار الموارد الطبيعية للمجتمع بمـا تشتمل عليه من غابات ومراعي ومعادن وكنوز، وذلك من أجل تعظيم الرفاهية الاجتماعية لأفراد المجتمع جميعا لقوله الرسول :المسلمون شركاء في ثلاثـة المـاء والكلأ والنار
إيجاد فرص عمل للقادرين عليه: وذلك بالبحث عـن أفضـل السـبللمواجهة مشكلة البطالة، عن طريق القيام بالمشـروعات الاقتصـادية المكثفـة لعنصر العمل، وخصوصا مشروعات البنية التحتية مع إعطاء الأولوية في منح فرص العمل للفئات الفقيرة
تنظيم وسائل التكافل الفردي: فالدولة مسؤولة عن تنظيم الوسائل الفردية للتكافل- سابقة الذكر- وخاصة الزكاة والوقف، وذلك بإقامة السياسات اللازمة لتحقيق أهداف تلك الوسائل، المتمثلة في القضاء على الفقر، وتقريب الهوةالاجتماعية بين الموسرين والمحرومين، وإيجاد الضمانات اللازمة لتحقيق ذلك
مصدر دور الوقف في تحقيق التكافل الاجتماعيفي البيئة الإسلامية المرسي السيد حجازي أستاذ الاقتصاد العام ورئيس قسم المالية العامة كلية التجارة – جامعة الإسكندرية – مصر
علم المستقبليات هو علمٌ فريد قائم بذاته يهدف لمعرفة المستقبل وفق رؤية استراتيجية معرفية تسعى لدراسة الماضي وتفكيك الحاضر وتحليلهما وتفسيرهما وربط عناصرهما ورموزهما معاً للتنبؤ بما يخبئه أو يحمله المستقبل من أحداث أو أفكار جديدة ربما تخدم المجتمعات أو تجعلها أكثر استعداداً لأي مخاطر محتملة، وبالتالي ستأتي القرارات المتخذة بعد ذلك صائبة رشيدة، فالذي يُحسن توظيف ماضيه ويفهم حاضره يكون قادراً على أن يُهيئ نفسه لمستقبله
لقد أبدعت الدول الغربية كثيراً في هذا الحقل المعرفي وتكاملت جهودها ودعمت الأبحاث والدراسات المستقبلية لديها فأنشأت الكليات والمراكز العلمية والمعاهد المتخصصة لدراسة هذا العلم وتضمينه في برامجها ومناهجها الأكاديمية فخرج مفكروها وعلماؤها ليعلنوا للعالم نتائج دراساتهم ورؤيتهم واستشرافهم للمستقبل.ومن بين العلماء المسلمين المختصين في الدراسات المستقبلية عالم الاجتماع المغربي المهدي المنجرة المتوفي 1435هـ 2014م
الذي يعتبر أحد أكبر المراجع العربية والدولية في القضايا السياسية والعلاقات الدولية والدراسات المستقبلية.ووصفه ميشال جوبير ب
«المنذر بآلام العالم»
وقد اعترف المفكر الأمريكي صامويل هنتنجتون بِأمانة علمية يُشهد له بها هنا، ضمن مؤلفه صدام الحضارات، بمرجعية وأسبقية المهدي المنجرة في طرح مفهوم صراع الحضارات. وأن اللبنات الأساسية لبناء الأطروحة تعود للمفكر المغربي المهدي المنجرة. لكن المنجرة، على خلاف صامويل هنتنجتون، يرى أن الغرض من طرحه لهذه النظرية هو موقف وقائي، بنائي لا أصولي، وذلك من أجل ترسيخ قيم العدالة الإنسانية، وتفادي الكوارث اللاإنسانية في حق البشرية جمعاء، بنبذ الكراهية والتحريض، وضمان سيرورة تاريخية للقيم المثلى، التي تحكم وتحكمت في العامل الإنساني من ناحية بناء القيم المثلى وتركيز المفكر على قيمة القيم التي ألّف لها كتاباً خاصاً، في أي علاقة إنسانية تحكم في ثنائية الشمال جنوب، ويعتبر أن التخلف الذي يعانيه العالم الثالث ثقافي قبل أن يكون اقتصادياً واجتماعياً، وأن التنمية أو مفتاحها هو الثقافة، وأنه لا توجد ثقافة بدون منظومة قيم وقيمة القيم، وقد تناول المهدي نظريته من أجل تفادي الصدام وما سينتج عنه من أضرار، سيؤدي الضعفاء من الشيوخ والأطفال الثمن فيها باهضا. فلا بد للإنسيين من خلق حوار حضاري بين شمال العالم وجنوبه
ودافع المهدي المنجرة عن اللغة باعتبارها من أركان التنمية، ويرى في اليابان نموذج مثالي، حيث اعتدمت على اللغة اليابانية في مسيرتها التنموية وليس على لغة الغير
كما يرى المنجرة أن الاستعمال المكثف للدارجة المغربية ليس بريئا بل مخطط يسعى إلى القضاء على اللغة العربية
علم الاجتماع وهو العلم الذي يعني بدراسة حياة المجتمع البشري في مختلف جوانبهم من عاداتهم وتقاليدهم وجغرافيتهم وثقافتهم وأوضاعهم المادية والرّوحية والدّينية والبدنية والإقليمية والمُناخية، وعوامل التضمان والتعاون والإتحاد فيما بين الأشخاص ومثل ذلك. ثم يعمل على تحليل هذه الظاهر، مع كشف الضوابط التي تحكم المجتمع
يعتبر ابنُ خَلدون أول من وضع أسس هذا العلمٍ والذي أطلق عليه “علم العمران البشري”، قبل أن تعرف أوروبا علم الاجتماع بأربعة قرون،وقد توصل إلى نظريات باهرة في هذا العلم حول قوانين العمران ونظرية العصبية, وبناء الدولة و أطوار عمارها وسقوطها . وقد سبقت آراؤه ونظرياته ما توصل إليه لاحقاً بعدة قرون عدد من مشاهير العلماء كالعالم الفرنسي أوجست كونت
وقد جاء الاعتراف بفضله في العصر الحديث من علماء الغرب أنفسِهم، فهو
ليس مؤرِّخًا فقط، بل واضع لنظريات حديثة في “علم التاريخ” بجانب أنه منشئ علم الاجتماع
وقد وصف الكثير من الكتاب الغربيين تقديم ابن خلدون للتاريخ بأنه أول تقديم لا ديني للتأريخ
وقد دوَّن ابنُ خلدون خلاصةَ فكره في كتابه الضخم الذي سمَّاه “كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر، ومَن عاصرهم مِن ذوي السلطان الأكبر”، وهو سبعةُ أجزاء، والجزء الأول أو (المقدمة) هو المشهور منها
كتبه ومؤلفاته
تاريخ ابن خلدون، المكتبة الوقفية للكتب المصورة واسمه: كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في معرفة أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر
شفاء السائل لتهذيب المسائل، نشره وعلق عليه أغناطيوس عبده اليسوعي
مقدمة ابن خلدون
علي بن المنتصر الكتاني من أسرة هي أعرق أسر المغرب ولد في مدينة فاس بالمغرب1941م (1360هـ ) تقني ومؤرخ ورائد في علوم الطاقة الشمسية وباحث في شؤون الأقليات المسلمة. كانت الأندلس أكبر اهتماماته، أنشأ من أجلها عدة مؤسسات وجمعيات، كما كتب حولها عدة مؤلفات، من بينها كتاب إنبعاث الإسلام في الأندلس
يعتبرالكتاني أول من ابتكر علم الأقليات الإسلامية في العالم وهو علم يدرس أوضاع الأقليات
نجح خلال رحالاته الدعوية في أمريكا الجنوبية في أن يدخل دولتين إلى منظمة المؤتمر الإسلامي؛ وهما غويانا وسورينام
أسس أول جامعة إسلامية بأوروبا الغربية منذ سقوط غرناطة؛ وهي: جامعة ابن رشد الإسلامية بقرطبة. وعين رئيسا لها، لتفتح الباب لعدة جامعات إسلامية شارك في تأسيسها في أوروبا الغربية،
من تصنيفاته
في علوم التكنولوجيا والتنمية كتاب Plasma Engineering
في التاريخ مؤلفات عديدة أهمها كتاب: “انبعاث الإسلام في الأندلس”، هذا الكتاب الذي تطرق فيه وتوسع في تاريخ الإسلام في الأندلس منذ سقوط غرناطة إلى الآن
:كتاب
THE ISLAMIC EXISTENCE IN THE TWO AMERICAS BEFORE CHRISTOPHER COLUMBUS
:المصدر
علي الكتاني – ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
تعريف الدكتور الكتاني على موقع الأكاديمية الإسلامية للعلوم-
علي الكتاني.. مهندس البعث الإسلامي في الأندلس / بقلم: مجدي سعيد –