نعم، إلى حد كبير، قواعد اللغة العربية التي نعرفها اليوم قد تم تنظيمها وتدوينها بناءً على القرآن الكريم. فالقرآن الكريم يعتبر النص الأساسي الذي يعتمد عليه اللغويون الأوائل في استنباط القواعد اللغوية وضبط اللغة.
في بداية الإسلام ومع انتشار اللغة العربية بين غير الناطقين بها، ظهرت الحاجة إلى تقنين قواعد اللغة لتجنب الأخطاء في القراءة والتفسير. ولذلك، بدأ العلماء واللغويون في جمع وتدوين قواعد اللغة العربية، وكان من أبرزهم سيبويه في كتابه “الكتاب”، الذي يعتبر أحد أهم المراجع في علم النحو والصرف.
القرآن الكريم، بسبب مكانته وقدسيته، كان المرجع الأساسي في تحديد قواعد النحو والصرف، حيث اعتمد العلماء على أساليب القرآن ومفرداته وأمثلة منه لتوضيح القواعد اللغوية. ومع ذلك، لم يكن القرآن المصدر الوحيد، بل استفاد العلماء أيضًا من الشعر الجاهلي والمرويات النثرية لأهل الفصاحة من العرب.
قواعد اللغة العربية بدأت عملية استخراجها وتنظيمها في القرن الأول الهجري، وازداد الاهتمام بها في القرنين الثاني والثالث الهجريين (القرنين السابع والثامن الميلاديين). هذا الاهتمام نشأ مع انتشار الإسلام ودخول غير العرب في الدين الإسلامي، مما أدى إلى ظهور الحاجة لضبط اللغة العربية والحفاظ عليها من التحريف.
أهم المحطات في تاريخ استخراج قواعد اللغة العربية:
القرن الأول الهجري:
بدأ الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان (65-86 هـ) بإجراءات تهدف إلى توحيد اللغة العربية لضمان فهم صحيح للقرآن الكريم ولغة الدولة.
يُروى أن أبا الأسود الدؤلي (توفي عام 69 هـ) كان أول من وضع بعض القواعد الأساسية للنحو بإرشاد من علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حيث وضع قواعد تشكيل الكلمات لتجنب الخطأ في قراءة القرآن.
القرن الثاني الهجري:
استمرت الجهود في تقنين قواعد النحو والصرف. ظهر علماء بارزون مثل الخليل بن أحمد الفراهيدي (توفي عام 175 هـ) الذي وضع أساسيات علم العروض وقام بتطوير معجم “العين”، وهو أول معجم شامل للغة العربية.
سيبويه (توفي عام 180 هـ) جاء بعده وكتب “الكتاب”، الذي يُعتبر أهم كتاب في علم النحو. في هذا الكتاب، جمع سيبويه وأسس معظم قواعد النحو والصرف التي نعرفها اليوم.
القرن الثالث الهجري وما بعده:
تواصلت عملية تدوين قواعد النحو والصرف، وظهرت مدارس نحوية مثل المدرسة البصرية والمدرسة الكوفية، حيث اختلف العلماء في بعض التفاصيل والقواعد.
تطور علم النحو بشكل كبير مع الزمن وأصبح أكثر شمولية، حيث بدأ العلماء في كتابة شروح وتفاسير متعمقة للنصوص القرآنية واللغوية.
هذه الفترة من القرن الأول إلى الثالث الهجري كانت حاسمة في تاريخ تطور اللغة العربية وتدوين قواعدها، حيث كان القرآن الكريم والتحديات اللغوية التي صاحبت انتشار الإسلام هما المحركان الرئيسيان لهذه العملية.
و بما أن قواعد اللغة العربية مشتقة من القرآن الكريم، والمصدر الأساسي لقواعد اللغة صادرة من القرآن الكريم، فلا يمكن أن تكون هناك قاعدة لغوية مخالفة للقرآن.
تلك القواعد المشتقة من الوحي الإلهي سبقت اللغات الغربية بعدة قرون. فقواعد اللغة الإسبانية بدأت بالظهور بشكل منهجي ومدون في أواخر القرن الخامس عشر، مع نشر كتاب أنطونيو دي نبريخا، وتواصلت عملية تقنينها وتطويرها على مدار القرون التالية.
أما قواعد اللغة الإنجليزية تطوؤت تدريجيًا على مدى قرون، وكانت عملية تدوينها وتقنينها في القرن السادس عشر وما بعده هي المحطة الأساسية التي ساهمت في تشكيل قواعد اللغة الإنجليزية كما نعرفها اليوم. ومن أبرز الأعمال كتاب A Treatise on the English Language لويليام ليلي، الذي نُشر عام 1549، واعتُبر أول كتاب رسمي لقواعد اللغة الإنجليزية.
بالنسبة لقواعد اللغة الفرنسية كما نعرفها اليوم بدأت تتبلور بشكل جدي في القرن السادس عشر الميلادي، وتم تقنينها وتوحيدها بشكل منهجي خلال القرن السابع عشر. خلال هذه الفترة، كتب العديد من العلماء والنحويين كتبًا تحاول وضع قواعد محددة للغة الفرنسية. من بين هؤلاء بيير دي لارسير (Pierre de La Ramée) الذي ألف “قواعد اللغة الفرنسية” في عام 1550.
يعتبر كتاب (المقدمة الآجُرُّومية في مبادئ علم العربية) لابن آجُرُّوم الصنهاجي (المتوفي 723 هـ /1323م) أهم كتب النحو العربية. يبين الكتاب أنواع الكلام وإعرابه. وقد عرض كل ذلك بإيجاز دون أن يكون ذلك على حساب الإيضاح. فبين في باب الإعراب باب معرفة علامات الإعراب ثم عقد فصلاً في المعربات ثم أتبع ذلك بباب الأفعال، حيث بين أنواعها وأحوالها وإعراب كل حالة وانتقل إلى باب مرفوعات الأسماء ومن ثم باب الفاعل وباب المفعول وبعدها تناول باباً آخر في المبتدأ والخبر والعوامل الداخلة عليه، ومن ثم تحدث في أبواب لاحقة عن النعت والعطف والتوكيد والبدل والمتعديات من الأسماء والمفعول به والمصدر وظرف المكان والزمان، والحال والتمييز والاستثناء والمنادى والمفعول لأجله (المفعول من أجله) والمفعول معه ثم اختتم المتن بالمخفوضات من الأسماء. لآجرومية تعتبرأساس الدراسات النحوية للمبتدئين في مبادئ علم اللغة العربية. وقد طبعت المقدمة عدة طبعات في البلاد العربية وفي روما وباريس ولندن وميونيخ مع ترجمات إلى اللاتينية والفرنسية والإنجليزية والألمانية. واعتبرها العلماء أساس الدراسات النحوية للمبتدئين لسهولتها.
من المعروف أن اللغة العربية من اللغات السامية و أنها تختلف عن اللغات اللاتينية ، و أنها تنعم بمرونة فائقة و ذلك لأنها تتضمن إمكانية شاسعة للإشتقاقات. و الفرق بين الإصطلاح العربى و أى اصطلاح غربى يكمن فى تلك الإمكانية الشاسعة للغة العربية ، فالجذر عادة ما يعطى قرابة 80 اشتقاقا و أحيانا يصل إلى 220 أو أكثر
يعدّ الاشتـقاق من الخصائص النادرة في اللغة العربيّة، ويقصدُ به اقتطاع فرع من أصل، وأخذ صیغة من صیغة، وشيء من شيء، ولفظ من لفظ، كما أنّه يعتبرُ المادّة الأصلیّة التي تتفرع منها فروع المعاني والكلمة.وتعد اللغة العربية غنية في الاشتقاق و تحتوي على أكبر عدد من الجذوريبلغ عددها 11.978 حسب الإحصاءات المبنية لخمسة معاجم عربية رئيسة
اللغات الاخرى جذورها اقل بكثير من اللغة العربية مثلا اللغة العبرية تحتوي فقط على 2500 جذر لغوي واللغة اللاتينية تحتوي على 700 جذر لغوي فتعتبر فقيرة مقارنة باللغة العربية
التراث النحوي اعتراه ما اعترى غيره من العلوم والمعارف؛وعلقت به شوائب المنطق والفلسفة، مما دعى كثيراً من الناس إلى الابتعاد عن كتب التراث النحوي والزهد فيها. وضعف الميل إليها وافتقر الناس إلى الرغبة فيها. كل ذلك كان مدعاةً لظهور أصوات متعددة تنادي بإصلاح (النحو العربي) وتنقيته من الشوائب التي اعترته على مر العصور والأزمان، والمساهمة في تقريبه وتبسيطه للطلاب بمختلف مستوياتهم العلمية وقدراتهم العقلية
فظهر قديماً وحديثاً من بسّط اللغة المستخدمة في النحو العربي، ومن قام باختصار قواعده وبلورتها
ومن ألّف في طرق تدريس هذا النحو ومناهجه
ويعتبر كتاب ابن مضاء القرطبي (المتوفي 592هـ 1195 م ): الرد على النحاة ؛ من أظهر وأميز المحاولات القديمة التي دعت إلى التيسير والإصلاح في الأصول والنظريات العامة والتي قام عليها النحو العربي قديماً. وقد قام الدكتور شوقي ضيف (ت 2005م) بنشر كتاب ابن مضاء القرطبي ؛ وكان سبباً في إحداث ضجة فكرية وثقافية كبيرة في الهيئات والأوساط العلمية. وفي عصرنا الحاضر تتابعت الدعوات المطالبة بتيسير النحو العربي وتبسيطه للمتعلمين. وكان الدكتور شوقي ضيف (ت 2005م) في طليعة العلماء الذين تركوا بصمة واضحة في هذا الميدان
أنّ الآراء الاجتهادية التّي انفرد بها “ابن مضاء” في النّحو العربي، بغية تيسيره وتبسيطه للقارئ، جاءت مخالفة لبعض أصوله المألوفة الّتي أغرقته في التّعقيد، متأثّراً فيها أحيانا بمبادئ المذهب الظاهري، كثورته على نظرية العامل، والدّعوة إلى إلغائها، بهدف التخلّص ممّا يتعلّق بها من تأويلات وتقديرات، كما نادى بالاستغناء عن العلل الثواني والثوالث، لانعدام فائدتها، ورفض من القياس ما لم يؤيّده الاستعمال اللّغوي وتدعّمه النّصوص المتواترة، هذا فضلاً عن تعرّضه إلى بابي الاشتغال والتّنازع ليؤكّد فساد نظرية العامل وإلغاء التّمارين غير العملية
ونظراً لما كان ينشده “ابن مضاء” من تيسير للدّرس النّحوي، وتذليل لصعابه في ضوء مذهبه التّجديدي، يعدّ رائدا للإصلاح النّحوي، وتيسيره وتجديده، ومن ثمّ توالت المحاولات التّيسيرية من بعده، والّتي غالبا ما انطلقت من مبادئ منهجه التّيسيري
المصدر
نحو عربي – المعرفة
إسهامات ابن مضاء القرطبي الاجتهادية في تيسير الدّرس النحوي وتأصيل منهجه في ضوء المذهب الظاهري د/ سليماني نجاة ـ جامعة حسيبة بن بوعلي، الشلف –الجزائر-
علوم اللغة العربية اثنا عشر علما، جمعها الناظم في قوله
نحوٌ وصرفٌ عروضٌ ثم قافيةٌ وبعـدها لغـةٌ قرض وإنشاءُ
خط بيـانٌ معانٍ معْ محاضرة و(الاشتقاقُ) لها الآداب أسماءُ
وكثير منا لا يدرسون من هذه العلوم إلا النحو، والصرف، ومن تعمق فإنه يضيف إليها علوم البلاغة، والقليل من يدرس الباقي. و من بين هذه العلوم التي تكاد تكون مهجورة في هذا الزمان،علم الاشتقاق أوعلم مقاييس اللغة ، وهو ممِن أشرف العلوم العربية وأدقِّها ،وهو معرفة دلالات الألفاظ وارتباطها ببعض، وذلك بالرجوع إلى أصول معانيها المستنبطة من قياس دلالات الألفاظ المتماثلة المادة
فالكلمات في اللغة العربية لا تعيش فرادى منعزلات بل مجتمعات مشتركات كما يعيش العرب في أسر وقبائل. وللكلمة جسم وروح، ولها نسب تلتقي مع مثيلاتها في مادتها ومعناها فمثلا : كتب – كاتب – مكتوب – كتابة – كتاب.. فتشترك هذه الكلمات في مقدار من حروفها وجزء من أصواتها
وتشترك الألفاظ المنتسبة إلى أصل واحد في قدر من المعنى وهو معنى المادة الأصلية العام. أما اللغات الأخرى كالأوروبية مثلاً فتغلب عليها الفردية . فمادة ( ك ت ب ) في العربية يقابلها في في الفرنسية على الشكل التالي
مَكْتَبَة
مَكْتَب
كتاب
كَاتِب
كَتَبَ
bibliothèque
bureau
livre
Auteur
Ecrire
وتعد ظاهرة االشتقاق من أهم الظواهر الصرفية التي تعتمد عليها معظم اللغات في كافة أصقاع الأرض في زيادة ثروتها المعجمية و تكثير مفرداتها اللغوية
ومن فوائد هذا العلم معرفة الدخيل من الأصيل أو العربي من المعرب ،وفهم النصوص الشرعية
ويعد ابن دريد والمتوفي في عام 321هـ/933م أول من أفرد في علم الاشتقاق بتصنيف يشتمل على كثير من أصوله ،مع أن كثيرا من كلامه مأخوذ من الخليل بن أحمد، إلا أن الخليل لم يفرده بتصنيف.وقد أظهر أن كل اسم من أسماء الأعلام عند العرب فإن له معنى عندهم، وله اشتقاق وأصل معروف، وأن هذه الأسماء لم توضع سبهللا
وقد أطلق عليه أهل زمانه لقب أعلمَ الشعراءِ وأشعرَ العلماء
لقد كان العربُ من أرقى الأمم في علوم البلاغة والبيان وعلى مستوىً راق ٍ في جميع فروع اللغة وتشعباتها وكان العرب قد ركزوا اهتماماتهم بصناعة الشعر بشكلٍ لا مثيلَ له حتى بلغت ذروة ذلك الاهتمام تعليق بعض قصائدهم المشهورة على أستار الكعبة بعد كتابتها بماء الذهب وعرفت بعد ذلك بالمعلقات،وبمجيء الإسلام و التحديات القرآنية لأرباب الفصاحة والبلاغة رفع من سمو اللغة العربية وقدرها وبقيت معززة تتفوق على جميع لغات العالم
وأول مؤلف في علم البلاغة في رأي الكثير من المختصين هو عبد القاهر الجرجاني ( ت471هـ 1078م) صاحب كتابي اسرار البلاغة ودلائل الاعجاز وتعد من أهم الكتب التي أُلفت في هذا المجال، وقد ألفهما لبيان إعجاز القرآن الكريم وفضله على النصوص الأخرى من شعر ونثر
وذكر في مقدمة الكتاب اسرار البلاغة أنه أسس به قواعد هذا الفن و أوضح براهينه، و أظهر فوائده و رتب أفانينه، و فك قيد الغرائب بالتقييد، وهد من سور المشكلات بالتسوير المشيد، و فتح ازهاره من أكمامها، و فتق أزراره بعد استغلاقها
ويرى الجرجاني أن الفصاحة والبلاغة، هما مصدر الإعجاز في القرآن، لا عن طريق تخير الألفاظ ولا الموسيقا ولا الاستعارات وألوان المجاز، وإنما عن طريق النظم، اذ ان نظم القرآن وتأليفه، هما مصدر الإعجاز فيه
مؤلفاته
يوجد للجرجاني أكثر من خمسين مؤلفا في علم الهيئة والفلك والفلسفة والفقه، ولعل أهم هذه الكتب: كتاب التعريفات وهو معجم يتضمن تحديد معاني المصطلحات المستخدمة في الفنون والعلوم حتى عصره، وهذا المعجم من أوائل المعاجم الاصطلاحية في التراث العربي
وللجرجاني عدة كتب في النحو منها : (المغني) و(المقتصد) و(التكملة) و(الجمل) وفي الشعر منها: (المختار من دواوين المتنبي والبحتري وأبو تمام) ، ومن مؤلفاته الأخرى : رسالة في تقسيم العلوم ، وخطب العلوم ، وشرح كتاب الجغميني في علم الهيئة، وشرح الملخص في الهيئة للجغميني، وشرح التذكرة النصيرية وهي رسالة نصير الدين الطوسي، وتحقيق الكليات.
المصادر
العربُ من أرقى الأمم في علوم البلاغة والبيان لأسامة الفتاوي – جريدة نبأ نيوز المغربية
أسرار البلاغة (كتاب) – ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
الجرجاني – مؤسس علم البلاغة هو أبو بكر عبد القاهر الجرجاني – موهوبون
عبد القاهر الجرجاني – ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
عمرو بن عثمان بن قنبر الحارثي بالولاء، يُكنى أبو بشر، الملقب سيبويه ولد (148 هـ – 180 هـ / 765 – 796م) : إمام النحاة
يعتبركتاب سيبويه أول كتاب منهجي ينسق ويدون قواعد اللغة العربية. و سمي بالكتاب لأن مؤلفه تركه دون عنوان .جمعه من أخبار الناس، وأقوالهم في النحو، حتى لقب بقرآن النحو، وقال عنه أئمة النحو إنّ من أراد أن يؤلف كتاباً في النحو يضاهي به كتاب سيبويه فليستحي من نفسه، ورغم أنّه مر على تأليف هذا الكتاب أكثر من ألف ومئتي عام، إلا أن كل من حاول أن يؤلف بعده كتاباً في النحو افتقر إليه، وقالوا إن سيبويه لم يفتقر في كتابه إلى أحد
قال عنه الجاحظ أنه : لم يكتب الناس في النحو كتاباً مثله
الكتاب يقع في أكثر من تسعمائة وعشرين صفحة، ويقع الكتاب في جزأين
الأول في مباحث النحو
والثاني في مباحث الممنوع من الصرف ومباحث النسب والإضافة ومباحث التصغير وبقية مباحث التصريف
ويحوي إلى مباحث الصرف والنحو مباحث العربية عامة؛ ففيه المجاز والمعاني وضرورات الشعر وإنشاده وتعريب الكلمات الأعجمية، وفيه أيضًا قدر وافٍ من مباحث الأصوات العربية
المصدر
سيبويه – ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
سيبويه – قصة الإسلام
مثال على تطور نظام الكتابة العربية من القرن التاسع إلى القرن الحادي عشر، ويظهر في الفقرة الثانية نظام أبو الأسود الدؤلي المبكر ويعتمد على تمثيل الحركات بنقاط حمراء تُكتب فوق الحرف (الرفعة)، تحته (الكسرة)، أو بين يديه (ضمّة)، وتُستعمل النقطتين للتنوين
أبو الأسود الدؤلي
لقد سبق العرب أمم الأرض كلها في دراسة لغتهم دراسة صوتية و صفية أدهشت علماء الشرق و الغرب. فأقروا بأنه لم يسبق العرب زمنيا سوى الهنود القدماء الذين درسوا لغتهم السنسكريتيه ، لغة كتابهم المقدس ووصفوها وصفا صوتيا دقيقا جدا
وسطع إسم علامتم الشهير بانيني الذي عاش في القرن الرابع قبل الميلاد في غاندارا (في باكستان حالياً ) لتصبح أول لغة تصاغ لها قواعد
ليأتي من بعده أبو الأسود ظالم بن عمرو بن سفيان الدؤلي الكنان، وهو من أشهر سادات التابعين وفقهائهُم وشعرائهم، الذي ولد قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم (16 ق.هـ 603م -69 هـ 688م) ليكون أول من وضع علم النحو في اللغة العربية بإجماع المؤرخون واللغويون . فوضع باب الفاعل والمفعول والمضاف، وحرف الرفع والنصب والجر والجزم،و شكّل أحرف المصحف الكريم من خلال وضعه للنقاط على الأحرف العربية بأمر من علي بن أبي طالب
و قد لعبت قواعد النحو العربي دور مهم في الحفاظ على اللغة ، مع اتساع الفتوحات، واختلاط الفاتحين من العرب بالشعوب الفارسية والرومية، والأحباش، ودخول كثير من الأعاجم في الإسلام
قال عنه الواقدي
أبو الأسود الدؤلي كان من وجوه التابعين، ومن أكملهم عقلا ورأيا. وقد أمره علي بوضع شيء في النحو لمَّا سمع اللحن.قال: فأراه أبو الأسود ما وضع، فقال علي: ما أحسن هذا النحو الذي نحوت، فمن ثمَّ سُمِّي النحو نحوا
المصادر
دكتور عصام الدين :مقالات و نقاشات في اللغة العربية
سير أعلام النبلاء ص 83، 84
بانيني – ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
أبو الأسود الدؤلي – ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
أول كتاب النحو في اللغة الفرنسية لم يظهر إلا في سنة 1530م لراهب كاثولكي