Archive for the ‘علم الصوت’ Category

الصوتيات المعمارية عند المسلمين   Leave a comment

 

2020-06-24 10_48_47-Microsoft Word - 15

كان الفهم الواعى لأساسيات علم الصوت يساعد علماء المسلمين كثيراً على تطوير تقنية الهندسة الصوتية واستخدامها فيما يعرف الآن باسم “الصوتيات المعمارية ”  فقد عرفوا أن الصوت ينعكس عن السطوح المقعرة ويتجمع فى بؤرة محددة ،شأنه فى ذلك شأن الضوء ينعكس عن سطوح مرآة مقعرة ،وإذا أجرى حساب دقيق لهندسة السطوح المقعرة فإنه يصبح بالإمكان تسليط الأمواج الصوتية المنعكسة وتركيزها فى اتجاهات معينة بحيث تزيد من وضوح الصوت وشدته .أما إذا لم تراع الحسابات الدقيقة لأماكن وأبعاد السطوح المقعرة بالنسبة لأماكن إصدار الصوت واستقباله فإنه ينتج عن ذلك “تشويش ” لدى السامع
وقد استخدم المهندسون المسلمون خاصية تركيز الصوت فى أغراض البناء والتشييد ،وخاصة المساجد الجامعة الكبيرة لنقل وتقوية صوت الخطيب والإمام فى أيام الجمعة والأعياد ، مثال ذلك مسجد أصفهان القديم ومسجد العادلية فى حلب وبعض مساجد بغداد القديمة ،حيث كان يصمم سقف المسجد وأركانه بطريقة دقيقة تضمن توزيع الصوت بانتظام على جميع الأرجاء ،وتبقى هذه المآثر الإسلامية خير مشاهد على ريادة علماء الحضارة الإسلامية فى مجال هندسة الصوتيات التى ظلت اختصاصاً إسلامياً لعدة قرون ،وذلك قبل أن يبدأ العالم الشهير “والاس ك . سباين ” حوالى عام 1900 م فى دراسة أسباب سوء الصفات الصوتية لقاعة محاضرات فى جامعة “هارفارد ” الأميريكية ،وتتبع سلوك الخواص الصوتية للقاعات وحجرات عزف الموسيقى

المصدر
علوم أخرى منسية في تراث المسلمين بقلم د. أحمد فؤاد باشا

رواد علم الصوت عند المسلمين   Leave a comment

علم الصوت

إهتم علماء بغداد بدراسة الصوت ومنشئه وقوته ، وألموا ببعض معارفه الاساسية، وبلغت معلوماتهم في هذا الباب من الدقة و الصحة مبلغا لا يستهان به. ومن ذلك ما ورد في رسائل اخوان الصفا أن منشأ الاصوات يرجع الى حركة الاجسام المصوتة، وأن هذه الحركة تؤثر في الهواء الذي لشدة لطافته و خفة جوهره وسرعة حركة أجزائه يتخلل الاجسام كلها، فاذا صدم جسم جسما آخر انسل ذلك في الهواء من بينهما و تدافع و تموج الى جميع الجهات،وحدث من حركته شكل كروي،واتسع كما تتسع القارورة من نفخ الزجاج فيها، وكلما اتسع ذلك الشكل ضعفت حركته و تموجه الى ان يسكن و يضمحل
وقد قسم إخوان الصفا الأصوات إلى أنواع ،منها الجهير والخفيف، ومنها الحاد والغليظ، وعزوا ذلك الى طبيعة الاجسام المصوتة، و الى قوة تموج الهواء بسببها. وهذا التقسيم يتفق و تقسيم الاصوات في علم الحديث الى أصوات متباينة الشدة، وأصوات مختلفة الدرجة. فالاصوات الكبيرة الشدة سميت جهيرة، و الاصوات العالية سمية حادة

وتتفق تقسيماتهم مع العلم الحديث (الجهر والهمس والشدة والرخاوة). وعزوا ذلك إلى طبيعة الأجسام التي تصدر عنها هذه الأصوات، وإلى قوة تموج الأصوات بسببها. وفي اهتزاز الأوتار الصوتية ربطوا بين طول الوتر وغلظه وقوة شده أو توتره

المصدر
الحضارة الإسلامية – دراسة في تاريخ العلوم الإسلامية 1-2 ج1
لدكتورطه عبد المقصود عبد الحميد أبو عبية

أوائل من وصفوا ظاهرة الصدى   Leave a comment

2020-06-23 20_18_23-téléchargement.jpg ‎- الرسام ثلاثي الأبعاد

أجمع علماء المسلمين على تفسير جيد لحدوث “الصدى ” نتيجة لانعكاس الموجات الصوتية عندما يتعرض مسارها عائق ،فتحدث فى ارتدادها رجعا يشبه الصوت الأصلى
وأوائل من وصفوا ظاهرة الصدى العالم المسلم الجلدكي المتوفي 1342م حيث يؤكد فى كتابه “أسرار الميزان ” أن التموج الذى يحدث الصوت ليس المراد منه ركة انتقالية من ماء أو هواء واحد بعينه ،بل هو أمر يحدث بصدم بعد صدم ،وسكون بعد سكون … والصدى يحدث عن انعكاس الهواء المتموج (بنفس شكله وهيئته ) من مصادمة عال كبل أو حائط ،ويجوز أن لا يقع الشعور بالانعكاس لقرب المسافة فلا يحس بتفاوت زمانى الصوت وعكسه …”. ويستدل من هذا النص على أن الطاقة الصوتية – لا الوسط – هى التى تنتقل أثناء انتشار الصوت ،وهو ما يوافق التفسير العلمى الحديث لحركة الموجات التضاغطية

المصدر
قدرى حافظ طوقان ،العلوم عند العرب ،سلسلة الألف كتاب ،مكتبة مصر بالفجالة ،بدون تاريخ للنشر ص38 .
علوم أخرى منسية في تراث المسلمين بقلم د. أحمد فؤاد باشا

%d مدونون معجبون بهذه: