الحضارة الإسلامية قامت على مبدأ المساواة بين البشر، بغض النظر عن أعراقهم أو ألوانهم أو أصولهم الاجتماعية. واحدة من أبرز القصص التي تُبرز هذا المبدأ هي قصة الصحابي بلال بن رباح، أحد أول المؤذنين في الإسلام.
قصة بلال بن رباح والمساواة:
بلال بن رباح كان عبداً حبشياً قبل أن يدخل في الإسلام. عندما أسلم، عانى من تعذيب شديد من سيده أمية بن خلف بسبب تمسكه بدينه. لكن بلال صمد وصاح قائلاً: “أحد، أحد”، مؤمناً بوحدانية الله.
بعد أن اشتراه الصحابي أبو بكر الصديق وحرّره، أصبح بلال شخصية بارزة في المجتمع الإسلامي. ورغم أنه كان عبدًا سابقًا ومن أصل غير عربي، رفع الإسلام مكانته. واختاره النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليكون أول مؤذن في الإسلام، شرفاً عظيماً يعكس المساواة التي أقرها الإسلام.
موقف عمر بن الخطاب وبلال:
روى أن عمر بن الخطاب، وهو من قريش ومن أشراف العرب، كان يقول عن بلال: “سيدنا أعتق سيدنا”، مشيراً إلى أن بلالاً أصبح سيدًا ومثالاً يُحتذى به رغم أصوله العبدية.
هذه القصة تُظهر بوضوح أن الإسلام ألغى الفوارق الطبقية والعنصرية، وأقام مجتمعاً يعلي من قيمة الإنسان بناءً على تقواه وأعماله، وليس على نسبه أو لونه.
قصة أخرى تُبرز مبدأ المساواة في الحضارة الإسلامية هي قصة سلمان الفارسي، الذي كان عبداً فارسيًا ثم أصبح من أقرب الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم.
قصة سلمان الفارسي والمساواة:
سلمان الفارسي وُلد في بلاد فارس وكان يبحث عن الحقيقة طوال حياته، حتى وصل إلى الإسلام بعد رحلة طويلة. عندما دخل في الإسلام، كان عبداً عند رجل يهودي في المدينة. ساعده المسلمون في تحرير نفسه بعد أن طلب منه سيده ثمناً باهظاً مقابل عتقه، فجمعوا له المال وزرعوا له النخل كما طلب منه سيده.
بعد أن أصبح حراً، عاش سلمان بين الصحابة وأصبح محبوباً بينهم. كان يُعامل على قدم المساواة، رغم أنه لم يكن عربياً، وأصبح مستشاراً للنبي صلى الله عليه وسلم. في غزوة الأحزاب، كان اقتراحه بحفر الخندق هو السبب في حماية المدينة من جيش المشركين.
موقف النبي وأصحابه:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول عن سلمان: “سلمان منا آل البيت”، مما يعني أن الإسلام لا يفرق بين الناس على أساس عرقهم أو أصولهم، بل ينظر إلى إيمانهم وتقواهم.
هذا الاعتراف جعل سلمان يُعامل كواحد من آل بيت النبي، وهو شرف عظيم يعكس المساواة الكاملة في الإسلام.
| RépondreTransférerAjouter une réaction |
أضف تعليق