من أروع قصص العدل في الإسلام قصة الخليفة الراشد عمر بن الخطاب مع الرجل القبطي وموقفه من والي مصر عمرو بن العاص وابنه.
القصة:
في أثناء خلافة عمر بن الخطاب، جاء رجل قبطي من مصر يشكو إليه قائلاً:
“يا أمير المؤمنين، إني تعرضت للظلم!”
فسأله عمر عن الأمر، فقال القبطي:
“لقد تسابقتُ مع ابن والي مصر (عمرو بن العاص)، فسبقتُه، فضربني وقال: أنا ابن الأكرمين!”
فغضب عمر من هذا التصرف، وكتب رسالة إلى عمرو بن العاص يأمره بالحضور مع ابنه إلى المدينة. عندما وصلا، عقد عمر مجلساً علنياً للعدل، وأحضر القبطي المظلوم. ثم أعطى عمر السوط للرجل القبطي وقال له:
“اضرب ابن الأكرمين!”
قام القبطي وضرب ابن عمرو بن العاص أمام الناس، ثم قال عمر:
“اضرب عمرو بن العاص، فإنما ظلمك بسلطانه!”
لكن القبطي قال:
“لقد أخذت حقي، وأكتفي بهذا.”
ثم التفت عمر إلى عمرو بن العاص قائلاً:
“متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟”
الدروس من القصة:
تُظهر القصة العدل المطلق في الإسلام، حيث لا مكان للتمييز بين الحاكم والمحكوم أو بين الأجناس والأديان.
تؤكد أن الإسلام يحاسب الجميع، حتى أبناء المسؤولين وأقاربهم.
توضح أن الحقوق تُعاد لأصحابها مهما كان الظالم قوياً أو ذا نفوذ.
هذه القصة أصبحت رمزاً للعدالة الإسلامية التي تتجاوز الطبقية وتُعلي من شأن المساواة.
أضف تعليق