إسهامات العثمانيون في الحضارة الإسلامية   Leave a comment

لعب العثمانيون دورًا بارزًا في تطوير الحضارة الإسلامية على مدار ستة قرون من حكمهم، ويمكن تلخيص مساهماتهم في عدة مجالات:

  1. السياسة والإدارة:
    أسس العثمانيون إمبراطورية واسعة ومتعددة الثقافات، نجحوا في إدارتها بشكل فعال عبر نظام
    بيروقراطي متقدم، مما ساعد على تحقيق الاستقرار والازدهار في العديد من المناطق.
    وفي هذا العملية يقول بوسبيك سفير الإمبراطورية الرومانية المقدسة الذي كان سفيرا إلى إسطنبول في عهد سليمان القانوني عن أهم عناصر القوة في الدولة العثمانية.
    حيث يقول:
    “في الدولة العثمانية لا يحظى الأتراك أنفسهم بالتقدير إلا بمهارة أو خصلة حميدة…. جميع القادة لا يصلون لمواقعهم إلا بمؤهلاتهم ومهاراتهم وليس بانتمائهم لنسب أو عائلة أو قوتهم أو مالهم، فأبواب الارتقاء مغلقة أمام الكسالى والمتقاعسين فيظل هؤلاء قابعين في زوايا النسيان، وهذا سبب نجاحهم في كل أمر وعلو أمتهم وامتداد دولتهم على مر الزمان، أما نحن فعلى خلافهم في كل شيء فلا محل للأهلية والكفاءة بيننا بل يجري التحري عن النسب في كل شيء دون نظر إلى المهارة”

كان النظام القانوني العثماني، الذي اعتمد على الشريعة الإسلامية والقانون العرفي (القانون العثماني)، نموذجًا للعدل والإدارة في العالم الإسلامي.وقد مهد الطريق الى ظهور المجلة الشرعية التي تعتبر أول قانون مدني إسلامي لأنها قامت على أساس تقنين رسمي للفقه الإسلامي وذلك خلال عهد الإمبراطورية العثمانية حينما صدرت رسمياً بمرسوم السلطان العثماني عبد العزيز بن محمود الثاني في عام 1286هـ الموافق 1869م

  1. الفن والعمارة :
  • تطورت العمارة العثمانية لتشمل مساجد وقصور ومدارس دينية مميزة، مثل جامع السليمانية وجامع السلطان أحمد (الجامع الأزرق) في إسطنبول.
    ويعتبر سنان باشا المتوفي 1004 هـ 1596م رائد العمارة في القرون الوسطى
    يقول عنه العالم الألماني وأستاذ تاريخ العمارة في جامعة فيينا هـ.كلوك:
    ” إن سنان يتفوق فنيا علي مايكل أنجلو صاحب أكبر اسم فني في الحضارة الأوروبية”
  • كما ساهم العثمانيون في تطوير الفنون الإسلامية مثل الخط العربي، الزخرفة، والنسيج.
  1. العلم والتعليم :
  • أنشأ العثمانيون العديد من المدارس والمكتبات والمؤسسات العلمية، مما ساهم في نشر التعليم والثقافة في جميع أنحاء الإمبراطورية
    أما أوفى الببليوغرافيات العربية و أشملها و أكثرها قيمة ، فهي تعود لحاجي خليفة جغرافي ومؤرخ العثماني( المتوفي 1068 هـ1657 م )ففي كتابه كشف الظنون تحدث فيه عما يزيد على 300 علم و فن، وسجل مايزيد على 9500 من المؤلفين

دعمت الإمبراطورية العثمانية العلماء والمفكرين، مما أدى إلى تقدم في مجالات مثل الطب ،الفلك ،الجغرافيا، والرياضيات.
في الطب
فأول من وضع تعريفًا للميكروب آق شمس الدين المتوفي سنة 864هـ 1460م
ذ ذكر في كتابه ـ مادة الحياة
“إنها صغيرة ودقيقة إلى درجة عدم القدرة على رؤيتها بالعين المجردة”
في الجغرافيا
فالخريطة التي حيرت العالم، و تبين أن المسلمين ظلوا على اطلاع على آخر الاكتشافات الجغرافية في أمريكا، تعود لاحمد محيي الدين المتوفي 961 هـ 1554 م
كما يعد جلبي أوليا المتوفي عام 1095 هـ 1684م ،أشهر الرحالة المسلمين في العالم بعد ابن بطوطة

برز العديد من العلماء في ظل الخلافة العثمانية من بينهم
تقي الدين الشامي (1526-1585):
عالم فلك ومهندس عثماني من أصل عربي.مخترع المنظار الفلكي،و أول محرك دافع للبخار
،و أسس مرصد إسطنبول وكان له دور كبير في تطوير الأدوات الفلكية والملاحظات الفلكية

  1. البيئة
    فيما يخص البيئة. يعتقد الكثير أن نظافة البيئة والحرص على منظرها الجميل والحضاري هو إرث خاص بالدول الأوروبية المتحضرة فقط، وربما يكون ذلك نابعًا عن عدم الإطلاع المتعمق على كتب ووثائق ومصادر التاريخ التي تبين عكس ذلك تمامًا.
    لأن أول وصية حول الحفاظ على البيئة تعود لسلطان العثماني محمد الفاتح كُتبت عام 886 هـ 1481م ، وأول وثيقة للمحافظة عليها تعود لسلطان العثماني سليمان القانوني تاريخ إصدارها 946 هـ 1539 م
    ويبين موقع “صفحة التاريخ العثماني” بأنه
    “لا يوجد في أرشيف أيٍ من الأمم السابقة القديمة والعريقة ما هو متعلق أو مختص بالبيئة ونظافتها في ذلك التاريخ التي صدرت به الوثيقة العثمانية التي تحث على حماية البيئة ونظافتها”، ويؤكد الموقع أن الدولة العثمانية هي الدولة القديمة الوحيدة التي تنفرد بهذه الميزة
  2. التجارة والاقتصاد :
  • لعبت الإمبراطورية العثمانية دورًا مهمًا في التجارة بين الشرق والغرب، مما جعلها مركزًا تجاريًا هامًا.
  • طورت شبكات الطرق والبنية التحتية لدعم التجارة الداخلية والخارجية.
  1. الدين والثقافة :
    دعم العثمانيون التعددية الدينية والثقافية، مما سمح بتعايش الأديان والطوائف المختلفة بسلام نسبي داخل الإمبراطورية.
    شجعوا الفنون والآداب والعلوم الإسلامية، مما ساهم في إثراء الثقافة الإسلامية.
  2. العلاقات الدولية :
    كانت الإمبراطورية العثمانية لاعبًا رئيسيًا في الساحة الدولية، حيث أقامت تحالفات وعلاقات دبلوماسية مع العديد من الدول، مما ساعد في حماية وتوسيع نفوذ العالم الإسلامي.

بإيجاز، ساهم العثمانيون بشكل كبير في الحفاظ على التراث الإسلامي وتعزيزه، إضافة إلى تقديم إضافات مميزة في مختلف المجالات الحضارية

أضف تعليق

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ