نجح الأطباء المسلمون في علاج الكثير من علل الأذن؛ فقد عالجوا بنجاح حكة الأذن، عن طريق (قطرة) استحضروها من (ماء الأفشنين) الممزوج بالقليل من الدهن، كما عالجوا نزيف الأذن، وتحايلوا في استخراج الماء الداخل إلى الأذن أثناء الاستحمام، واستعملوا في ذلك آلات اخترعوها خصيصى لهذا الغرض
وكتبوا مباحث ودراسات قيمة حول أثر الضوضاء على السمع، والجهاز السمعي، وتحدثوا عن الأورام التي قد تصيب الأذن الوسطى
ومما قاله ابن سينا عن هذه الأورام
هذه الأورام من جنس الأورام الحادثة في اللحوم الرخوة، وخاصة اللحوم الغددية ويُسَمَّى (بنات الأذن)، وربما بلغ أحيانًا من شدة ما يؤلم أن يقتل
ونجح أجدادنا الأطباء في علاج انسداد الأذن، نتيجة دخول أجسام غريبة أو أوساخ إليها… واستعملوا لهذا نوعًا من (القطرة) كانت تستحضر من دهن اللوز وبعض الأعشاب الطبية، وفي أحيان كثيرة كانوا يتحايلون في استخراج هذه المواد والأوساخ بآلات خاصة لذلك، منها: جفت الأذن؛ وهو عبارة عن ذراعين، تنتهيان بقاعدة، ويتوسطهما أنبوبة أسطوانية دقيقة بإمكانها (شفط) – أي جذب – وسحب أي جسم غريب إلى خارج الأذن
بعض الالات التي إخترعها الزهراوي لمعالجة الأذن

وقد تمكنوا أيضًا من إزالة (الصفاق) – الجلد الباطن تحت الجلد الظاهر، وغشاء ما بين الجلد والأمعاء – بالتدخل الجراحي … ونجحوا في استئصال اللحم الزائد الذي قد يوجد في مجرى القناة السمعية فيتسبب في انسدادها
ويحدثنا ابن سينا عن كيفية تخليص الأذن من هذه الأجسام الغريبة الزائدة، فيقول
وقد تكون هذه السدة في الحلقة لغشاء مخلوق على الثقب، وقد تكون لوسخ، وقد تكون لدم جامد، وقد تكون للحم زائد أو ثؤلول، وقد تكون لحصاة أو نواة تقع فيها، أو حيوان يدخلها فيموت
أما ما كان من صفائق، أو لحم يسد المجرى في الأصل الخلقي، فالغائر منه أصعب علاجًا، والظاهر أسهل، وأما الباطن فيحتال له بآلة دقيقة تقطعه ثم تمنع الأدمال على ما نقوله عن قريب، وإن كان ظاهرًا فينبغي أن يشق بالسكين الشوكي، الذي يقور به بواسير الأنف، ثم يقطر بما يمنع نبات اللحم، وأما إن كانت السدة من شيء نشب فيه فيجب أن يقطر الدهن في الأذن، مثل دهن الورد أو السوسن أو الخيري، وإن كان ذلك الناشب مثل حيوان مات فيها فيصب فيها من الأدهان ما يفسخه، ثم يخرج بمنقبة الأذن برفق