علم أوصاف الكون (الكوزموغرافيا). هو جزء من علم الكون الفيزيائي ، هو العلم الذي يبحث في مظهر الكون وتركيبه العام وهو يشمل علوم الفلك والجغرافيا والجيولوجيا، يُعتبر كتاب عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات للعالم العربي الإيراني أبو عبد الله بن زكريا القزويني المتوفي 682هـ 1283م أول مُصنف تحدث عن علم أوصاف الكون بشكلٍ دقيق، وتناقل العلماء بعدئذٍ الحديث عن الكوزموغرافيا
كما يعتبر أهم أثر أنتجه كاتب عربي في العصور الوسطى. وكثيرًا ما شبهه العلماء بالمؤرخ اليوناني هيرودوت، الذي يُعرف بأبي علم التاريخ، وبليني الكبير الكاتب الروماني الموسوعي الذي ألف موسوعة التاريخ الطبيعي
ويعد «عجائب المخلوقات» أشبه بموسوعة علمية جغرافية طبيعية، تحاول أن تنقل إلى قارئها مقدارًا ضخمًا من المعلومات، بعضها عرفه المؤلف بالتجربة أو بالمعرفة العقلية، وبعضها وصله بالاستناد إلى مرويات الكثير من الشعوب والحضارات. وبذلك؛ يمكن القول إن هذا الكتاب يمثل ذروة ما بلغته معرفة الإنسان بشؤون الطبيعة وأحوالها ومخلوقاتها في زمن القزويني، إلى جانب كونه يمثل نوعًا من التأمل في نظرة الإنسان لما يعرفه عن الطبيعة، وبما يجهله أيضًا من خفاياها
وينقسم الكتاب إلى مقدمة تحوي تصنيفًا عامًا لجميع الموجودات وفق النمط اليوناني، ثم قسمين عن العالمين العلوي والسفلي.
ويتناول القسم الأول الذي يبحث في العالم العلوي، الحديث عن الأجرام السماوية: الشمس، والقمر، والنجوم، وسكان هذا العالم: أي الملائكة، وكذلك التقاويم العربية والسريانية، وما يرتبط بها من أعياد ومناسبات
أما القسم الثاني فقد خصصه لذكر الأرض وظواهرها، والعناصر الأربعة: النار، والهواء، والماء، والتراب، ويصف فيه تقسيم الأرض إلى سبعة أقاليم، مع بيان أسباب الزلازل، وتكوين الجبال، ونشأة الأنهار، والمنابع، والعيون
ويلي ذلك عرض لممالك الطبيعة الثلاث: المعدنية، والنباتية، والحيوانية، وتبدأ المملكة الأخيرة بالحديث عن الإنسان، وخصائصه الأخلاقية، وتشريحه، وتركيبه العضوي، ومميزات الشعوب المختلفة، وحديث عن المخلوقات الأخرى من الجن، والغيلان، والعنقاء، وغيرها. ويتضمن الكتاب أيضًا موضوعات تتعلق بالبحر الأحمر، والتأثيرات التي يخضع لها من جوّية وبحريّة، وتتعرض لها السفن الجارية في عرض البحر. كذلك يتطرق إلى الطيور المدرّبة والمستخدمة في عمليات الصيد، ويعدد بعض أنواعها كالطغرل، والباز، والزرق، والباشق
وقد زينت كتب القزويني بالتصاوير، وزودت لا بأشكال وجداول فلكية فحسب، بل أيضًا بالرسومات الصغيرة. كذلك تحتوي مخطوطات القزويني على خريطة مستديرة للعالم.
ويتجلى في كتابه عجائب المخلوقات، حس العالم المتطلع إلى المستقبل، فيروي القزويني فيه أن الأرض كروية، وليست شكلًا مربعًا، أو أسطوانيًا، أو مسطحًا، كما كان سائدًا في عصره، والدليل على ذلك أنّ خسوف القمر يُرى من بلدان مختلفة، لكنه لا يُرى فيها كلها في وقت واحد، بل في أوقات متعاقبة، مما يعني أن طلوع القمر وغروبه يكونان في أوقات مختلفة في الأماكن المختلفة، واستدل على ذلك من آية في القرآن الكريم: “يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ” سورة الزمر
موضحًا أنها تدور حول محورها من الغرب إلى الشرق، والمخلوقات عليها منجذبون إليها بقوة الجذب، وقوة الدوران معًا، وليست ثابتة في مركز الكون كما قال بطليموس. ويتطرق كذلك إلى ما في أعماق الأرض من طبقات وأبخرة وغازات ومعادن، ولماذا تتغير طبيعة الأرض كل عدة آلاف من السنوات
المصادر
كوزموغرافيا رافينا – ويكيبيديا
مستشهدًا بالقرآن.. تعرّف إلى العالم المسلم الذي أعلن كروية الأرض قبل أوروبا موقع ساسة بوست