حجبت هالات المجد التي خلعها الدارسون الغربيون على (جدهم) أفلاطون ـ و جاراهم في ذالك تلاميذهم المخلصون،من الشرقيين،حجبت الجوانب القاتمة،بل المظلمة في فلسفته الأخلاقية ..، وهذه الجوانب كفيلة -في نظر العقل غير المنحاز- بأن تسقط إسم أفلاطون -أعضم فلاسفة الغرب – و تمحوه من سجل الفلاسفة الأخلاقين،بل تحاكمه كما حوكم النازيون من بعد
تعد (الجمهورية) أهم مؤلفات أفلاطون قاطبة،فيها تصور مجتمعا مثاليا أخلاقيا سعيدا يتمتع بالإنسجام و العدل،وضمَّن هذه الجمهورية كل أفكاره الفلسفية الخلقية، قال
“فلنتخيل إذن دولة تنمو و تتكون أمامنا”
ثم فصًّل قواعده الأخلاقية التي أرسى عليها دولته المثالية
أظهرت العديد من مساوئه نختزلها في
العنصرية
كشف أفلاطون عن عصبية مقيتة، فهو أولا يعلي من شأن الجنس الإغريقي على بقية الأجناس والشعوب الاخرى ، ولا يتردد في إطلاق وصف البرابرة عليهم إستخفافا بهم،وتعاليًاعليهم
حرصه على الرق والعبودية
حرص أفلاطون على حفظ على الفوارق بين فئات البشرالمختلفة،وإيمانه المتأصِّل بالتفاوت الطبيعي بين الناس،جعله يدين النظام الاثيني (الديمقراطي) لتهاونه مع العبيد، و يقول
إن اقصى ما تصل اليه الحرية في مثل هذه الدولة (الديمقراطية) هو أن يغدو العبيد من الرجال والنساء الذين يشترون بالمال،متساوين في حريتهم مع ملاكهم الذين اشتروهم
“و هذا اخطر عيوب الحرية و الديمقراطية
ولم يقتصر الفكر الافلاطوني العنصري،على مجرد قبول الرق او حتى على محاولة تبريره و الدفاع عنه بل قد دعا الى مزيد من الصرامة في معاملة العبيد
كراهية للمرأة وشذوذه الجنسي
لم يكن افلاطون يكن للمرأة مشاعر ودية، ولم يتزوج،ودعا الى الغاء الاسرة، وانكرقدسية الزواج و المشاعر العائلية المعروفة
على حين ان موقفه من (الجنسية المثلية) يعني علاقات الحب الشاد بين الرجال كان موقف المؤيد و المشجع عليه
و على كل حال فان الشدود في علاقات الحب بين الرجال و بعضهم كانت ظاهرة بارزة في المجتمع اليوناني و أيدها بعظ المفكرين مثل (يوربيدوس) و(سولون) و افلاطون
اباحته الكذب
قد أباح افلاطون الفليسوف المثالي للحكام ان يكذبوا وأن يخدعوا رعاياهم يقول
“يبدو لي أن الحكام سيضطرون إلي أن يلجأوا كثيرا الى الكذب و الخداع من أجل نفع تابعيهم، ولقد قلنا من قبل إن هذا الكذب نافع بوصفة دواء”
و يقول
” لحكام الدولة وحدهم الحق في خداع الاعداء أو المواطنين”
همجية ووحشية
وذالك بدعوته الصريحة الى ترك الضعفاء و العجزة و المرضى يموتون،بل إلى قتلهم إذا إقتضى الامر ذالك ،فهو يقول ـ بلهجة همجية و حشية لا يستطيع أي داعية نازي أو فاشي أن يجاري قسوتهاـ
إن من الواجب أن يعني الأطباء و القضاة بالمواطنين من ذوي الطبائع الجسمية أو النفسية السليمة،أما من عداهم، فسندع منهم أولئك الذين إعتل جسمهم يموتون، وسيقضي المواطنون ذاتهم على أولئك الذين إعوجت نفوسهم و انحرفت “طبائعهم