مما لا يعرفه الكثير أن الفضل في تسمية “علم البحر” بهذا المفهوم، وإرساء قواعد الملاحه للعالم ، راجع بالدرجة الأولى للملاح العربي المسلم أحمد بن ماجد ،المولود في جلفار على الساحل الجنوبي من الخليج العربي -إمارة رأس الخيمة– في عام (836هـ=1432م) المتوفي 905هـ ـ 1500م
وأول مَن اعترف بهذا الفضل البرتغاليون، الذين نهلوا من علمه وبَنَوْا عليه ما توصَّلُوا إليه من كشوفات جغرافية،و لقبوه بأمير البحر بالبرتغالية
(almirante)
من مؤلفات ابن ماجد
كتاب (الفوائد في أصول علم البحر والقواعد) الذي يعتبر من أشهر كتب ابن ماجد، الذي جمع فيه معظم المعلومات النظرية والعلمية التي تهمُّ الملاَّحين في البحر الأحمر والمحيط الهندي وبحر الصين، وقد وضع فيه ابن ماجد خبراته التي اكتسبها أثناء تجواله في هذه البحار، فوصف الجزر والمواني والبحار، وغيرها من الأمور التي وجدها أثناء ترحاله.
كتاب “حاوية الاختصار في أصول علم البحار” وقد ضمنهما ابن ماجد كل ما عرف عن البحر في أيامه من الناحية التقنية التي تفيد الملاح وتيسر له سبل السير في “أودية البحر” ودخول الموانئ إلى جانب القياسات الفلكية للنجوم الملاحية المختلفة ومواعيد فتح البحر وغلقه .وهوبذالك أول من كتب في موضوع المرشدات البحرية الحديثة
كما يعتبر ابن ماجد أول من طور البوصلة الملاحية بالمفهوم الحديث ، حيث اخترع إبرة جالسه على سن تتحرك حركة حرة دون الحاجة إلى وعاء الماء
ويقول ابن ماجد انه مطور أو ماهر في استعمال البوصلة والتي يسميها “الحقة” إذ يذكر في كتابه “الفوائد
ومن اختراعنا في علم البحر تركيب مغناطيس على الحقة بنفسه، ولنا فيه حكمة كبيرة لم تودع في كتاب
و دمج البوصلة الأسطوانية مع دائرة مقسمة الى 32 قسما متساوية .هذا التقسيم عبارة عن تقسيم المسافات الواقعة بين 15 نجما ثابت و نجما القطبين الشمالي و الجنوبي وليس كما إعتقد الأوروبيون بأنه تقسيم يظهر 32 إتجاه للرياح
وهي تعد احد الاختراعات الحاسمة في تاريخ الحضارة الإسلامية، وقد ظل هذا النوع من البوصلة مستعملا في السفن العربية التي تمخر عباب المحيط الهندي من موانئ اليمن وفارس إلى كانتون في الصين.. وتلك التي تعبر البحر الأبيض المتوسط
وقد انتشرت مؤلفات ابن ماجد انتشارًا واسعًا -وهو على قيد الحياة- بين أهل البحار العرب، فكان البحارة العرب يرجعون إلى مصنفاته في كل شيء، ولم يقتصر الأمر على العرب فقط، بل تعدَّاه إلى أبعد من ذلك، فقد نقلها البعض إلى لغة الأردو، ونقلها آخرون إلى اللغة التركية العثمانية، كما تناول الباحثون في القرنين التاسع عشر والعشرين مصنفات ابن ماجد، فتُرْجِمَتْ ثلاثة أراجيز إلى اللغتين الروسية البرتغالية، وتُرْجِمَتْ (السفالية) وكتاب (الفوائد) إلى اللغة الإنجليزية