بعد تطور صناعة الورق وإنتشارحركة الترجمة افتُتحت في عهد العباسيين مئات من المكتبات العامة والخاصة، وأصبحت المكتبات في الحضارة العربية الإسلامية منارة من منارات التعليم، بل أصبحت مؤسسات مستقلة ينفق عليها الأمراء والأثرياء والعلماء
أما أقدم مكتبةٍ في العالم،فليست في إحدى المدن الأوروبيّة العريقة، وإنما في مدينة فاس المغربيّة فمكتبة القرويين الواقعة بجامعة القرويين
(التي تعتبر أقدم جامعة في العالم أنشئت عام 859 للميلاد)
وقد كانت في البداية مكتبة صغيرة أنشئت إلى جانب جامع القرويين لمساندة مهمته في التدريس، إلى أن قام السلطان المريني أبو عنان بالاعتناء بها رسميا عام 750 هـ/1349 م، ووضع لها قانونا للقراءة والمطالعة والنسخ وزودها بكتب نفيسة في مختلف العلوم والفنون
وتضم المكتبة قاعة القراءة بها 20 ألف مصنف، بينما تضم القاعة الرئيسية للمكتبة 3800 كتاب، بعضها لا يقدر بثمن، من بينها نسخة وحيدة في العالم“أرجوزة في الطب”، للفيلسوف والطبيب ابن طفيل وهو من أكبر المفكرين العرب، والتي تعود للقرن الثاني عشر، ويتناول فيه كل أمراض الجسم من الصلع إلى مسمار القدم، لكنه نظمها في أبيات شعر لتسهيل تعلمها
وتضم المكتبة نسخة بخط اليد من الموسوعة التاريخية “كتاب العبر” لابن خلدون، كما تضم نسخة بخط اليد من مصنف عن علم الفلك للفارابي حول كوكب المشتري مع رسوم في غاية الدقة، فضلا عن موسوعة عن المذهب المالكي لأبي الوليد محمد، المعروف باسم ابن رشد الجد، وكتاب مكون من 200 صفحة مكتوبة بخط صغير وبحبر ذهبي على جلد الغزال
كما تحوي المكتبة أقدم نسخة من القرآن الكريم، يعود عمرها للقرن التاسع الميلادي، بالخطّ الكوفيّ، بالإضافة إلى شهادة تخرّج الفهريّة نفسها من جامعة القرويين، منقوشة على لوح خشبيّ

أقدم نسخة من القرآن بالخط الكوفي

شهادة تخرّج الفهريّة