
يعد إبن جني المتوفي 392هـ. أولَ من أفرد المباحثَ الصوتية بمؤلَّف مستقل، ونظر إليها على أنها عِلم قائم بذاته ففي كتابه سر صناعة الإعراب بسط فيه الكلام على حروف العربية: مخارجها، وصفاتها، وأحوالها، وما يعرض لها من تغيير يؤدّي إلى الإعلال أو الإبدال أو الإدغام أو النقل أو الحذف، والفرق بين الحرف والحركة، والحروف الفروع المستحسنة والمستقبحة، ومزج الحروف وتنافرها.. إلى غير ذلك من مباحث بوّأَتْهُ المقامَ الأول في هذا الفن، فعدَّ بحقٍّ رائدَ الدراسات الصوتية، وهو يعني ذلك إذ يقول: “وما علمتُ أن أحداً من أصحابنا خاض في هذا الفن هذا الخوض، ولا أشبعَهُ هذا الإشباع، ومَن وجد قولاً قاله، والله يعين على الصوابِ بقدرتِه”
ولا تقتصرُ جُهودُ ابنِ جنّي الصوتيةُ على ما في سر الصناعة وإنما تتعدّاه إلى كتبه الأخرى، وفي مقدمتها الخصائص الذي تضمن مادة صوتيةً غنيّةً جاء بعضُها منثوراً في تضاعيف الكِتاب، وأُفرد بعضها الآخر في أبوابٍ مستقلةٍ مثل بابٍ في كمية الحركات، وبابٍ في مطل الحركات، وبابٍ في مطل الحروف… إلخ
ويبدو أن موضوع طول الحركات والأصوات قد استبدّ بابن جني إلى حدٍّ جعله يفرد له رسالةً، لم تصلنا، سماها “رسالة في مدّ الأصوات ومقادير المدات” ذكر ياقوت أنّه كتبها إلى أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري وأنها في ست عشرة ورقة بخطّ ولده عال
المصدر
ريادة العرب المسلمين في علم الأصوات – شبكة الألوكة

الخَلِيل بن أحمد
الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي الأزدي اليحمدي، أبو عبد الرحمن ولد 718م (100هـ)، من أئمة اللغة والأدب، كان الخليل بن أحمد الفراهيدي أول عالم صوتيات مسلم ،قام هذا العالم المبدع بترتيب معجمه (العين) ترتيبا صوتيا وعمل له مقدمة حلل فيها اصوات اللغة الغربية تحليلا علميا وحدد فيها مخارج الحروف وصفاتها ووزع الحروف العربية على الاماكن التي يبدأ نطق الحروف منها وقسمهاعلى مدارج هي
ـ مدرج الجوف و حروفه (و ي ا ء) وقال سميت جوفا لأنها تخرج من الجوف فلا تقع في مدرجة من مدارج اللسان ولا من مدارج الحلق ولا من مدارج اللهاة وذلك لأنها هاوية في الهواء فلم يكن لها حيز تنسب اليه الا الجوف
ـ مدرج الحلق و حروفه (عين حاء هاء خاء غين) وسميت حلقية لأن مبدأها من الحلق
ـ المدرج اللهوي وحروفه (القاف والكاف) ومبدؤها من اللهاة
ـ والمدارج الأخرى هي مدارج اللسان ومخارجه متعددة منها
مخرج حروف شجر الفم اي مخرج الفم وحروفه جيم و شين وضاد
مخرج الحروف الأسلية ومبدؤها من اسلة اللسان وهي مستدق طرف اللسان وحروفه صاد و سين و زاي
مخرج الحروف النطعية ومبدؤها من نطع الغار الأعلى وحروفه طاء،تاء،د
مخرج الحروف اللثوية ومبدؤها من اللثة و حروفه ظ ، ذ، ثاء
مخرج الحروف الذلقية مبدؤها من ذلق اللسان وهو تحديد طرفي ذلق اللسان وحروفه ر،ل،ن
مخرج الحروف الشفوية و مبدؤها من الشفة وحروفه ف، ب ،م
وطريقة ذوقه الأصوات انه كان يفتح فاه بالألف ثم يظهر الحرف مثل اب ات اخ اع اغ فوجد العين ادخل الحروف في الحلق فجعلها اول الكتاب
و الترتيب الذي وصل اليه الخليل يعد ترتيبا علميا اتبع فيه فهما صوتيا حيث قام بترتيب الفاظ معجمه في ضوء نطق حروف كل لفظة فبدأ بأبعدها مخرجا اي رتبها بحسب موضع مخارج فهمها عند النطق لا بحسب صورة حروفها في الرسم
ويستفاد من هذا العلم فى أحكام تلاوة القرآن.وذلك للحفاظ على القرآن من لهجات اهل العجم (غير العرب) من المسلمين
من مؤلفاته كتاب معجم العين وهو أول معجم في العربية وقد فكر فيه الخليل بن أحمد وطلب من تلميذه الليث بن المظفر الكناني أن يكتب عنه ثم بعد موته أتم تلميذه هذا الكتاب،ولقد رتَّب الخليل في معجم (العين) الحروف العربية على مخارجها من الحلق
المصدر: مدونتى مدونة للمعلومات العامة والتنمية البشرية والثقافه المتنوعه والغرائب
موقع جامعة بابل جهود العلماء العرب في علم الصوت أستاذ أسعد محمد علي محمد حسن