Archive for the ‘طب وقائي’ Category


عند البحث بين صفحات التاريخ عن أمثلة عن دول إعتنت بالصحة العامة والحالة البيئة لمواطنيه ،لا يمكن أن نجد إلا وثائق تاريخية في الأرشيف العثماني في القصر العالي في إسطنبول، فهناك العديد من الوثائق التاريخية التي يمكن إيجادها في الأرشيف العثماني تتعلق بقواعد وقوانين الصحة العامة والبيئة ،ولكن من أكثر الوثائق البارزة والمتعلقة بشكل مباشرة هما الوثيقة التي أصدرها السلطان العثماني سليمان القانوني عام 1539م باسم وثيقة “حماية البيئة” والتي تُعد أحد الوثائق الفريدة في عهدها مقارنة بالدول والإمبراطوريات الأخرى، والوثيقة التي تُعد وصية السلطان العثماني محمد الفاتح والتي كُتبت عام 1481م أي في نفس العام الذي توفى به محمد الفاتح

وقبل سرد الوصية يضيف عمر أيمالي، في دراسة تاريخية تقييمية له متعلقة بوصية السلطان محمد الفاتح بعنوان “جوانب وصية محمد الفاتح” نُشرت على موقع “تاريخ الدنيا” التركي بتاريخ 22 كانون الأول/ ديسمبر 2012، بأن
وصية محمد الفاتح بشكل عام تُعد من أكثر وصايا السلاطين العثمانيين شمولية وكمال حيث شملت جميع المواضيع والنواحي الحياتية بكافة جوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية وحتى الصحية والبيئية، ولم يسبق لأي سلطان عثماني أن ذكر جميع مناحي الحياة بتفاصيل شاملة ومتفرعة
وفيما يتعلق بموضوع البيئة أورد محمد الفاتح في وصيته التالي
ـ أوصيكم وصية حسنة بالنظافة العامة لمدينة إسطنبول التي لطالما حلمت بفتحها وإلحاقها في إطار دولتنا العثمانية المعظمة،إجعلوها مدينة نظيفة لامعة تجذب القادم إليها ولا تنفره
ـ أرجو من الحكام والأمراء الذين يلوني أن يضعوا شخصين للنظافة العامة في كل طريق من طرق إسطنبول وأن يهتموا بالصحة العامة للمواطنين الذين يعدون الركيزة الأساسية للدولة العثمانية المحفوظة بعناية المولى
ـ أرجو من ساكني إسطنبول أن يحافظوا دومًا على نظافتها ولاماعنها لجعلها وجهة من أهم الوجهات المثالية في العالم
ـ تعيين 10 أطباء و53 ممرض لكل حي من أحياء إسطنبول ويقوم هؤولاء الأطباء بشكل دوري التجول في إسطنبول وتفقد جميع البيوت بلا استثناء لمعرفة إذا كان يوجد مريض في البيت أو لا يوجد وفي حالة إذا كان يوجد أحد المرضى أو الجرحى يجب أن يهتموا به بشكل مباشر و إذا استدعت الحالة يتم تحويل المريض بشكل عاجل إلى دار الشفاء
ـ تخصيص العديد من الخانات الخاصة بإيواء وربط الحيوانات الخاصة بمواطني المدينة، لتجنيب المدينة من الحيوانات ،وإبعاد إزعاجهم وأمراضهم والملوثات التي يمكن أن تنتج عنهم عن طرقات المدينة
ـ تخصيص قنوات خاصة بمياه الصرف الصحي والعمل على سكبها في مناطق فارغة بعيد عن السكان لتجنيبهم من الإزعاج والأمراض المتنوعة التي يمكن أن تنتج عن هذه المياه
وفي نهاية الوصية يتمنى محمد الفاتح الأمن والسلامة المستمرة لإسطنبول المدينة الذي يبين محمد الفاتح بأنها المدينة التي تركها أمانة لمن يخلفها من حكام وأمراء وكما أنها المدينة التي لطالما تمنى أن يمن الله عليه بفتحها ليجعلها مدينة مسلمة مثالية يُحتذى بقواعدها القانونية الخاصة بالجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والثقافية والصحية على طول المدى وإلى الأبد
ويشير الباحث عمر أيمالي، في نفس الدراسة، إلى أن
مدينة إسطنبول قد تكون ظُلمت في بعض الفترات بعد تأسيس جمهورية تركيا عام 1923 ولكن بعد تسلم مقاليد إدارتها من قبل أناس يحملون شعور الأمانة العثمانية بدأ الاهتمام بها صحيا ً وبيئيا ً يعود إليها من جديد لتصبح أحد المدن التي يمكن وصفها “بالجنة” مقارنة بالعديد من المدن الكبرى الأخرى الموجودة حول العالم
المصدر
وصية السلطان محمد الفاتح بمايتعلق البيئة والصحة العامة |ترك بريس ـ جلال سلمي

الطب الوقائي هو فرع من الطب يعنى بدراسة وإيجاد وتطبيق سُبُل الوقاية من الأمراض
وقد إهتم الأطباء المسلمون بما يعرف الآن الطب الوقائي، وأطلق عليه علماؤنا قديماً اسم: (حفظ الصحة) وأعطوه أهمية بالغة، ولو نظرنا إلى المؤلفات الموسوعية في الطب العربي لوجدنا ثلثها تقريباً في مجال حفظ الصحة ،وكان اهتمامهم بها لا يقل عن اهتمامهم بإعادة الصحة (الطب العلاجي)، بل إنهم قدموا حفظ الصحة على إعادة الصحة وقالوا
إن حرز الشيء الموجود أجلُّ من طلب الشيء المفقود
وأشهركتب تقويم الصحة يعود لابن بطلان المتوفي 456 هـ 1064م الذي حدد فيه ستة عناصر يجب توافرها كي تتوافر صحة الإنسان وهي : هواء لطيف، وأكل وشرب معتدلين، وتوازن بين العمل والراحة، وتوازن بين الاستيقاظ والخمول، وانتظام خروج الفضلات وانشغال العاطفة
ذكر ابن بطلان أن الأمراض تنتج عند عدم ضبط أحد العناصر السابقة. وقد ترجم الكتاب باقتضاب إلى اللاتينية في منتصف القرن الثالث عشر الميلادي في باليرمو وربما نابولي. ونشر في أوروبا عدة مرات و كانت له شعبيته في العصور الوسطى لأوروبا
ذكر ابن بطلان أن الأمراض تنتج عند عدم ضبط أحد العناصر السابقة. وقد ترجم الكتاب باقتضاب إلى اللاتينية في منتصف القرن الثالث عشر الميلادي في باليرمو وربما نابولي. ونشر في أوروبا عدة مرات و كانت له شعبيته في العصور الوسطى لأوروبا
وقد بقيت منه أربعة نسخ كاملة، نسخت في لومبارديا في القرن الرابع عشر، في فيينا وباريس ولييج وروما، إضافة إلى بعض الكتيبات من القرن الخامس عشر
المصدر
ابن بطلان – ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
تقويم الصحة (كتاب) – ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

قسطلاني
(هـ 614 – 686 = 1218 – 1287 م)
محمد بن أحمد بن علي القيسي الشاطبي، أبو بكر، قطب الدين لتوزري القسطلاني عالم بالحديث ورجاله. أصله من توزر (تونس) من بلاد قسطيلية، ومولده بمصر، ومنشأه بمكة. قام برحلة سنة 649 فأخذ عن علاماء بغداد والجزيرة والشام ومصر. وطلب من مكة، فتولى مشيخة دار الحديث الكاملية بالقاهرة إلى أن توفي
تعد مخطوطته – تكريم المعيشة بتحريم الحشيشة، أقدم المخطوطات في باب محاربة المخدرات ومكافحتها ، ردَّ فيها الحسن بن محمد العكبري (ت 695 هـ) على رسالته برسالة أخرى مدح فيها الحشيشة، فكتب القسطلاني رسالة ثانية، رد فيها على العكبري، –تتميم التكريم لما في الحشيشة من التحريم
أشار فيها انها تصدع الرأس، وتظلم البصر، وتعقل البطن، وتجفف المني
قبل أن تثبت التقارير الطبية الحديثة والمتلاحقة التي توصل إليها الباحثون المختصون، أن هناك أضرارا صحية خطيرة، تنتج عن تعاطي الحشيشة- على أي صورة- منها
حدون ارتعاشات عضلية في الجسد عامة وزيادة ضربات القلب وسرعة نبضه والشعور بالدوران والبرودة واتساع واحمرار العين وعدم التوازن في المشي أو الجلوس واضطراب في الحواس وخاصة السمعية والبصرية، واختلال الذاكرة والنسيان، وقلة التركيز والشرود الذهني والضعف الجنسي والانهيار البدني والهزال وغير ذلك من الأضرار التي تجعل متعاطيها يعيش في عالم الأوهام والخيالات والمعافى من عافاه الله منها، نسأل الله السلامة

مصدر
الأعلام للزركلي – الموسوعة الشاملة
محمد بن علي الشوكاني – البحث المسفر عن تحريم كل مسكر ومفتر
د/عبد الكريم بن صنيتان العمري-الأضرار الناجمة عن تعاطي المسكرات والمخدرات

إبراهيم اللقاني
إبراهيم بن إبراهيم بن حسن اللقاني المصري أحد الأعلام المشار إليهم بسعة الاطلاع في علم الحديث والدِّراية والتبحر في علم الكلام، وكان إليه المرجع في المشكلات والفتاوى في وقته بالقاهرة توفى سنة 1041 هـ / 1631 م
يعتبر كتابه نصيحة الإخوان باجتناب الدخان لإبراهيم اللقاني من أوائل الكتابات التي جاءت في مكافحة التدخين والوسائل التي سجلها اللقاني كانت
أ. إصدار الفتاوى الدينية حول تحريم التدخين أو كراهيته والأدلة الشرعية التي اعتمدها علماء الدين والفقهاء ( المالكية منهم خاصة .
ب . سرد قصص وحوادث حول ما يمزج من المحرمات والنجاسات مع التبغ لتنفير الناس عن التدخين .
ج. التشريعات القانونية .
وقبل ذالك اتخذ المغاربة خاصة أولوا الأمر موقفا رافضا مانعا لتبغ،منها موقف الملك أحمد المنصور ، حين توجه إلى فاس لآخر مرة ، عام 1602/10/11م ، فاستفتى في التبغ العلماء ومنهم المفتي الرسمي للدولة محمد بن قاسم القصار ، وولي سلا سيدي عبدالله ابن حسون ، فأفتياه بتحريم تدخين التبغ وبوجوب إتلافه . أمر حينئذ أحمد المنصور بانتزاع التبغ من باعته ، فكدس أكواما في ديوان فاس الجديد وأحرقها على رؤوس الأشهاد

المصدر
مساهماتي في تحقيق المخطوطات الطبية بقلم : الدكتور محمود الحاج قاسم محمد موقع مَرْكَز الحَسُّو للدِرَاسَات الكَمِّيَّة والتُرَاثِيَّة
حقائق مجهولة عن تاريخ التدخين في مخطوطات عربية لدكتور محمود الحاج قاسم محمد باحث في تاريخ الطب العربي الإسلامي

أحمد بن سهل، أبو زيد البَلْخِي ولد في إحدى قرى بلخ (أفغانستان) 849م (235 هـ ) الملقب: «الجاحظ الثاني» هو أحد حكماء الإسلام وعلمائهم البارزين في الأدب والفقه والفلسفة كان عالم موسوعي في علوم الطب و الطب النفسي و الرياضيات و الجغرافي
يعد كتاب مصالح الأبدان والأنفس أول كتاب يتحدث عن حفظ الصحة البدن والنفس أو ما يسمى بالطب الوقائي
يتكون نص”مصالح الأبدان والأنفس” من مقالتين أو قسمين، الأول من جزأين: الجزء الذي يُعنى بالوقاية من الأمراض، والآخر الذي يُعنى بمداواة المرض. وأساس الطب اليوناني القديم يقوم على تشخيص معين لجسم الإنسان، وأنه يتكون من أمزجة أو أخلاطٍ أربعة: الحرارة والبرودة، والرطوبة واليبوسة. والتوسط بين هذه العناصر يحفظ على الانسان صحته. أما المرض فينجم عن الاختلال لمصلحة أحد تلك العناصر. ومهمة الطبيب في حال حدوث المرض وبروزه في أحد الأعضاء أو في الدواخل، استنتاج ما هو العنصر الذي زاد أو نقص لمصلحة عنصر آخر، ومحاولة”تعديل المزاج”من طريق الحمية والأدوية
أما المقالة الثانية من مقالتي الكتاب فتتعلق بالطب النفسي أو تدبير صحة النفس. وهنا تدخل نظرية الأمزجة أو العناصر المؤثرة في صحة النفوس مثل تأثيرها في صحة الأبدان. ففي النفس أربع قوى: القوة العاقلة، والقوة الغضبية، والقوة الشهوية، والقوة أو المزاج الصفراوي. وسكون هذه القوة أو استقرارها، هو الذي يحفظ الصحة النفسية
تميزالبلخي بأمرين: جمع طب البدن والنفس في كتاب واحد، والحديث للمرة الأولى عن أعراض وأمراض نفسية جسدية أو العكس
المصادر
معهد المخطوطات العربية التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم/ الجامعة العربية كتاب أبي زيد أحمد بن سهل البلخي – 322هـ/ نحو 935م”مصالح الأبدان والأنفس”تحقيق الدكتور محمود المصري.
Abu Zayd al-Balkhi – Wikipedia, the free encyclopedia
من التراث العلمي العربي : مصالح الأبدان والأنفس للبلخي موقع الحياة