Archive for the ‘طب الأنف والأذن والحنجرة’ Category

وصف لإبن سينا عن كيفية تخليص الأذن من الأجسام الغريبة الزائدة

800px-Anatomy_of_the_Human_Ear_ar.svg

نجح الأطباء المسلمون في علاج الكثير من علل الأذن؛ فقد عالجوا بنجاح حكة الأذن، عن طريق (قطرة) استحضروها من (ماء الأفشنين) الممزوج بالقليل من الدهن، كما عالجوا نزيف الأذن، وتحايلوا في استخراج الماء الداخل إلى الأذن أثناء الاستحمام، واستعملوا في ذلك آلات اخترعوها خصيصى لهذا الغرض
وكتبوا مباحث ودراسات قيمة حول أثر الضوضاء على السمع، والجهاز السمعي، وتحدثوا عن الأورام التي قد تصيب الأذن الوسطى
ومما قاله ابن سينا عن هذه الأورام

هذه الأورام من جنس الأورام الحادثة في اللحوم الرخوة، وخاصة اللحوم الغددية ويُسَمَّى (بنات الأذن)، وربما بلغ أحيانًا من شدة ما يؤلم أن يقتل

ونجح أجدادنا الأطباء في علاج انسداد الأذن، نتيجة دخول أجسام غريبة أو أوساخ إليها… واستعملوا لهذا نوعًا من (القطرة) كانت تستحضر من دهن اللوز وبعض الأعشاب الطبية، وفي أحيان كثيرة كانوا يتحايلون في استخراج هذه المواد والأوساخ بآلات خاصة لذلك، منها: جفت الأذن؛ وهو عبارة عن ذراعين، تنتهيان بقاعدة، ويتوسطهما أنبوبة أسطوانية دقيقة بإمكانها (شفط) – أي جذب – وسحب أي جسم غريب إلى خارج الأذن
بعض الالات التي إخترعها الزهراوي لمعالجة الأذن
2018-08-28 14_19_25-Microsoft Edge
وقد تمكنوا أيضًا من إزالة (الصفاق) – الجلد الباطن تحت الجلد الظاهر، وغشاء ما بين الجلد والأمعاء – بالتدخل الجراحي … ونجحوا في استئصال اللحم الزائد الذي قد يوجد في مجرى القناة السمعية فيتسبب في انسدادها
ويحدثنا ابن سينا عن كيفية تخليص الأذن من هذه الأجسام الغريبة الزائدة، فيقول

وقد تكون هذه السدة في الحلقة لغشاء مخلوق على الثقب، وقد تكون لوسخ، وقد تكون لدم جامد، وقد تكون للحم زائد أو ثؤلول، وقد تكون لحصاة أو نواة تقع فيها، أو حيوان يدخلها فيموت

أما ما كان من صفائق، أو لحم يسد المجرى في الأصل الخلقي، فالغائر منه أصعب علاجًا، والظاهر أسهل، وأما الباطن فيحتال له بآلة دقيقة تقطعه ثم تمنع الأدمال على ما نقوله عن قريب، وإن كان ظاهرًا فينبغي أن يشق بالسكين الشوكي، الذي يقور به بواسير الأنف، ثم يقطر بما يمنع نبات اللحم، وأما إن كانت السدة من شيء نشب فيه فيجب أن يقطر الدهن في الأذن، مثل دهن الورد أو السوسن أو الخيري، وإن كان ذلك الناشب مثل حيوان مات فيها فيصب فيها من الأدهان ما يفسخه، ثم يخرج بمنقبة الأذن برفق

وصف لزهراوي لعملية استئصال اللحم النابت في الأنف   Leave a comment

سليلة أنفية

من العمليات الشهيرة التي نجح عدد كبير من أجدادنا الأطباء في علاجها: عملية استئصال اللحم النابت في الأنف Nasal polyp
وكان من بين أشهر الأطباء الذين أجروا هذه العملية: محمد بن زكريا الرازي، الذي ذكر تفاصيلها في مؤلفاته الطبية، وكذلك الشيخ الرئيس ابن سينا، والزهراوي

وإليك ما قاله الزهراوي بلفظه عن خطوات إجراء العملية

وقد تنبت في الأنف لحوم مختلفة زائدة، منها شيء يشبه العقربان الكثير الأرجل، ومنها ما يكون لحمًا سرطانيًّا متحجرًا كمد اللون، ومنها ما يكون لحمًا لينًا كمد اللون، فما كان من هذه اللحوم لينة وليست بخبيثة ولا سرطانية، فينبغي أن تجلس العليل بين يديك مستقبلاً الشمس، وتفتح منخره، وتلقي السنارة في تلك اللحوم، ثم تجذبها إلى خارج، ثم تقطع ما أدركت منها بمبضع لطيف حادٍّ من جهة واحدة، حتى تعلم أن اللحم كله قد ذهب، فإن بقي منها شيء لم تسطع قطعه، فاجرده بأحد الآلات اللطاف برفق؛ حتى لا يبقى منه شيء، فإن غلبك الدم أو عرض ورم حاد قابله بما ينبغي، أو كان من الأورام الخبيثة، فبادر وَاكْوِهِ؛ حتى ينقطع الدم، وتذهب جميع اللحوم، ثم تلقي في الأنف خلاًّ، فان انفتح الأنف، وسلكت منه الرطوبة إلى الحلق، فاعلم أنه قد برئ، فإن لم تنفذ الرطوبة على ما ينبغي، فاعلم أن داخله لحمًا نابتًا في أعلى العظام المتغلغلة لم تصل الآلة بالقطع إليها، فحينئذٍ ينبغي أن تأخذ خيطًا من كتان له بعض الغلظ، وتعقد فيه عقدًا كثيرًا، وتجعل بين كل عقدة قَدْر إصبع أو أقل، ويتحيل العليل بدس طرف الخيط الواحد في أنفه بمرود أو بما أمكنه بعد أن يصنعه مثل الزر، ويجذب ريحه حتى يصل إلى الخيشوم، ويخرج إلى حلقه، وهو أمر سهل على من أراده، ثم تجمع طرفي الخيط، الطرف الخارج من الفم، والآخر الذي بقي في الأنف، ثم تستعمل نشر اللحم بالعقد التي في الخيط، تفعل ذلك حتى تعلم أن اللحوم قد تقطعت بعقد الخيط، ثم تخرج الخيط ويصير في الأنف – بعد مسح الدم – فتيلة قد شربتها في المرهم المصري، تفعل ذلك ثلاثة أيام أو أكثر حتى يأكل المرهم جميع ما بقي من اللحوم، ثم تصير آخر شيء في الأنف أنبوبة أيامًا حتى يبرأ، فإن احتاج إلى علاج يجفف استعملت ذلك

 

 

 

ألف الزهراوي موسوعة طبية سميت بالتصريف لمن عجز عن التأليف ظلت مرجعاً مهما على مدى خمسة قرون في أوروبا

المصدر
أبو القاسم خلف بن عباس الزهراوي: التصريف لمن عجز عن التأليف كتاب الجراحة – الفصل الرابع والعشرون – في علاج اللحم النابت في الأنف

أحسن وصف لعملية استئصال اللوزتين   Leave a comment

d12_08_03_06_0805_25119

إستئصال اللوزتين هي عملية جراحية لإزالة كلتا اللوزتان من التجويف الذي على جانبي البلعوم والذي يُدعي بالحفرة اللوزي وتُجرى عملية استئصال في حالات التهاب اللوزتين الحاد والمتكرر
وقد برع الكثير من الأطباء المسلمين في علاج اللوزتين الملتهبتين، واستئصالهما، مثل الطبيب والجرَّاح علي بن عباس والجرَّاح الشهير ابن القف
أما أحسن وصف لعملية استئصال اللوزتين فيحدثنا عنه الزهراوي عن طريقته في استئصال اللوزتين، فيقول

قد تَعرِض في الحَلق غدد تشبه الغدد التي تعرض في خارج، تسمَّى: لوزتين، إذا عالجتهما بما ذكرت في التقسيم فلم تبرأ، فانظر فإن كان الورم أبيض اللون مستديرًا، وكان أصله رقيقًا، فهذا الذي ينبغي أن يقطع، والعمل فيه: انتظر قبل العمل، إذا كان قد سكن ورمه الحار سكونًا تامًّا، أو نقص بعض النقصان، فحينئذٍ أَجلسِ العليل بحذاء الشمس، ورأسه في حجرك، وتفتح فمه، وتأخذ خادمًا بين يديك فيكبس لسانه إلى أسفل، بآلة تصنع من فضة أو نحاس، تكون رقيقة كالسكين، فإذا كبست بها اللسان وتبين لك الورم، ووقع عليه بصرك، فخذ صنارة واغرزها في اللوزة، وتجذبها إلى خارج ما أمكن من غير أن تجذب معها شيء من الصفاقات، ثم تقطعها بآلة تصنع من الحديد الهندي، أو الفولاذي الدمشقي، فإن لم تحضر هذه الآلة فاقطعها بمبضع حاد من جهة واحدة، وغير حاد من الجهة الأخرى، وبعد أن تقطع اللوزة الواحدة تقطع الأخرى على هذا النحو من القطع بعينه، ثم بعد القطع فتغرغر العليل بماء بارد، أو بخل وماء، فإن عرض له نزيف دم تغرغر بماء قد أُغلِي فيه قشور الرمان، أو ورق الآس، أو نحو ذلك من القوابض حتى ينقطع النزيف، ثم تعالجه حتى يبرأ

واخترع لهذه العملية الآلات اللازمة لذلك

2018-08-28 14_17_36-Microsoft Edge

2018-08-30 17_29_34-Microsoft Edge.png

أعظم مساهماته في الطب هو كتاب التصريف لمن عجز عن التأليف ،الذي يعد موسوعة طبية من ثلاثين مجلدًا

أول وصف صحيح للعملية فتح القصبة الهوائية   Leave a comment

616x510

عبد الملك بن زهر بن عبد الملك بن مروان، (464-557هـ) موافق (1072 ـ 1162م)، يكنى “أبو مروان ” ويعرف بابن زهر الإشبيلي.طبيب نطاسي مسلم معروف في الأندلس، من أهل إشبيلية
وهو ينحدر من عائلة عريقة في الطب، فقد كان والده “أبو العلاء” طبيباً ماهراً في التشخيص والعلاج، وكان جده طبيباً أيضا

قدّم إبن زهر أول وصف صحيح للعملية فتح القصبة الهوائية لعلاج الاختناق حيث مارسها بنجاح على الماعز

حيث ذكر ابن زهر، في كتابه: “التيسير في المداواة والتدبير”، الخطوات العملية التي يجب اتباعها عند البدء في علاج الاختناق، ومما ذكره هذا الطبيب الجرَّاح المسلم الحاذق، أنه لم يكن يجري أي عملية جراحية جديدة على الإنسان إلا بعد أن يجربها على أحد الحيوانات، ويحدثنا هو عن ذلك فيقول

شققت قصبة عنزة، بعد أن قطعت الجلد والغشاء الذي تحته، وقطعت منه جوهر القصبة قطعًا صغيرًا، ثم التزمت غسيل الجرح بالماء والعسل حتى التأم، وأفاق إفاقة كلية، وعاش بعدها مدة طويلة

 

وكان الزهراوي يجري عملية شق القصبة الهوائية (تراكيو تومي) بنجاح كبير، ويذكر في موسوعته (التصريف لمن عجز عن التأليف) الطريقة التي كان يتبعها عند إجراء هذه العملية، فيقول

 

وأما الذين بهم ورم حار في الفم أو الحلق أو اللوزتين، فإذا لم تكن علة في القصبة توجب استعمال شق الحنجرة للهرب من التعطب الذي يكون من الاختناق، فينبغي إذا أردنا ذلك أن نشق الحنجرة تحت ثلاث دوائر من القصبة أو أربع، شقًّا صغيرًا بالعرض، فيما بين دائرتين، بقدر ما يكون الشق في الصفاق، لا في الغضروف، وهذا الموضوع موافق الشق؛ لأنه عديم اللحم، وأوعية الدم منه بعيدة، فإن كان المعالج جبانًا؛ فينبغي أن يمد جلدة الحلق بصنارة، ثم يشق الجلد، حتى إذا صار إلى القصبة جنب أوعية الدم – إن رأى منها شيئًا – ثم يشق الصفاق الذي وصفناه، ويستدل على شق القصبة من البلغم الذي يخرج منها، ويترك الجرح مفتوحًا زمانًا، فإذا زال الوقت الذي كان يتخوف فيه الاختناق، جمعت شقتي الجرح من الجلد وخِطتَه وحده من غير الغضروف، ثم تستعمل الأدوية التي تنبت اللحم إلى أن تبرأ

 

ويرجع للأطباء المسلمين الفضلُ في كونهم أولَ من وصف مرض تصلب الرقبة، كما أنهم نجحوا في استئصال أكياس الغدة الدرقية، ودوَّنوا رسائل مهمة خصوا بها أعصاب الحنجرة وعضلاتها، وقد أثبتوا – لأول مرة في تاريخ الطب – أن غضاريف القصبة الهوائية يمكن أن تلتئم تمامًا بعد إجراء عملية جراحية فيها

من مؤلفات ابن زهر “كتاب التيسير في المداواة والتدبير”، وهو موسوعة طبية يبرز فيها تضلعه  في الطب وموهبته فيه.وترجم الكتاب إلى اللاتينية سنة 1490م، وكان له أثر كبير على الطب الأوربي حتى القرن السابع عشر

المصدر
ابن زهر – ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
Tracheotomy – Wikipedia, the free encyclopedia
جراحة الأنف والأذن والحنجرة عند المسلمين إبان العصر الوسيط  لحسني عبدالحافظ

%d مدونون معجبون بهذه: