Archive for the ‘جيولوجيا تاريخية’ Category

الأوائل من كتب نظرية في تكوين الصخور والجبال   Leave a comment

جيحون نهر

نهر  جيحون

تعد الجبال احد الاشكــــــال الارضية، وحظيت باهمية متميزة من الجغرافيين المسلمين امثال اليعقوبي والمسعودي والبيروني وابن سينا واخوان الصفا وقدموا بذلك نظريات علمية عن تكوينهــــا حققت استفادة رائعة للغرب منها في العصور الوسطى

ويعتبر إبن سينا المتوفي427 هـ 1037م،من الأوائل من كتب نظرية في تكوين الصخور والجبال ففي كتابه ـ الشِّفاء
أرجع أسباب تكونها الى مرحلتين: الاولى مرحلة النشوء المتمثلة بانحسار البحر وظهور اليـــــــــابس، ثم مرحلة الثانية العوامل الباطنية،اقتصر في ذلك على الزلازل
وركز جل اهتمامه على الاسباب التي تقع بالعرض، وهي العوامل الجيومورفولوجية السطحيــــــة ودورها المهم في تحديد المظهر الارضي، وقد اعطى اهمية خاصة، للـــــــعامل الجيومورفولوجي النشيط، المتمثل بالمياه والرياح بقوله

واما الذي بالعرض فان يعرض لبعض الاجزاء مــن لارض انحفار دون البعض، بان تكون رياح ناسفة او مياه حفارة تتفق لها حركة على جــــــزء من الارض دون جزء فيتحفر ما تسيل عليه ويبقى ما لا يسيل عليه رابية

ويستدل ابن سينا في قوله مركزا على العوامل الجيومورفورلوجية السطحية، ودورها الفعال في تخفيض ارتفاعات الجبال، على مر الازمنة، وان كانت شدتها متفاوتة من وقت لاخر، وغالبا مـــا يتفق كلام ابن سينا في هذا المجال، مع بعض الافكار الاساسية لمبادىء العملية الجيومورفولجيـــة والتي جاء بها وليم. دي. ثور.نبري كما يوضح بقوله

فاذا تاملت اكثر الجبال، رايـــــــت الانحسار الفاصل بينهما متولد من السيول، ولكن ذلك امر انما تم وكان في مدة كثيرة، فلم يبقى لكل سيل اثره، بل انما يرى الاقرب منها عهدا

وكذلك قوله

 واكثر الجبال الان انما هي الانرضاض والتفتت، وذلك عهد نشوئها وتكونهــــا انما كان مع انكشاف الميل عنها يسيرايسيرا والان انها في سلطان التفتت

واما ما شاهدته انا فهو فــــــي شط جيحون وليس ذلك الموضع مما يستحق ان يسمى جبـــــلا من كان من هذه المنكشفات اصلب طينة واقوى تحجرا واعظم حجرا، فانه اذا انهدم ما دونه، بقي ارفع واعلى

ويعد ابن سينا اول من اشار الى فكرة الطباقية، وتعاقب الطبقات الرسوبية، بعضها فوق بعض تبعا لتعاقب العصور الجيولوجية وتعكس هذه الملاحظة، الفكر المبدع الخلاق، والملاحظة الدقيقـــة لهذا العلامة العربي الكبير وذلك بقوله

” وقد يرى بعض الجبال كانه منضور سافا فسافا، بان كل ساف ارتكم اولا، ثم حدث بعده في مدة اخرى ساف اخر فارتكم

المصدر
الافكار الجيمورفولوجية في التراث الجغرافي العربي الإسلامي عند بعض علماء المسلمين
د. هبة سالم يحيى السلطان جامعة الموصل/ كلية التربية الاساسية

المؤسس الحقيقي لعلم الطبقات   Leave a comment

800px-Triassic_Utah

ابن سينا هو أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا المتوفي427 هـ 1037م، عالم وطبيب مسلم من بخارى، اشتهر بالطب والفلسفة واشتغل بهما

يعتبر إبن سينا المؤسس الحقيقي لعلوم الأرض ( الجيولوجيا ) عند العرب ، جيث أن رسالة المعادن و الآثار العلوية من كتابه الشفاء ، تعد من أشهر المراجع العربية الجيولوجية التي درسها و اعتمد عليها الأوروبيون في العصور الوسطى .
وقد ترجم إلى اللاتينية عام 1068م . وقد قال في ذلك مايرهوف : نحن مدنون لابن سينا برسالته في تكوين الجبال والأحجار والمعادن
وعن تكوين الأحجار ذكر إبن سينا أن الأحجار إما أن تتكون من الطين بالجفاف أو من الماء بالبخار و الترسيب أو من النار ،

و إبن سينا أول من نادى بمبدأ التعاقب الطبيقي حيث قال
ومن المحتمل أيضاً بأن اليابسة قد ارتفعت من البحر وبعد ذلك تصلبت الأطيان اللزجة فمثلاً يمكن أن نشاهد كيف أن بعض الجبال وكأنها تتكون من طبقات مختلفة ومن المحتمل أن يعود ذلك إلى الأطيان التي تكونت منها الجبال قد تكونت من طبقات مختلفة ، وفي البداية تكونت طبقة واحدة وخلال الفترة الزمنية التالية تكونت طبقة أخرى غطت الطبقة الأولى وفوق كل طبقة ترسبت مواد مغايرة بطبيعتها عن الطبقة التي سبقتها وأصبحت هذه المادة وسط بين هذه الطبقة والتي تليها ومن المحتمل أن الطبقة الوسطى بعد البدء بعملية التحجر قد تشققت 

ونلاحظ بأن الوصف أعلاه يمكن اعتباره الأساس العام لقانون تعاقب الطبقات والذي طوره العالم الانجليزي وليم سميث فأضاف إليه قانون تعاقب مجموعة الحيوانات ومجموعة النباتات

من مؤلفاته رسالة المعادن و الآثار العلوية من كتابه الشفاء

المصدر
the contribution of ibn sina (avicenna) to the development of earth sciences author munim M.Al-Rawi

رائد علم الجيومورفولوجيا عند المسلمين   Leave a comment

91

 

علم الجيومورفولوجيا أو علم شكل الأرض تركز على دراسة التضاريس (كالجبال والسهول والأودية والأنهار والصحاري والسواحل) وأسباب نشأتها وتطورها عبر الزمن ، وقد تناول العلماء المسلمون الجيومورفولوجيا (علم شكل الأرض) بشقَّيْها النظري والعملي، وقد توصَّلوا في ذلك إلى حقائق تتَّفق مع العلم الحديث، من ذلك أثر العامل الزمني في العمليَّات الجيومورفولوجية، وأثر الدورتَيْن الصخريَّة والفلكيَّة في تبادل اليابسة والماء، وكذلك أثر كلٍّ من المياه والرياح والمناخ عامَّة في التعرية

ويُعَدُّ البيروني أفضل من تناول هذا الجانب، ويتَّضح ذلك في تعليله لكيفية تكوُّن أحد السهول في الهند

“فقد كان في مكان هذا السهل حوض بحري طَمَرَتْهُ الترسُّبات حتى سوّت منه سهلاً”

كما لاحظ الترسبات النهريَّة، خاصَّة كلَّما قرب النهر من المصبِّ؛

فإن التكوينات تكون ذات حجم كبير عند المنبع عند أول النهر، وتأخذ في الدقَّة والنعومة كلَّما قرب من المصبِّ؛

فالحجارة عظيمة بالقرب من الجبال وشدَّة جريان مياه الأنهار، وأصغر عند التباعد وفتور الجري، ورمالاً عند الركود والاقتراب من المغايض والبحر… (فما كانت) أرضهم إلاَّ بحرًا في القديم قد انكبس بحمولات السيول

وخلال إستدلاله من تحوُّل البحر إلى مناطق يابسة؛ يستشهد البيروني في كتابه: (تحديد نهايات الأماكن لتصحيح مسافات المساكن) على أن جزيرة العرب كانت مغمورة بالمياه فانحسرت عنها بتعاقب الحِقب الجيولوجية، وأن من يحفر حياضًا أو آبارًا يجد بها أحجارًا إذا شُقَّت خرج منها الصدف والودع،

فهذه بادية العرب كانت بحرًا فانكبس، حتى إنَّ آثار ذلك ظاهرة عند حفر الآبار والحياض بها؛ فإنها تُبدِي أطباقًا من تراب ورمال ورَضْرَاض، ثم فيها من الخزف والزجاج والعظام ما يمتنع أن يُحمل على دفن قاصد إياها هناك، بل تخرج أحجارًا إذا كسرت كانت مشتملة على أصداف وودع، وما يسمَّى آذان السمك؛ إمَّا باقية فيها على حالها، وإمَّا بالية قد تلاشت، وبقي مكانها خلاء فتشكَّل بشكلها

وهنا يشير البيروني إلى المستحجرات، وهي بقايا عضويَّة كاملة أو طوابعها التي تكون داخل الحجارة، ويستدلُّ بذلك على أن بعض المناطق كانت تغطِّيها المياه ثم أصبحت ضمن اليابسة

المصدر: ابتكار المسلمين علم الجيولوجيا د. راغب السرجاني

%d مدونون معجبون بهذه: