Archive for the ‘الفنّ الصوتي’ Category

من الفنون الغنائية الاصيلة الإنشاد الديني التي تتناول مواضيع ترتبط بالدين الاسلامي مثل التغني في حب الله ومدح الرسول و اعلاء قيم الدين و الأخلاق وحب الخير
وكانت بداية الإنشاد الديني على أيدي مجموعة من الصحابة في عهد الرسول(صلى الله عليه وسلم)، ثم مجموعة من التابعين. وكانت قصائد حسان بن ثابت، شاعر الرسول، هي الأساس للمنشدين. ثم تغنَّوا بقصائد أخرى لغيره من الشعراء الذين كتبوا في موضوعات متنوعة
في عهد الأمويون أصبح الإنشاد فنًّا له أصوله، وضوابطه، وقوالبه، وإيقاعاته. واشتهر ايام الدولة الأموية الكثير من المنشدين ،وتطورهذا الفن بعد لاهتمام الدولة الفاطمية فكانت أول من أقامت الاحتفالات برأس السنة الهجرية، وبليلة المولد النبوي الشريف، وليلة أول رجب، وليلة الإسراء والمعراج، وليلة أول شعبان ونصفه، وغرة رمضان، ويوم الفطر، ويوم النحر، وقامت بالاحتفال بمولد أمير المؤمنين على بن أبى طالب، ومولد ولديه الحسن والحسين والسيدة زينب، ويوم النيروز (شم النسيم) ويوم الغطاس وخميس العهد مشاركة للنصارى في شعورهم الديني
وكانت الأناشيد الدينية عصب هذه الاحتفالات مما دفع المنشدين لتطويرها بشكل غير مسبوق
وقد أصبح هذا الفن منافسًا قويًا لفنون أخرى، وخرج من عباءته الإنشاد الصوفي والسلفي وغيرها من القوالب الإنشادية
لا يكمل الحديث عن الإنشاد الديني إلا بذكر الإنشاد الصوفي الذي استعمله الصوفيون للدلالة على الإنشاد الديني والذي يكون ضمن مجالسهم العلمية أو التعبدية، وبالأخص المولوية ( أحد الطرق الصوفية السنية. مؤسسها الشيخ جلال الدين الرومي (604 هـ – 672 هـ = 1207 – 1273 م))، ويتضمن الدعاء وترديد الأذكار واسم الله، والالتفاف حول النفس
وتدور موضوعات الغناء الصوفي عن حب الله ورسوله وأشعار الإنشاد الصوفي تحمل معاني رمزية لا يعرف أسرار معانيها إلا من وصلت به النشوة إلى التجرّد من كلّ ما هو جسدي وتحللت روحه من كل ما هو مادي، وكلمات تحمل عبارات العشق والغزل والحب بكل مقاييسه وشدة الهيام ولوعة الفراق والحنين والشوق إلى رؤية الذات الإلهية
وهذا غير موجود بشكل كبير في الإنشاد السلفي الذي تحتوي معظم أناشيده على الحث على فعل الفضائل والبُعد عما يغضب الله، والتشجيع على عمل الخير، بجانب مدح الرسول – صلى الله عليه وسلم -، لكنها لم تصل لدرجة الخطاب الروحي بشكل كبير مثل الإنشاد الصوفي الذي يركز على الروح في المقام الأول
المصادر
الإنشاد الديني – ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
الإنشاد الديني.. روحانية آسرة | نون بوست
مولوية – ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

تمكّن العرب منذ فجر التاريخ من صبّ جُل اهتمامهم على مختلف أنواع الأدب العربي، فكان للشعر نصيبٌ من الاهتمام، بالإضافة إلى فنون النثر
ويمتاز النثر بأنه الأقرب للأحاديث اليومية، ويبرز فيه الجودة في التغيير والاستقامة في المعنى أيضًا، وفيما يتعلّق بالوزن والقافية فإنّ النثرَ غير ملزَم بها جميعًا، ويمكن وصفه بأنه ذلك الكلام الفني المنسق بأسلوبٍ جيد دون الخضوع لنظام إيقاعي كالشعر، وبالإضافةِ إلى تقديمه فكرة محددة بأسلوبٍ لغوي مُنتقى بعناية ليؤثر على مسامع المتلقي.
وتمثل “رسالة الغفران ” لأبي العلاء المعري (363-449هـ) واحدا من النصوص الرئيسية في تاريخ النثر العربي خاصة والأدب العربي عامة ، ومن أكثر نصوص هذا الأدب تأثيرا على مسيرة الأجناس والنصوص الأدبية اللاحقة سواء على المستوى المحلي أو على المستوى العالمي
وقد كتبها رداً على رسالة ابن القارح وهي رسالة ذات طابع روائي حيث جعل المعري من ابن القارح بطلاً لرحلة خيالية أدبية عجيبة يحاور فيها الأدباء والشعراء واللغويين في العالم الآخر، وقد بدأها المعري بمقدمة وصف فيها رسالة ابن القارح وأثرها الطيب في نفسه فهي كلمة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ثم استرسل بخياله الجامح إلى بلوغ ابن القارح للسماء العليا بفضل كلماته الطيبة التي رفعته إلى الجنة فوصف حال ابن القارح هناك مطعماً الوصف بآيات قرآنية وأبيات شعرية يصف بها نعيم الجنة وقد استقى تلك الأوصاف من القرآن الكريم مستفيداً من معجزة الإسراء والمعراج، أما الأبيات الشعرية فقد شرحها وعلق عليها لغوياً وعروضياً وبلاغياً
وقيل أن الشاعر إيطالي دانتي أليغييري، صاحب الملحمة الشعرية الكوميديا الإلهية التي تعتبر واحدة من الأعمال الرئيسية لعملية الانتقال من العصور الوسطى إلى عصر النهضة الفكر. أخذ عن أبي العلاء فكرة الملحمة ومضمونها
المصادر
ملاحظات على الفن القصصي في رسالة الغفران
أحمد درويش أستاذ الأدب المقارن بجامعة السلطان قابوس
دانتي أليغييري – ويكيبيديا، الموسوعة الحرة