Archive for the ‘علوم الحديث’ Category
يعد كتاب الموطأ للإمام مالك (المتوفي 179هجرية الموافق-795ميلادية) وصاحب المذهب المالكي في الفقه الإسلامي، من أوائل كتب الحديث وأشهرها
فهو يجمع بين الحديث والفقه، فيذكر الأحاديث الواردة في المسألة الواحدة، ثم يذكر عمل أهل المدينة، وبعدها يعرض لآراء الصحابة والتابعين، ثم يسوق رأيه مبينا ومرجحا..
ومن المرجح أن كتاب الموطأ لم يكن كتاب حديث، ولم يكن القصد منه الرواية، وإنما القصد منه الاستدلال بالحديث على الحكم الفقهي.
قد اعتمد مالك في بناء موطئه على الروايات المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو مرسلة، وعلى قضايا عمر، وفتاوى ابن عمر، ثم على أقوال الفقهاء السبعة وفقهاء المدينة، جاعلا أحاديث زيد بن أسلم أواخر الباب. ولما سئل عن حكمة ذلك قال: إنها كالسراج تضيء لما قبلها.
وقد بوبه على أبواب بحسب ما يحتاج إليه المسلمون في عباداتهم ومعاملاتهم وآدابهم من معرفة العمل فيها الذي يكون جريا بهم على السنن المرضي شرعا. وجعل بابا في آخره ذكر فيه ما لا يدخل في باب خاص من الأبواب المخصصة بفقه بعض الأعمال.
وقد بين القاضي “أبو بكر بن العربي” أن مالكا بوب الموطأ بحسب ما يراه من الحكم، فإذا كان الجواز قال: ما جاء في جواز كذا، وإذا كان ممنوعا قال تحريم كذا، وإذا أراد إخراج ما روي في الباب مع احتمال الأمرين أرسل القول كقوله: “باب الاستمطار في النجوم”.
قال فيه الشافعي: “ما ظهر على الأرض كتاب بعد كتاب الله، أصح من كتاب مالك”. وقال عنه البخاري: “من أصح الأسانيد مالك عن نافع عن ابن عمر”. وقال الإمام مالك نفسه عن كتابه: “عرضت كتابي هذا على سبعين فقيهًا من فقهاء المدينة، فكلهم واطأني عليه فسميته الموطأ”.
المصدر
الموطــــأ ومذهـــب مالـــــــك – وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المملكة المغربية


علم الرجال يندرج تحت علم الحديث،وهو علم يدرس سير رواة الأحاديث النبوية ليتم الحكم على سندها إذا كانت صحيحة أو حسنة أو ضعيفة أو موضوعة
وقد وضع العلماء خمسة أمورالتي لابد من تحققها في الراوي
الإسلام ، البلوغ، العقل، التقوى(اجتناب الكبائر، وترك الإصرارعلى الصغائر) الاتصاف بالمروءة
ووصل الحُكم على رواة الأحاديث ،درجة أننا نجد في الكتب أن فلان مثلا بعد سن كذا أو موقف كذا أو سفره إلى بلد كذا : صار حفظه ضعيفا !! أو كبر سنه فضعف حفظه !! أو ضاعت أوراقه وصحفه فصار يروي من حفظه بصورة ضعيفة إلخ
و نتيجة لهذا الاهتمام البالغ والعناية الفائقة بالإسناد ، دُونت العديد من الكتب منذ النصف الأول من القرن الثاني الهجري وأطلق عليها اسم المسانيد ومن أشهر هذه المسانيد ،مسند أحمد بن حنبل ( 241هـ ـ855م ) صاحب المذهب الحنبلي في الفقه الإسلامي. ورابع الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، يحتوي حسب تقديرات المحدثين على ما يقارب 40 ألف حديث نبوي، منها حوالي 10 آلاف مكررة، مُرتَّبة على أسماء الصحابة الذين يروون الأحاديث، حيث رتبه فجعل مرويات كل صحابي في موضع واحد، وعدد الصحابة الذين لهم مسانيد 904 صحابي، وقسَّم الكتاب إلى ثمانية عشر مسندًا، أولها مسند العشرة المُبشرين بالجنة وآخرها مُسند النساء، وفيه الكثير من الأحاديث الصحيحة التي لا توجد في الصحيحين
وكانت هذه المسانيد هي العمدة للمؤلفين الذي جاؤوا من بعد ، فعولوا عليها واعتمدوها مصادر لهم ، واستمر نهج العلماء الذين كتبوا الصحاح والمسانيد والسنن والمصنفات والموطآت على هذا النهج في التزام الإسناد التزاما دقيقاً
هذا العلم انفردت به الأمة الإسلامية عن العالمين ، حيث قال القاسمي رحمه الله
اعلم أن الإسناد في أصله خَصيصة فاضلة لهذه الأمة ليست لغيرها من الأمم
وقال ابن حزم
نقل الثقة عن الثقة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم مع الاتصال، خص الله به المسلمين دون سائر الملل، وأما مع الإرسال والإعضال فيوجد في كثير من اليهود، ولكن لا يقربون فيه من موسى قربَنا من محمد صلى الله عليه وسلم، بل يقفون بحيث يكون بينهم وبين موسى أكثر من ثلاثين عصرًا، وإنما يبلغون إلى شمعون ونحوه
وقال
وأما النصارى فليس عندهم من صفة هذا النقل إلا تحريم الطلاق فقط، وأما النقل بالطريق المشتملة على كذاب أو مجهول العين، فكثير في نقل اليهود والنصار
وقال
وأما أقوال الصحابة والتابعين فلا يمكن اليهود أن يبلغوا إلى صاحب نبي أصلاً، ولا إلى تابع له، ولا يمكن النصارى أن يصلوا إلى أعلى من شمعون وبولص
المصادر
مسند أحمد – ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
قواعد التحديث (ص/ 201)، وأقوال ابن حزم المذكورة في “الفصل” 2/ 69-70

اهتم العلماء على مر العصور بالحديث النبوي جمعا وتدوينا ودراسة وشرحا، واستنبطت حوله العلوم المختلفة كعلم الجرح والتعديل وعلم مصطلح الحديث وعلم العلل وغيرها، والتي كان الهدف الأساسي منها حفظ الحديث والسنة ودفع الكذب عن النبي وتوضيح المقبول والمردود مما ورد عنه. وامتد تأثير هذه العلوم الحديثية في المجالات المختلفة كالتاريخ وما يتعلق منه بالسيرة النبوية وعلوم التراجم والطبقات، بالإضافة إلى تأثيره على علوم اللغة العربية والتفسير والفقه وغيرها
ومن أشهر المصنفات في الحديث النبوي عند أهل السنة والجماعة ما يعرف بالكتب الستة، ومصطلح الكتب الستة لقب أطلق على ستة مؤلفات في علم الحديث لكونها هي أصح الكتب المؤلفة في هذا الفن، وهذه الكتب هي: الصحيحان: صحيح البخاري، وصحيح مسلم، والسنن الأربعة: سنن النسائي، وسنن الترمذي، وسنن أبي داود، وسنن ابن ماجه.
وفد اعتنى العلماء عناية بالغة بهذه الكتب وألفت حولها المصنفات العديدة ، وكذلك اهتم العلماء بدراسة أسانيد هذه الكتب ومعرفة رجالها، . كما ألفت المصنفات في جمع أطراف الأحاديث الواردة في الكتب الستة وهي كتب يقتصر مؤلفوها على ذكر طرف الحديث الدال عليه، ثم ذكر أسانيده في المراجع التي ترويه بإسنادها
وتعود جنسيات الأئمة الستة لأيران وأوزباكستان وتركمستان ( حاليا ) وكانت لغتهم الأولى اللغة الفارسية و يتحدثون العربية و فهموا القرآن وفسروه وبرعوا في علوم الإسلام وهذا خير دليل أن هذه الرسالة هي للبشر جميعا

الرامهرمزي
أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد المشهور بالرامهرمزي. ولد في عام 265 هـ،(879م) وتوفي في عام 360 هـ على الأرجح . حافظ، محدث، مارس القضاء في عصره له مقالات في الشعر،
صنف أول كتاب في علوم الحديث المحدث الفاصل بين الراوي والواعي؛ الذي ذُكر في كتب علوم الحديث
و يُعْرَفُ علم الحديث بأنه: علم يُعْرَفُ به أحوال سند الحديث (أي: سلسلة الرواة)، ومَتْنُه (أي: نص الحديث ومضمونه)، وغايته معرفة الحديث الصحيح من غيره
وقد نشأ هذا العلم صيانةً لحديث رسول الله من الكذب والاختلاق، ومعرفة ما تصحُّ نسبته إلى الرسول وما لا تصحُّ
ليمهد الرامهرمزي الطريق لتأسيس علم الجرح والتعديل أو (علم الرجال) أو (علم ميزان أو معيار الرواة)، والذي لا نظير له عند أُمَّة أخرى من أمم الأرض، وقد وُضِعَت له القواعد، وأُسِّسَت له الأسس والضوابط، فكان مِقْيَاسًا دقيقًا ضُبِطَتْ به أحوال الرواة؛ من حيث التوثيق والتضعيف، والأخذ والرَّدِّ، وقد عُدَّ نصفَ علم الحديث؛ فهو ميزان رجال الحديث، ومعيار الحكم عليهم، وهو الحارس للسُّنَّة من كل زيفٍ ودخيل!
المصدر
الرامهرمزي – ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
ابتكار المسلمين علوم خاصة بالشريعة د. راغب السرجاني