نظافة والامراض الجلدية

عنيت الشّريعة الإسلاميّة بموضوع الطّهارة والنّظافة عناية شديدة، فحين أغفلت الأمم من قبل هذا الموضوع ولم توليه الاهتمام الكاف، جاءت الشّريعة بمنظومة من القيم والمثل والتّوجيهات التي تضمن للمسلم حياة ملؤها الفضيلة والطّهارة الرّوحيّة والجسديّة
وتظهر حكمة الوضوء في الأبحاث العلمية الخاصة بالطب الوقائي الذي يستهدف حماية الإنسان من الأمراض ومنها الأمراض الجلدية التي يتعرض لها إذا لم ينظف أعضاء جسمه، وبخاصة الأعضاء المعرضة للعوامل الجوية وما فيها من أتربة حاملة لجراثيم أو غازات ضارة
ولاشك أن الوجه والأيدي والأقدام هي أكثر أجزاء الجسم تعرضاً للتلوث وتأثراً بالميكروبات، وهي تعد بملايين الملايين في كل سنتيمتر مكعب من الهواء.. وأن الوضوء خمس مرات في اليوم لا يترك مطلقاً أي درن على الجسم يخشى منه الضرر. ومن ثم كان الوضوء ترجمة لقاعدة علمية تقول: «الوقاية خير من العلاج».. حيث إن النظافة خير سبيل لاتقاء الأمراض
والكتب الطبية التراثية الاسلامية غنية بالأبحاث التي تتعلق بالجلد و أمراضه ، بالاسباب تلك الأمراض و عدواها وعلاجها والوقاية منها وإذا لم يكتب أحد من الأطباء المسلمين مؤلفاً خاص بأمراض الجلد وحدها ،ولم تكن هذه الأمراض لتشكل فرعاً طبيا مستقل ، إلا أنهم أولوا لجلد إهتمام بالغا ،فأوصوا بالعناية به و الحفاظ على سلامته وصيانته من كل أذى و أطلقوا عليه طب الجمال (الزينة)
وقد أشاروا إلى الأوساط أو الأجواء الملائمة لتفشي بعض أمراض الجلدية كالجرب و القمل الذين أكثر ما يصيب عند القذرين المهملين أو المسافرين أو المتشردين
و الى أمراض التي تصيبب الأطفال فحسب، في جلودهم و فرواتهم وأشعارهم، كالقوباء والسعفة ،أو الأمراض المعدية العامة ذات الأعراض الجلدية كالحصبة والجدري والحماق
ومنهم من قالوا بإنتقال بعض أمراض الخطيرة من الآباء الي الأبناء كالسل والجدام وقالوا بعدواهما من شخص آخر
اترك تعليقًا