رائد أدب الطفل   Leave a comment

photocollage_202052819354972

يتسم التراث العربي بكونه ترثا شفاهيا، محكيا،حتى بعد ظهورالكتابة و نظرا لطبيعة المجتمع العربى التي تدور حياته بشكل أساسي حول القيم و العادات و التقاليد، و أهمية تورثها للاجيال التالية،فقد كان الاعتماد على للحكي و القصص هو الاساس في تعليم الصغار و تنشئتهم،وكانت للعرب في ذلك مصادر عدة تشكلت عبر الزمن،منها الامثال و الحكم، ومنها القصص التي يتناقلوها عن الواقت المحيط ومنها القصص المتوارث، واشتهرت في ذلك الحكايات المؤخودة من ألف ليلة و ليلة،وحكيات علي بابا و الاربعين حرامى،و سندباد،وغيرها و الحكايات المؤخودة من كليلة و دمنة و القصص على لسان الحيوان بعامة، و الحكايات المأخودة عن بعض الكتب الأخرى،ومنها الفرج بعد الشدة للتنوخي، و الحيوان للجاحظ، وغيرها.
والملاحظ على هذه المصادر جميعها أنها لم تكن في الاساس موضوعة للاطفال،ولم تكن الحكايات التي تعالجها بطلها هو الطفل في الاساس، ولم يكن الطفل فيها هو الملتقي المقصود،ولكنها على الرغم من ذلك تناسبت مع الاطفال لاسباب عدة منها وضوح الهدف فيها، و سهولة عرضها،و تسلسل أحداثها على نحو منطقي،و اشتمال مغزاها على الحكمة و المثل.
وفي هذا الاطار تنوعت طبيعة الراوي القائم بالحكي فتمثلت في الاسرة و بخاصة الام و الجدة،و الراوي الذي كان يطوف علي المنازل ليحكي، و مجالس السمر الاسرية التي كان يجتمع فيها أفراد الاسرة فيقصون النوادر و الحكم و الامثال و الحكايات
و على مستوى الاطفال، فقد كانت الام او الجدة هي المصدر الاول و الاقرب للحكايات او الحواديث التي تحكيها للاطفال قبل النوم أو أثناء ساعات السمر، وهي تبدأبالصلاة على النبي، ثم تقول :كان ياما كان ياسعد يا كرام، وتبدأ في سرد حكاياتها و تقلدالأصوات و تقوم ببعض الحركات التمثيلية أو تتقليد الحيوان، فكانت بهده الطريقة و هذا الاداء تجدب إنتباه الطفل ويتسع أفق الخيال لديه و يرسم الشخصيات و البلاد والجبال والوديان و السلوك الصحيح و العادات و التقاليد،و أحيانا يكون داخل الحكاية التاريخ و الجغرافيا و ايضا الخير و للشر و الصواب و الخطأ
ويعد أدب الطفولة أو أدب مرحلة الطفولة أحد الأنواع الأدبية المتجددة في الآداب الإنسانية، فالطفولة هي الغرس المأمول لبناء مستقبل الأمة. والأطفال هم ثروة الحاضرة وعُدَّةُ المستقبل في أي مجتمع يخطط لبناء الإنسان الذي يعمر به الأرض. والأطفال هم ريحانة الحياة وبهجة الحياة ومتعة النفس

يُعْتَبَرُ العصر الحديث عصرَ أدب الأطفال بكافة وسائله المقروءة والمرئية والمسموعة،ونتيجة لاختلاط الأدباء والشعراء العرب بأدباء وشعراء الغرب. كان أول من قدّم كتابًا مُتَرْجَمًا عن اللغة الإنجليزية إلى الأطفال هو «رفاعة الطهطاوي» الذي كان مسؤولاً عن التعليم في ذلك الوقت. وكان الطهطاوي مربيًا فاضلاً ومثقفًا ثقافةً عربيةً إسلاميةً، فهو قد تخرج في الأزهر، ثم ألحقه «محمد علي» بالبعثة العلمية مرشدًا روحيًا لها. وكان أدب الأطفال قد وصل أوجه في فرنسا وتمثل في كتابات تشارلز بيرو. عندئذ بدأ الطهطاوي بترجمة هذه الآداب المعدة للأطفال. فترجم قِصَصًا تُعد من حكايات الأطفال، وأدخل قراءة القصص منهاجًا في المدارس المصرية
ويعتبرالكاتب المصري كامل الكيلاني المتوفي. 1959م رائد أدب الطفل ،وكانت انطلاقته مع فن “أدب الأطفال” حين حقق الفكرة التي آمن بها طويلًا وهي إنشاء مكتبة الأطفال، وكان يرى أن حوار قصص الأطفال يجب أن يكون بالفصحى واستخدم مصادر قصصه من الأساطير والأدب العالمي والأدب الشعبي، كما كان حريصًا على الجانب الأخلاقي في كتابته للأطفال وهو يُعد أول من خاطب الأطفال عبر الأثير “الراديو” وأول مؤسس لمكتبة الأطفال فى مصر، حيث ألف ما يقرب من 250 قصة للأطفال منها: الملك النجار، جحا، الأسد الطائر، الفيل البيض.
ترجمت قصصه إلي اللغات الصينية والروسية والإسبانية والإنجليزية والفرنسية
كما عمل الكيلاني على إحياء التراث العربي وإعادة صياغته بصورة سهلة ومبسطة يمكن لعقل الطفل أن يفهم محتواها، كما أن من أهم العوامل المميزة لأدب كامل كيلاني هو أنه ساهم في الارتقاء بالجوانب الأخلاقية لدى الطفل ولكن بصورة غير مباشرة، أي دون أن يستخدم أسلوب خطابي مباشر أو أن يتقمص دور الواعظ كما

المصادر
كتاب «أدب الأطفال بين التراث والمعلوماتية» للباحث التربوي د.محمود الضبع
أدب الأطفال في الأدب العربي الحديث بقلم: الدكتور محمد مظهر عالم الندوي
ما لا تعرفه عن كامل الكيلاني “رائد أدب الطفل” – موقع ألوان الوطن

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

%d مدونون معجبون بهذه: