علم اللغة المقارن هو أحد فروع علم اللغة التاريخي الذي يركز على مقارنة اللغات لتحديد الصلة التاريخية بينها
وقد تجاهل مؤرخي الفكر اللساني الغربي عمدا أو جهلا على ما تم التوصل إليه في الغرب الإسلامي أي المغرب والأندلس من إنجازات مهمة في مجال المقارنات، وبخلاف اللغويين العرب الذين وقفوا، غالبا، في دراستهم لموضوع المقارنات اللغوية عند حدود معالجة الدخيل، فإن علماء اللغة العبرية (تحت تأثير الحضارة العربية الإسلامية) تخطوا هذه المحطة نحو آفاق أرحب بسبب تمكنهم من لغات ثلاث هن العربية والعبرية والآرامية. وهكذا استطاع يهودا بن قريش (حاخام يهودى عاش في مدينة تاهرت في الجزائروغادرها نحو فاس في نهاية القرن التاسع الميلادي وبداية القرن العاشر)،أن يضع حسب محمد المدلاوي المنبهي( أستاذ التعليم العالي، متخصص في اللسانيات، فرع أصوات اللغة في المغرب ) أول مقارنة ثلاثية بين العربية والعبرانية والآرامية التي كان يسميها بالكلدانية، وأقام أكثر من ذلك قوانين التقابلات الصوتية بين هذه اللغات تماما كما فعل جاكوب كريم بعد ذلك بثمانية قرون فاعتبره مؤرخو الفكر اللساني، عن جهل بالتاريخ الكوني، أبا غير منازع اللسانيات المقارنة
ويؤكد يهودا بن قريش أن التشابه بين العربية والعبرانية والآرامية لم يكن نتيجة للصدفة، وإنما هناك عوامل رئيسية لخصها في عاملين اثنين هما
قرب المجاورة في البلاد –
والمقاربة في النسب –
و لا حاجة للتذكير بأنه هذه الأفكار هي نفسها التي سيرددها علماء الساميات بدءا من القرن التاسع عشر
كما أكد بأن العربية و العبرية ناتجتان عن أصل لغوي واحد وأنهما تفرقتا بسبب الاختلاط والاحتكاك بلغات أخرى والاقتراض منها . وقد قام بمقارنات للأصوات الساكنة في العربية و العبرية مع ترتيبها ألفبائيا ، كما بين بعض أوجه التشابه بين اللغتين من حيث الجذور . ويمكن اعتباره أب الدراسات السامية المقارنة
ليأتي من بعده ابن حزم الأندلسي ( 456هـ ) الذي اكتشف القرابة اللغوية الموجودة بين كل من العربية و العبريــــــة و السريانية ، يقول في كتابه “الإحكام في أصول الأحكام “
الذي وقفنا عليه و علمناه يقينا أن أن السريانيــة و العبرانية و العربية …لغة واحدة
تبدلت مساكن أهلها ، فحدث فيها جرش
الجَرْشُ : من جَرَشَ، يَجْرُشُ وهو الصوت الذي يحصل من أكل الشيء الخشن ، وهو هنا كناية عن صعوبة نطق بعض الأصوات
اترك تعليقًا