أول من وضع فهرساً موحداً للعلوم المختلفة

- الفهرست إبن النديم
ليس هناك بحث علمي أو دراسة أدبية أوإجتماعية دون أن يكون لدى القائم بإعدادها إلمام بالمصادر الببليوغرافية عن موضوعه،ودون أن
يكون لديه أيضا إلمام ما بشيء من فن الببليوغرافيا
و للمسلمين تاريخ طويل في هذا الفن وتنظيم الوصول إلى المعلومات،وقد عنوا بذالك عناية فائقة،وقد إزدادت الحاجة الى التعرف على المؤلفات و المصنفات التي ألفها العلماء في مختلف الفنون مع إزدياد و نمو النهضة الاسلامية في العلوم و الأداب و التاريخ و علوم اللغة و الدين، ويلاحظ ذالك أثناء القرن الرابع الهجري بوجه خاص حيث كثرت المؤلفات بصورة فائقة
حتى شعروا بحاجتهم إلى حصر أهم ما ألف في كل فن، ومع إزدياد حرفة الوراقين كان لا بد أن يتولى أحد هذه المهمة،ومن هنا لم يكن من المستغرب أن يظهر ببليوغرافي مثل إبن النديم البغدادي المتوفي (384هـ – 994م) المؤرخ والأديب،الذي أحس بهذه الحاجة إحساسا واضحاً فألف كتابه الفهرست و الذي يعتبر من أهم وأقدم الببليوغرافيات التي عرفها العالم عن تراث العرب و المسلمين، ليضم داخله أسماء جميع الكتب و يعرف بها و بموضوعاتها
حيث أوضح ابن النديم في مقدمة فهرسه مقصده من التأليف بقوله
هذا فهرست كتب جميع الأمم من العرب والعجم، الموجود منها بلغة العرب وقلمها، في أصناف العلوم وأخبار مصنفيها وطبقات مؤلفيها وأنسابهم، وتأريخ موالدهم ومبلغ أعمارهم وأوقات وفاتهم، وأماككن بلدانهم، ومناقبهم ومثالبهم، منذ ابتداء كل علم اخترع الى عصرنا هذا وهو سنة سبعو سبعين و ثلاثمائة للهجرة
فمنهج إبن النديم في عمل هذا الكتاب الببليوغرافي يتلخص في أنه: قسم كتابه إلى عشرة أقسام، كل منها إلى مقالة ثم قسم كل مقالة إلى
فنون بلغت اثنين وثلاثين فناً، استطاعت استيعاب مختلف العلوم والفنون السائدة في عصره، فقد جمع فيه أسماء الكتب التي كانت معروفة في أواخر القرن الرابع الهجري ورتبها وفق موضوعاتها ثم ثبت أسماء مؤلفيها، وبذلك يكون النديم أول من وضع أساساً لتصنيف الكتب، وأول من وضع فهرساً موحداً للعلوم المختلفة
أحصى ابن النديم 8360 كتابًا لـ 2238 مؤلفًا، منهم 22 امرأة و65 مترجمًا
المصدر
كتاب : المدخل إلى علم البليوغرافيا للمؤلف : د.أبوبكر محمود الهوش
التصنيف عند ابن النديم – منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات
اترك تعليقًا