علم التخطيط هو أول عناصرالاربعة للإدارة المتمثلة في التخطيط، التنظيم ،التوجيه،الرقابة
و ﻳﻌﺮف اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺑﺄﻧﻪ التفكير والتدبر بشكل فردي وجماعي في أداء عمل مستقبلي مشروع، مع ربط ذلك بمشيئة الله تعالى ء ثم بذل الأسباب المشروعة في تَحقيقه، مع كامل التوكل والإيمان بالغيب فيما قضى الله وقدره على النتائج
وقد آمن المسلمون بأهمية التخطيط وتنظيم الإدارة منذ بداية الدولة الإسلامية ، ولم يتواكلوا على عصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم و خيرُ دليلٍ على ذلك
قول الصحابي الجليل الحُبَاب بن المُنْذِر: أرأيت هذا المنزل؛ أمنزلاً أَنْزَلَكَهُ الله، ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه؟ أم هو الرأي، والحَرْب، والمَكِيدة؟
فالرسول صلى الله عليه وسلم بشر يوحى إليه، والعصمة (الحفظ والوقاية) ثابتة في تبليغ دين الله وشريعته، ولكنَّ هذه العصمة لم تَنْفِ عنه بشريته صلى الله عليه وسلم فكان كثيرًا ما يستشير أصحابه في كثير من الأمور التي لهم فيها خبرة خاصة؛ كأخذه بقولِ سلمانَ الفارسيِّ رضي الله عنه في حَفْر الخندق، وأخذه برأي الحُبَاب بن المنذر رضي الله عنه عند اختيار مكان معسكر جيش المسلمين في غزوة بدر، قال أبو هريرة رضي الله عنه:”ما رأيت أحدًا أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وإذا كان “القرآن الكريم” وكذا “السنة النبوية” يُعطينا بيانًا (نظريًّا) للعقائد والأخلاق والتشريعات، أمرًا ونهيًا، فإن السيرة الرسول الكريم محمدٍ صلى الله عليه وسلم خاتمِ الأنبياء والمرسَلين، الذي اختاره الله عز وجل من بين البشر، وفضَّله على جميع الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام تعطينا النموذج (العملي) لتلك العقائد والأخلاق والتشريعات، وتُعلِّمنا كيف يحيا المسلم مطمئنًّا ومتوازنًا في ظلال المنهج الربَّاني، وكيف يسعد به في دنياه وأُخراه، وكيف يطبِّقه على مستوى الفرْد والأسرة، والمجتمع والدَّولة
فقد أعطى الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه وللأجيال القادمة من المسلمين النموذج الحي في التخطيط والتنظيم شؤون الحياة و المجتمع، وتطويع المستقبل المجهول لأهداف وأغراض محدد
مكنه في تكوين دولة إسلامية تجمعها أواصرالأخوة، تؤمن بالعقيدة الإسلامية، وتضع أحكام الإسلام موضع التطبيق، وتحمل رسالة الإسلام إلى البشرية جمعاء. دولة تمكنت في أقل من عشرين سنة من أن تهزم أقوى إمبراطوريات العالم في ذالك الزمان. وتؤسس إمبراطورية واسعة ممتدة من حدود الهند حتى المحيط الأطلسي، وهي أعظم إمبراطورية أقيمت في التاريخ حتى اليوم
وبقيام هذه الدولة بدأت أوّل أيّام الحضارة الإسلاميّة المبنية على العديد من الأسس أهمّها عقيدة التّوحيد،العدل ،العلم ومكارم الأخلاق ,و التي اعتنت بجوانب الحياة الإنسانيّة والدينيّة على حدٍّ سواء، فقد سُنّت التشريعات القضائية العادلة، وطُبّقت أحكام القانون الإلهي في الأرض الذي يعود بالحقّ على أصحابه، وينزع الظُلم من أيدي الظالمين فلا جورَ ولا عُدوان
هذه الحضارة المتميز عن الحضارات الاخرى مرت بعدت مراحل ،قادرة على الانبعاث كل مرة بعد العودة إلى القرآن والسنة و إتخاد السيرة النبوية كقدوة لتخطيط و تنظيم المستقبل
و هذه مقتطفات من بعض أقوال مفكري الغرب وعلمائه في النبي محمد صلى الله عليه وسلم
إننا أهل أوروبا بجميع مفاهيمنا. لم نصل بعد إلى ما وصل إليه محمد
وسوف لا يتقدم عليه أحد, ولقد بحثت في التأريخ عن مثل أعلى لهذا الإنسان, فوجدته في هذا النبي محمد, وهكذا وجب أن يظهر الحق ويعلو, كما نجح محمد الذي أخضع العالم كله بكلمة التوحيد
غوته – شاعر ألماني
أنا واحد من المبهورين بالنبي محمد الذي اختاره الله الواحد لتكون آخر الرسالات على يديه
وليكون هو أيضاً آخر الأنبياء, ويكفيه فخراً أنه هدى أمة برمتها إلى نور الحق, وجعلها تجنح للسكينة والسلام، وفتح لها طريق الرقي والمدنية
ليو تولستوي – أديب روسي
محمد نبي حقيقي بمعنى الكلمة, ولا يمكننا بعد إنكار أن محمد هو المرشد القائد على طريق النجاةه
د. هانز كونج – عالم لاهوت سويسري معاصر
لقد أخرج محمد للوجود أمة, ومكن لعبادة الله في الأرض, ووضع أسس العدالة والمساواة الاجتماعية, وأحل النظام والتناسق والطاعة والعزة في أقوام لا تعرف غير الفوضى
غوستاف لوبون – مستشرق معروف
لقد قام الرسول بأعظم دور يمكن لإنسان أن يقوم به على الأرض
إن أقل ما يُقال عن محمد أنه قد جاء بكتاب وجاهد, والإسلام لم يتغير قط , أما أنتم ورجال دينكم فقد غيرتم دينكم فقد غيرتم دينكم عشرين مرة
فولتير – فيلسوف فرنسي
ختاما إن من قال عنه رب العزة من فوق سبع سماوات
“وإنك لعلى خلق عظيم”
غني عن كل هذه الأقوال
اترك تعليقًا