المستشرق الذي دعا إلى تعريب الحضارة الأوروبية

كُودِيرا زيدين
فرنسسكو كُودِيرا زيدين (1836م ـ 1917م) هو مستشرق ومؤرخ وباحث إسباني عربي الأصل ، يعد ـ وفقًا للدكتور محمود علي مكي مؤسس المدرسة الاستشراقية الإسبانية الحديثة، ويعتبره مكي من أكثر الباحثين تجردًا ونزاهة في الحكم على الحقبة الإسلامية من تاريخ إسبانيا
أسس كوديرا مدرسة كبيرة، ضمت عدداً من المستشرقين الأسبان المعتدلين الذين ارتبطوا معاً برباط الإنصاف التاريخي للعصر الإسلامي الأسباني وتَسمّوا بأسُرة كوديرا، بل أنهم مبالغة منهم في الحرص على سمتهم وموضوعيتهم استعاروا لأنفسهم الكلمة العربية «بني» أي «أبناء»، وأطلقوا على أنفسهم – بني كوديرا
يستَمسكون عادة بالنقاء العلمي، ويقررون أن أسبانيا دون احتساب المرحلة الإسلامية تعتبر دولة عاطلة عن الأمجاد التاريخية، لذلك فإن هذه الجماعة- على صغر حجمها- تسير أكثر ما تسير في خط اقرب إلى الحياد وأدنى إلى النّصْفَة.
كان كوديرا من عشاق المخطوطات العربية، فقد اقتنى عدداً كبيراً من المخطوطات العربية النفيسة، والتي ارتبط أكثرها بالتاريخ الإسلامي للأندلس، ، كما أصدر ما أسماه بالمكتبة الأسبانية
Biblotica Arabico Hispana
وهو المستشرق الوحيد الذي علا صوته بمدح المسلمين وتمجيد أعمالهم، وإعلان فضلهم على الحضارة الإنسانية وحفاظهم على التراث القديم،حيث فيقول في المجلد الثاني الذي أصدره عام 1917م ما نصه
إن العرب – يقصد المسلمين – كانوا أكثر شعوب العصور القديمة والوسطى اهتماماً بالعلم وأغزرهم تأليفاً في شتى صنوف المعرفة
بل ودعا كوديرا إلى ما أسماه بـ «تعريب أوروبا»، أي تعريب الحضارة الأوروبية، ويقول في بعض ما ذكره عنه جميس مونرو
إن من الخطأ العمل على أوْرَبَة أسبانيا، بل الواجب هو تعريب أوروبا، وعلى أسبانيا أن تسترد دورها الأندلسي القديم في هذا التعريب
من مؤلفاته
أهمية المصادر العربية
مبحث في النقود العربية الإسبانية
مصدر
موقع جريدة البيان الرياضي كوديرا الأسباني بلغ به عشقه حد المطالبة بتعريب الحضارة الأوروبية
التاريخ: 29 أكتوبر 2005
اترك تعليقًا