إبن بطوطة
أﻗﺎﻣﺖ ﺟﻤهﻮرﻳﺔ اﻟﺼﯿﻦ اﻟﺸﻌﺒﯿﺔ ﺗﻤﺜﺎل ﻟﻠﺮﺣﺎﻟﺔ المغربي اﻟﺸهير إﺑﻦ ﺑﻄﻮطﺔ ﺑﻤﺘﺤﻒ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﺸﯿﻮاﻧﺘﺸﻮ ﺑﻤﻘﺎطﻌﺔ ﻓﻮﺟﯿﺎن اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻮاﺣﻞ اﻟﺠﻨﻮﺑﯿﺔ اﻟﺸﺮﻗﯿﺔ ﻟﻠﺼﯿﻦ
وﺗﺄﺗﻲ ھﺬه اﻟﻤﺒﺎدرة اﻟﺼﯿﻨﯿﺔ إﻋﺘﺮاﻓﺎ ﺑﻘﯿﻤﺘﻪ اﻟﺘﺎرﻳﺨﯿﺔ ﻟلرﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﻈﯿﻢ وﺗﻜﺮﻳﻤﺎ ﻟﻪ ﺑﺈﻋﺘﺒﺎره أول ﺷﺨﺼﯿﺔ ﺗﺎرﻳﺨﯿﺔ ﻣﺴﺘﻜﺸﻔﺔ ﺗﺰوراﻟﺼﯿﻦ إﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ أﺑﻌﺪ ﻧﻘﻄﺔ ﺟﻐﺮاﻓﯿﺔ
ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻣﺖ اﻟﺼﯿﻦ أﻳﻀﺎ ﺑﺈﻧﺠﺎز ﺷﺮﻳﻂ وﺛﺎﺋﻘﻲ ﻟﻠﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﻟﺮﺣﻠﺔ اﻟﻌﻈﻤﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺎم ﺑها اﻟﺮﺣﺎﻟﺔ إﺑﻦ ﺑﻄﻮطﺔ اﻟﻰ اﻟﺼﯿﻦ ﺑﻤﻔﺮده ،وﺟﺎل ﺧﻼﻟﮫ أﻗﺎﻟﯿﻢ ﻋﺪﻳﺪة ﺑﺒﻼد اﻟﺼﯿﻦ
وﻗﺪ اﺳﺘﻐﺮﻗﺖ رﺣﻠﺔ اﻟﺮﺣﺎﻟﺔ اﺑﻦ ﺑﻄﻮطﺔ أزﻳﺪ ﻣﻦ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ﻣﻨﺪ إﻧﻄﻼﻗها ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ طﻨﺠﺔ ﺷﻤﺎل اﻟﻤﻐﺮب واﻟﺘﻲ ﺟﺎل ﺧﻼﻟها ﻋﺸﺮات اﻟﺒﻠﺪان ﺣﺘﻰ وﺻﻞ اﻟﻰ اﻟﺼﯿﻦ ﺑﺄﻗﺼﻰ ﺷﺮق أﺳﯿﺎ
وذكر حقائق لم تُذكَر عند غيره من الكُتّاب والمُؤرِّخين؛ منها على سبيل المثال أنّه ذكر استعمال أوراق النقد فى الصين فقال
وأهل الصين لا يتبايعون بدينار ولا درهم ، وجميع ما يتحصل ببلادهم من ذلك يسكبونه قطعا كما ذكرناه ، وإنما بيعهم وشراؤهم بقطغ كاغد (ورق) كل قطعة منها بقدر الكاف مطبوعة بطابع السلطان
وذكر أن أهل الصين أعظم الأمم إحكاماً للصناعات وأشدهم إتقاناً فيها. وذلك مشهور من حالهم قد وصفه الناس في تصانيفهم فأطنبوا فيه. وأما التصوير فلا يجاريهم أحد في إحكامه فإن لهم فيه اقتداراً عظيماً. ومن عجيب ما شاهدت لهم من ذلك أني ما دخلت قط مدينة من مدنهم ثم عدت إليها إلا ورأيت صورتي وصور أصحابي منقوشة في الحيطان والكواغد موضوعة في الأسواق. ولقد دخلت إلى مدينة السلطان فمررت على سوق النقاشين ووصلت إلى قصر السلطان مع أصحابي ونحن على زي العراقيين. فلما عدت من القصر عشياً مررت بالسوق المذكورة فرأيت صورتي وصورة أصحابي منقوشة في كاغد قد ألصقوه بالحائط. فجعل كل واحد منا ينظر إلى صورة صاحبه لا تخطئ شيئاً من شبهه. وذكر لي أن السلطان أمرهم بذلك وأنهم أتوا إلى القصر ونحن به فجعلوا ينظرون إلينا ويصورون صورنا ونحن لم نشعر بذلك. وتلك عادة لهم في تصوير كل من يمر بهم. وتنتهي حالهم في ذلك إلى أن الغريب إذا فعل ما يوجب فراره عنهم بعثوا صورته إلى البلاد وبحث عنه فحيثما وجد شبه تلك الصورة أخذ
ويعد ابن بطوطة أحد أهم الرحالة. قطع أكثر من 75,000 ميل (121,000 كم)، وهو رقم لم يكسره أي رحالة منفرد حتى ظهور عصر النقل البخاري، بعد 450 سنة
اترك تعليقًا