أوائل من ألف في علم العقيدة

أبو حنيفة
علْم العقيدة من أهم العلوم الشرعية وأخطرها، كيف لا وهو العلم الذي يعقد عليه القلب، ويتميَّز فيه الخلق بين مؤمن وكافرفلابد من تقديم علم العقيدة على غيره من العلوم في الدراسة، لما له من أهمية بالغة وامتزاجٍ قوي بالحياة لدى المسلم:
فهو علمٌ يحوط صاحبه بحصانة من الشهوات والشبهات و يرسم لصاحبه منهجاً واضحاً ثابتاً غير متقلِّب، وغير قابل للمداهنة والمفاوضة،وتجعل عقيدة الإيمان للحياة في هذه الدنيا هدفاً، وهو الوصول إلى أعلى المنازل في الجنة، والهرب من العذاب والعقاب ،ويُجدِّد التفاعل مع هذه الحياة، ويملؤها بالإيجابية.
بدأ طور تدوين هذا العلم في حياة التابعين… حيث ابتدأ ذلك الإمام الزهري رحمه الله تعالى، ثم شاع ذلك في النصف الأول من القرن الثاني الهجري، كما فعل الإمام مالك في الموطأ، حيث رتبت الأحاديث على أبواب تتعلق بالتوحيد مثل: باب الإيمان، وباب التوحيد، وباب العلم، الخ.. ولعل هذا التبويب للأحاديث كان النواة الأولى في استقلال كل باب فيما بعد بالتصنيف والبحث.
ومما أوقد جذوة التدوين ما وقع في آخر زمن الصحابة من بدع واختلاف في العقيدة، كما في مسألة القدر، وكان أول من تكلم به معبد الجهني (ت: 80هـ)، ومسألة التشيع والغلو في آل البيت، وفتنة عبد الله بن سبأ، كما وقعت من قبل بدعة الخوارج وصرحوا بالتكفير بالذنوب، وبعد ذلك نشأ مذهب المعتزلة على يد واصل بن عطاء (ت: 131هـ)، وصنف في مسائل من العقيدة ما خالف به الصحابة والتابعين، وخرج على إجماع خير القرون في الاعتقاد، فتصدى له التابعون بالرد عليه والمناظرة في هذه المسائل، ثم بدأ التصنيف في عقيدة أهل السنة حين أصبح ضرورة لا بد منها لنفي تأويل المبطلين، ورد انحراف الغالين، وكان أول مدون عرفناه في العقيدة -على هذا النحو- هو كتاب الفقه الأكبر لأبي حنيفة رحمه الله (توفي 150هـ767م)، رواه أبو مطيع الحكم بن عبد الله البلخي، كما رواه حماد بن أبي حنيفة حدد فيه أبو حنيفة عقائد أهل السنة تحديدًا منهجيًا، ورد فيه على المعتزلة، والقدرية، والجهمية، والشيعة، واشتمل على خمسة أبواب -في أتم رواياته-: الأول في القدر، والثاني والثالث في المشيئة، والرابع في الرد على من يكفر بالذنب، والخامس في الإيمان، وفيه حديث عن الأسماء والصفات، والفطرة، وعصمة الأنبياء، ومكانة الصحابة، وغير ذلك من مباحث العقيدة
ويعد كتابه الفقه الأكبر أصلاً من أصول علم الكلام
المصدر
أوائل من ألف في علم العقيدة – إسلام ويب – مركز الفتوى
الفقه الأكبر – ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
اترك تعليقًا