عبد الملك بن زهر بن عبد الملك بن مروان، (464-557هـ) موافق (1072 ـ 1162م)، يكنى “أبو مروان ” ويعرف بابن زهر الإشبيلي.طبيب نطاسي مسلم معروف في الأندلس، من أهل إشبيلية
وهو ينحدر من عائلة عريقة في الطب، فقد كان والده “أبو العلاء” طبيباً ماهراً في التشخيص والعلاج، وكان جده طبيباً أيضا
قدّم إبن زهر أول وصف صحيح للعملية فتح القصبة الهوائية لعلاج الاختناق حيث مارسها بنجاح على الماعز
حيث ذكر ابن زهر، في كتابه: “التيسير في المداواة والتدبير”، الخطوات العملية التي يجب اتباعها عند البدء في علاج الاختناق، ومما ذكره هذا الطبيب الجرَّاح المسلم الحاذق، أنه لم يكن يجري أي عملية جراحية جديدة على الإنسان إلا بعد أن يجربها على أحد الحيوانات، ويحدثنا هو عن ذلك فيقول
شققت قصبة عنزة، بعد أن قطعت الجلد والغشاء الذي تحته، وقطعت منه جوهر القصبة قطعًا صغيرًا، ثم التزمت غسيل الجرح بالماء والعسل حتى التأم، وأفاق إفاقة كلية، وعاش بعدها مدة طويلة
وكان الزهراوي يجري عملية شق القصبة الهوائية (تراكيو تومي) بنجاح كبير، ويذكر في موسوعته (التصريف لمن عجز عن التأليف) الطريقة التي كان يتبعها عند إجراء هذه العملية، فيقول
وأما الذين بهم ورم حار في الفم أو الحلق أو اللوزتين، فإذا لم تكن علة في القصبة توجب استعمال شق الحنجرة للهرب من التعطب الذي يكون من الاختناق، فينبغي إذا أردنا ذلك أن نشق الحنجرة تحت ثلاث دوائر من القصبة أو أربع، شقًّا صغيرًا بالعرض، فيما بين دائرتين، بقدر ما يكون الشق في الصفاق، لا في الغضروف، وهذا الموضوع موافق الشق؛ لأنه عديم اللحم، وأوعية الدم منه بعيدة، فإن كان المعالج جبانًا؛ فينبغي أن يمد جلدة الحلق بصنارة، ثم يشق الجلد، حتى إذا صار إلى القصبة جنب أوعية الدم – إن رأى منها شيئًا – ثم يشق الصفاق الذي وصفناه، ويستدل على شق القصبة من البلغم الذي يخرج منها، ويترك الجرح مفتوحًا زمانًا، فإذا زال الوقت الذي كان يتخوف فيه الاختناق، جمعت شقتي الجرح من الجلد وخِطتَه وحده من غير الغضروف، ثم تستعمل الأدوية التي تنبت اللحم إلى أن تبرأ
ويرجع للأطباء المسلمين الفضلُ في كونهم أولَ من وصف مرض تصلب الرقبة، كما أنهم نجحوا في استئصال أكياس الغدة الدرقية، ودوَّنوا رسائل مهمة خصوا بها أعصاب الحنجرة وعضلاتها، وقد أثبتوا – لأول مرة في تاريخ الطب – أن غضاريف القصبة الهوائية يمكن أن تلتئم تمامًا بعد إجراء عملية جراحية فيها
من مؤلفات ابن زهر “كتاب التيسير في المداواة والتدبير”، وهو موسوعة طبية يبرز فيها تضلعه في الطب وموهبته فيه.وترجم الكتاب إلى اللاتينية سنة 1490م، وكان له أثر كبير على الطب الأوربي حتى القرن السابع عشر
المصدر
ابن زهر – ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
Tracheotomy – Wikipedia, the free encyclopedia
جراحة الأنف والأذن والحنجرة عند المسلمين إبان العصر الوسيط لحسني عبدالحافظ
اترك تعليقًا