ابن سينا
يعد ابن سينا أول طبيب نفسي ، فهو أول من شخَّص الحالات النفسية وعالجها علاجاً نفسياً و وضع اسس علميه ونظريات شبيه بعلم النفس الحديث
مثل الهلوسة والأرق والكابوس والماليخولياو الخرف والصرع والشلل والرعاشومارس الطب والطب النفسي ، وكان يهتم بحالة مرضاه النفسية ، ويربط علاجه الطبي والنفسي بالعوامل الاجتماعية
حيث تحدث ابن سينا في كتابه، عن آفات الذهن والهذيان والرعونة والحمق وعن فساد الذكر والتخيل وعن العشق والمانيا وعن المالنخوليا التي هي موضوع بحثنا الحالي
فأما آفات الذهن فقد ذكر أن المريض يتخيّل أشياء في اليقظة أو النوم، ثم لا تلبث هذه الأشياء أن تزول عنه وينساها
وعن الهذيان فقد ذكر أن المريض يختلط عقله ويثقل رأسه، ويتوهّم نفسه طائراً أو دابة أو غير ذلك ويكون إلى سبات أو إلى سهر وذلك حسب مزاجه
والرعونة والحمق فهي شبيهة الآن بالخرف والصبويّة
وأما فساد التخيل فيتخيّل المريض ما ليس موجوداً وأموراً لا وجود لها
والمانيا هي الجنون السبعي، وهي سوداوية تحصل في الدماغ وهي ناتجة عن سوداء محترقة من الصفراء، وهي اضطراب شديد وعبث وتوثُّب وسبعيّة. وذُكر عن داء الكلب أنه نوع من المانيا
وفي المالنخوليا يقول: إنها تغير الفكر عن المجرى الطبيعي إلى الخوف والفساد لمزاج سوداوي يوحش روح الدماغ ويفزعه
و ذكر أن استمرار المالنخوليا يؤدي إلى ما يسمى بالمانيا، وأن سبب المالنخوليا إما من الدماغ نفسه أو من خارج الدماغ
وقد نجح ابن سينا في علاج بعض هذه الامراض ، ففي قصته مع المريض الذي كان يظن أنه بقرة
إذ روي أن مريضا كان يعتقد بأنه بقرة، وكان يطلب من ذويه بإلحاح أن يذبحوه، فانقطع عن الأكل لأنهم رفضوا أن يفعلوا ذلك، فضعف كثيرا وأقلق الأهل والجيران بصراخه، وطلب أهله أن يتولى ابن سينا أمره وعلاجه
فأرسل ابن سينا إلى المريض من يخبره بأنه قادم ليذبحه استجابة لطلبه، ولما حضر الطبيب وفي يده السكين، أمر بربط يدي المريض ورجليه، وطرحه على الأرض ليذبحه. ولما همّ ابن سينا بالذبح، جس عضلات المريض جسا دقيقا، ثم التفت إلى أهله وقال لهم بصوت جهوري: إن هذه البقرة ضعيفة جدا، ويجب تسمينها قبل ذبحها!
وعندها أخذ المريض من تلك الساعة يأكل بشهية زائدة ليسمن، فقوي جسمه وترك وهمه وشفي من مرضه شفاء تاما
كما كان لقدامى الأطباء العرب والمسلمين دراية وخبرة في معالجة هذه الأمراض وإنقاذ المصابين بها بالوسائل السالفة الذكر، وبما نسميه اليوم التحليل النفسي
ولذلك أخذوا يعالجونها بالأدوية المهدئة والراحة المطلقة والرياضة المنشطة والموسيقى والغناء، وأيضا بالمعاملة الإنسانية الرحيمة. كما كانوا يخصصون للمرضى المهتاجين حجرات خاصة بالمستشفيات تتوفر فيها أسباب الراحة والهدوء والطمأنينة، ويشرف عليها أطباء رحماء وممرضون وخدم متدربون
من مؤلفاته في علم النفس كتاب الشفاء
:المصدر
علم – ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
a b c S Safavi-Abbasi, LBC Brasiliense, RK Workman (2007), “The fate of medical knowledge and the neurosciences during the time of Genghis Khan and the Mongolian Empire”, Neurosurg Focus 23 (1), E13, p. 3
المالينخوليا في الطب العربي الدكتور عبد الناصركعدان والدكتور عمر زيتون
اترك تعليقًا